قضاء ساعات طويلة على الشبكات الاجتماعية قد يزيد من خطر تعرض المراهقين لـ "التنمر الرقمي"، حسب ما تشير دراسة أوروبية حديثة. الدراسة التي نشرت الثلاثاء في مجلة "بي أم سي بابلك هيلث" العلمية، وجدت أن التنمر عبر الإنترنت قد يرتبط بزيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما. ويقصد بالتنمر الرقمي، استهداف آخرين بمحتوى على الإنترنت يهدف إلى التحرش بهم عبر إحراجهم أو مضايقتهم أو إهانتهم. الدراسة التي قام بها باحثون بجامعة أثينا الحكومية تقول إن الأطفال يصبحون أكثر عرضة للتنمر الرقمي من خلال الرسائل العنيفة والمنذرة والعزل الاجتماعي ونشر الشائعات والبيانات الخاصة المحرجة إذا استخدموا منصات التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين يوميا، بعيدا عن أيام العطلات. وتقول أرتميس تسيتساكا التي شاركت في كتابة الدراسة إن ما خلص إليه هذا البحث يمثل "تحديا للدراسات السابقة التي كانت تقول إن مجرد وجود حساب على منصات التواصل الاجتماعي يزيد من تعرض الطفل للتنمر الرقمي". ووجدت الباحثون في جامعة أثينا أن نسبة عالية من الأطفال في سن المدارس في رومانيا (37.3 بالمئة) واليونان (26.8 بالمئة) وألمانيا (24.3 بالمئة) تعرضوا للتنمر على الإنترنت أكثر من أقرانهم في هولندا (15.5 بالمئة) وأيسلندا (13.5 بالمئة) وإسبانيا (13.3 بالمئة). وتضيف تسيتساكا: "وجدنا أن عوامل عدة، بالإضافة إلى إمضاء الوقت على الشبكات الاجتماعية، قد تساهم في التعرض للتنمر الرقمي وتشرح الاختلافات في النسب بين دولة وأخرى". وتؤثر الأمية الرقمية والتشريعات المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي ونسب استخدامها في الدول المختلفة وكذلك الهوة في فهم طبيعة تلك الشبكات بين الوالدين والطفل، على احتمال التعرض للتنمر الرقمي، حسبما توصل إليه الباحثون. وتقول مجلة "بي أم سي بابلك هيلث" إن زيادة استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي خلق بيئة جديدة للتطور الشعوري والاجتماعي لدى الأطفال.
مشاركة :