سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحاصره الغرب بسبب أزمة اوكرانيا، الى تعزيز علاقات تاريخية مع الهند، اذ أبرم الجانبان خلال زيارته نيودلهي وثيقة «رؤية» للتعاون تشمل تشييد 12 مفاعلاً نووياً في الهند التي تعهدت أن تبقى روسيا «أهم شريك دفاعي» لها. وكان لافتاً أن سيرغي أكسيونوف، زعيم شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في آذار (مارس) الماضي، رافق بوتين الى نيولدهي لإجراء محادثات غير رسمية مع رجال اعمال بارزين. وقال ناطق باسم وزير الخارجية الهندي ان لا علم رسمياً لديه بزيارة أكسيونوف الذي يخضع لعقوبات غربية. لكن غل كريبالاني، وهو رجل أعمال التقى زعيم القرم في فندق بنيودلهي، قال ان محادثاتهما كانت غير رسمية، مشيراً الى أن أكسيونوف أتى ضمن وفد بوتين. ولا تؤيد نيودلهي العقوبات الغربية على روسيا، لكن وجود زعيم القرم قد يثير إزعاجاً قبل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الهند الشهر المقبل. وأشرف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وبوتين على توقيع وثيقة «رؤية» تحدّد خريطة طريق للتعاون بين البلدين، تشمل إبرام 20 اتفاقاً. وأعلنت شركة «روس آتوم» الروسية المملوكة للدولة أنها ستزوّد الهند 12 مفاعلاً نووياً في غضون 20 سنة. الجانبان اللذان أبرما عقداً لجمع 400 مروحية روسية الصنع في الهند، سيسعيان الى استئناف مشاريع عسكرية مؤجلة. ووقّعت شركة «روسنفت» الروسية عقداً مدته 10 سنوات لتزويد شركة «إيسار أويل» نفطاً. كما أعلن البلدان أن 12 شركة هندية ستشتري ألماساً قيمته 2.1 بليون دولار في غضون السنوات الثلاث المقبلة، من شركة «الروسا» المملوكة للدولة الروسية. وتُعتبر روسيا أضخم منتج للماس الخام في العالم، وتمرّ غالبيته عبر الهند حيث تتوافر يد عاملة رخيصة. وشدد مودي على أن «اهمية العلاقة (مع موسكو) ومكانتها الفريدة في السياسة الخارجية الهندية، لن تتغير». وقال في مؤتمر صحافي مع بوتين إن أمن الطاقة «مهم جداً بالنسبة الى التنمية الاقتصادية في الهند، ولإيجاد وظائف للشباب»، متحدثاً عن «رؤية طموحة لتشييد 10 مفاعلات نووية اضافية على الاقل» في بلاده. وذكّر بأن «روسيا كانت أهم شريك دفاعي طيلة عقود» للهند، وزاد: «حتى مع تزايد خيارات الهند الآن، تبقى روسيا أهم شريك دفاعي لنا»، علماً أن الولايات المتحدة باتت أبرز مصدر للأسلحة الى الهند التي تُعتبر أضخم مستورد للسلاح في العالم. اما بوتين فقال: «مواقفنا ازاء القضايا الدولية والاقليمية، إما متشابهة او متقاربة جداً». واضاف: «نقدّر كثيراً الصداقة والثقة والتفاهم المتبادل مع الشركاء الهنود، وتعزيز التعاون مع الهند هو أولوية في السياسة الخارجية لروسيا». لكنه اعتبر أن حجم التجارة بين البلدين «ليسي كافياً»، اذ لم يتجاوز 10 بلايين دولار العام الماضي.
مشاركة :