إنكلترا لاستعادة «الأمجاد».. وكرواتيا لكتابة «التاريخ»

  • 7/10/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يبحث منتخب انكلترا، الذي يعيش على «فقاعة» غير متوقعة، عن بلوغ نهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه بعد 1966، عبر تخطي كرواتيا، مفاجأة مونديال روسيا 2018، في نصف النهائي في موسكو. أحدثت مشاركة انكلترا في المونديال الروسي حالة جماهيرية صاخبة في البلاد، وحصدت مبارياتها نسب مشاهدة قياسية، فيما استحوذ المدرب غاريث ساوثغيت وتشكيلته الشابة على قلوب مشجعي منتخب «الاسود الثلاثة». وفي تناقض مع الأجواء الاحتفالية في لندن وباقي المدن الانكليزية، أمضى المهاجم هاري كين ورفاقه أياماً هادئة في منتجع ريبينو البحري الذي يبعد 45 كلم شمال-غرب سان بطرسبرغ، قبل التوجه الى موسكو التي يستقبل ملعبها المهيب لوجنيكي ثاني مباراتي نصف النهائي بعد مواجهة فرنسا وبلجيكا الثلاثاء. وقال لاعب وسط انكلترا الهجومي ديلي آلي، الذي سجل هدف الاطمئنان في مرمى السويد (2/صفر) في ربع النهائي «أنت هنا في فقاعتك الصغيرة، تتدرب وتعود، تستعد للمباراة المقبلة. تدرك حجم الأمور فقط عندما تتابع وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت». لكن خلافاً لمواجهة السويد التي قدمت اداء دفاعيا صلبا خلال البطولة، يتوقع ان تكون مواجهة كرواتيا، وهي الاولى بينهما في كأس العالم، اصعب مع ترسانة نجوم يتقدمها لاعب وسط ريال مدريد الاسباني لوكا مودريتش. كرواتيا لصنع التاريخ كانت كرواتيا أحد ثلاثة منتخبات حققت علامة كاملة في دور المجموعات، من بينها انتصار ساحق على أرجنتين ليونيل ميسي 3/صفر. لكن لاعبي المدرب زلاتكو داليتش احتاجوا الى ركلات ترجيح مرتين في دور الـ16 أمام الدنمارك وربع النهائي ضد روسيا المضيفة، لبلوغ المربع الاخير للمرة الثانية منذ 1998 عندما حلوا في المركز الثالث في أول مشاركة لهم بعد تفكك يوغوسلافيا. ويقود المنتخب الكرواتي نجم وسطه المخضرم مودريتش (32 عاما) الذي سيعزز حظوظ نيله الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم في حال بلوغه النهائي، وذلك لتتويجه مع ريال مدريد بلقب دوري ابطال اوروبا في مايو الماضي. وإلى مودريتش الذي نال جائزة افضل لاعب في المباراة لثلاث مرات في المونديال الحالي، يتألق لاعب وسط برشلونة الاسباني ايفان راكيتيتش مسدد الركلتين الحاسمتين ضد الدنمارك وروسيا، والحارس دانيال سوباشيتش الذي اصبح ثالث حارس في تاريخ المونديال يصد اربع ركلات ترجيحية في نسخة واحدة، بعد الالماني هارالد شوماخر في 1986 والارجنتيني سيرخيو غويكوتشيا في 1990. وقال سوباشيتش، الذي أكمل مباراة روسيا رغم تعرضه لاصابة في فخذه الايمن «بدأت عملية الاحماء وشعرت بألم في العضل. قام معالجي الفيزيائي بتدليكي ورأى انه بمقدوري اللعب». وتابع لموقع الاتحاد الدولي «شعرت بالالم مجددا لكني لم أرد الاستسلام. عرفت ان المدرب بحاجة إلى تبديل اضافي. في الاستراحة قام المعالجون بعمل سريع، وعلى غرار توقف السيارات في الفورمولا واحد استعدت عافيتي». مفاجأة غير متوقعة وعلى الرغم من مفاجأة إنكلترا، التي لم يكن بلوغها نصف النهائي متوقعاً حتى من قبل الصحافة المحلية، يرى آلي ان فريقه قادر على قطع مسافة أطول في النهائيات الاولى التي تقام في شرق القارة الاوروبية، وقال «تعين علينا ان نثق، وندرك موهبة تشكيلتنا… عندما تملك أساسات صلبة وصورة واضحة لما تريد تحقيقه، ليس مفاجئا أن تسير الامور بشكل جيد معنا». وتعول انكلترا، التي فضلت خوض مواجهة بلجيكا الاخيرة في الدور الاول بتشكيلة احتياطية مما مكنها من الحصول على قرعة سهلة في الادوار الاقصائية، على نجم توتنهام هاري كين الذي يتصدر ترتيب هدافي البطولة بستة اهداف بينها ثلاث ركلات جزاء. وكانت انكلترا، مهد لعبة كرة القدم، احرزت لقبا وحيدا في البطولة العالمية على ارضها في 1966 على حساب ألمانيا الغربية في نهائي مثير انتهى بعد التمديد (2/4)، وبلغت نصف النهائي مرة ثانية في 1990 عندما خسرت امام ألمانيا بالذات بركلات الترجيح. وقد فكت عقدتها مع ركلات «الحظ» في المونديال الحالي بتخطي كولومبيا في الدور الثاني. أما كرواتيا، فيأمل جيلها الحالي بالسير على خطى جيل 1998 الذي ضم العمالقة دافور شوكر وزفونيمير بوبان وروبرت بروسينتشكي، الذي تقدم على فرنسا المضيفة في نصف نهائي 1998 بهدف لنجمه رئيس الاتحاد المحلي حاليا شوكر قبل ان ينقذ صاحب الارض مدافعه ليليان تورام بتسجيله هدفيه الوحيدين مع «الزرق» في 142 مباراة دولية. (ا. ف. ب) تشاكير يدير المواجهة أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تولي الحكم التركي جونيت تشاكير إدارة مباراة إنكلترا مع كرواتيا في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم في روسيا. وستقام مباراة إنكلترا مع كرواتيا على ملعب «اولمبيسكس كومبليكس لوزنيكي». وسبق لتشاكير إدارة مباراة في النسخة الحالية للبطولة بين فريقي المغرب وإيران في الجولة الأولى للمجموعة الثانية التي انتهت بفوز الأخير بهدف نظيف. بالإضافة إلى مباراة الأرجنتين مع نيجيريا في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الرابعة، والتي انتهت بفوز الأول بهدفين لهدف. يذكر أن المنتخب الإنكليزي تأهل إلى المربع الذهبي بعد فوزه على السويد بهدفين دون رد في ربع النهائي. فيما فازت كرواتيا على روسيا بركلات الترجيح بنتيجة 3/4 بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما. (الاناضول) كرواتيا تعيش أفراح 1998   بلغت كرواتيا الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية، بعد مرور 20 عاما على ملحمتها الرائعة في مونديال فرنسا 1998. البلد بأكمله يحلم بأن ينجح لوكا مودريتش ورفاقه في تخطي إنجاز من يعتبرونهم حتى الآن أبطالاً لا يمكن تكرار ما أنجزوه. بعد الفوز «الدراماتيكي» على روسيا المضيفة 3/4 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي 1/1 والاضافي 2/2) السبت في سوتشي في الدور ربع النهائي، تستعد كرواتيا الى مواجهة انكلترا في نصف النهائي الاربعاء على ملعب لوجنيكي في موسكو. أقر مدرب «المتوهجين» في مونديال فرنسا 1998 ميروسلاف بلازيفيتش بأنه «كان فخورا بعض الشيء حتى قبل أربع أو خمس سنوات، وسعيدا بأنه ونجوم 1998 وضعوا حاجزاً عالياً في المونديال الفرنسي حتى انه كان من الصعب النظر إليه حتى دون التفكير في تخطيه». وأضاف لوكالة فرانس برس «لكنني من الآن أصلي (…) وسأقدم كل شيء حتى يدخلنا هذا المنتخب (الحالي) التاريخ ونتحدث عنه في المستقبل». الحماس مشتعل مشوار كرواتيا في المونديال الروسي أيقظ الحماس مجدداً في البلاد. ساحات وشوارع البلاد غصت بالوجوه المطلية باللونين الأحمر والأبيض والمتفرجين الذين يرتدون القميص الشهير. خرج الناس يغنون وأطلق العنان لأبواق السيارات. 4.1 ملايين شخص يبدون مصممين على إقامة حفل غير مسبوق منذ 4 يوليو 1998، عندما نجحت كرواتيا في سحق ألمانيا بطلة اوروبا وقتها 3/صفر في الدور ربع النهائي للمونديال الفرنسي، بعد ثلاث سنوات فقط من نهاية حرب الاستقلال الدامية وفي أول مشاركة في بطولة عالمية كدولة مستقلة تحت قيادة النجم دافور سوكر. علق بلازيفيتش على المباراة قائلاً «كانت لحظة تاريخية لكرة القدم الكرواتية”، بينما وصفها القائد بوبان بـ «مباراة حياتنا»، وحياة كل المشجعين؛ نظرا لأن ما حققه المنتخب منذ ذلك الحين كان باهتا، الى ان أتت روسيا. علقت صحيفة «سبورتسكي نوفوستي» قائلة «نحن سعداء لرؤية هذا الجيل يختبر عامه 1998، ليشهد نشوة كروية». وأضافت الصحيفة الرياضية «كنا دائما نعود إلى الميداليات البرونزية لعام 1998، والتي كانت تشكل عبئا على مودريتش وفريقه (…) منذ السبت (الفوز على روسيا)، اختفى الألم وها نحن أخيرا نعيش مجدداً عام 1998». (ا. ف. ب)

مشاركة :