على الجانب الآخر من المكان الذي يقع فيه مكتب بيع التذاكر التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، تسمع رجلا من كولومبيا يعرض بيع تذكرة «بسعر زهيد» لمشاهدة مباراة إنجلترا وكرواتيا في الدور قبل النهائي للبطولة مقابل 1500 دولار فقط، وهو رقم يعادل ضعف المبلغ الرسمي للتذكرة. هذا الرجل يعرف أنه يخرق القانون لكنه يقول، إنه اشترى التذكرة لأنه كان يتوقع أن يواصل منتخب بلاده طريقه في البطولة إلى أبعد من دور الستة عشر. لكن منتخب كولومبيا خسر بركلات الترجيح أمام إنجلترا الأسبوع الماضي فقرر هذا الرجل وغيره الكثير من السماسرة بيع التذاكر في العاصمة الروسية مع تحقيق ربح مالي. وقال الرجل الذي رفض ذكر اسمه رغم أنه يحمل بطاقة المشجع حول رقبته وهو ما يعني أنه خضع لتدقيق السلطات الروسية، «لا أحتاج التذكرة ولهذا أعرضها للبيع». وتتبقى في كأس العالم الحالية أربع مباريات ويبدو أن المضاربات على شراء التذاكر تزداد سخونة مع اقتراب موعد المباراة النهائية في 15 يوليو/ تموز، خاصة مع خروج العديد من الفرق الكبرى ومنهم ألمانيا والبرازيل والأرجنتين التي لم تقدم جميعا الأداء المتوقع منها. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أقر في وقت سابق تشريعا يحظر إعادة بيع تذاكر كأس العالم، ومن الممكن أن يواجه المخالفون غرامة تصل إلى 25 ضعف السعر الأصلي للتذكرة. لكن لم يظهر أي رجل شرطة في الشارع خارج محطة مترو دوبرنينسكايا ظهر أمس الإثنين. ومرت إحدى سيارات الشرطة لكنها لم تتوقف وقال ضابط في مدخل محطة المترو، إنه لا يعلم أن بيع التذاكر خارج إطار القانون. وقال بائع آخر بلكنة أمريكية، إن الشرطة تدخلت لكنها لم توقف إعادة بيع التذاكر. وأضاف، «الشرطة تدخلت عدة مرات وأمسكوا بالبعض واقتادوهم بعيدا لكن بخلاف هذا فإنهم لا يبدون اهتماما حقيقيا». وظهرت عدة حالات إعادة بيع التذاكر تم الإبلاغ عنها في بعض المدن المضيفة وعددها 11 مدينة، لكن الشرطة لم تكشف عن إحصاءات رسمية تتعلق بعدد حالات إعادة بيع التذاكر التي تم تسجيلها حتى الآن في البطولة. ولم ترد وزارة الداخلية الروسية على طلب للتعليق. ويدين الـ«فيفا» إعادة بيع التذاكر، لكنه يسمح بنقلها إذا كان حامل التذكرة الأصلية لديه «علاقة مسبقة» مع الشخص الذي يمنحه التذكرة. وقال متحدث باسم الـ«فيفا» في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز»، «يعتبر الفيفا مسألة إعادة بيع التذاكر وتوزيعها غير المشروع قضية خطيرة ويعمل جاهدا بالتعاون مع السلطات المحلية بما في ذلك جهات حماية المستهلك في العديد من الدول لتحديد ومنع بيع التذاكر بطريقة غير مشروعة». وقال الـ«فيفا»، إن أكثر من 95 ألف تذكرة تم بيعها عبر مواقعه المعتمدة، مضيفا، أن المشجعين بإمكانهم تقديم تذاكرهم التي لا يرغبون فيها لإعادة بيعها من خلال هذه المواقع حتى يوم المباراة النهائية. لكن سمسار تذاكر يبلغ من العمر 28 عاما من قرغيزستان قال، «لولا سماسرة التذاكر لأصبحت الملاعب خالية وبدون جمهور. الجميع يفعل هذا ولن يمنعك رجال الشرطة».