مهزلة التجنيس.. وأنبوب النفط!

  • 7/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليست المرة الأولى ولا العاشرة التي أكتب فيها عن الجنسية وما أدراك ما الجنسية؟! هذه الهوية السوداء التي تدخل صاحبها نعيم العلاج المجاني الداخلي، ولا تنسوا الخارجي، السياحي، ومجانية التعليم، وبيت الإسكان، وبطاقة التموين، وهات ما عندك من امتيازات تفتحها لك هذه الدانة المحبوبة والمعشوقة من كل من يحصل عليها بالطرق الشرعية، بالأحقية أبا عن جد، أو بالتزوير والإفك، وخشمك أذنك.. وهذه وغيرها حبالها قصيرة لا يدوم عزها لصاحبها، ما دام حبل الكذب قصيرا، ومادام المثل عندنا يقول: «الحق الكذاب حتى بيت أهله».. هذا إذا كان للكذاب أهل لم يصدروا ضده بيان البراءة منه.. ليس من حق أحد حرمان صاحب حق من حقه بالجنسية، وبالتالي المواطنة والانتماء الحقيقي غير المشروط لأرض عاش عليها وقد سبقه من الآباء والأجداد ذكوراً كانوا أو إناثاً.. لكن من حقنا كمواطنين نبكي على ضياع هويتنا الاجتماعية والوطنية، أن نرفع لافتات الفيتو والاعتراض المنطقي لكل من يحصل على هذه الدانة من دون حق، ومن حقنا أن نقف في وجه هذا الطوفان الرهيب الذي يهدف إلى طمس الهوية الكويتية في التجنيس غير المشروط، وهو ما نجني تداعياته السلبية الآن، وما سوف يجنيه الجيل القادم، وهذا ما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً ورهبة من كل الخفايا التي خلف المجهول من مقبل السنين. التحرك الحكومي الأخير والمبارك في مسألة التدقيق بالملفات الخاصة بأولئك الذين تحوم حولهم الشبهات في التجنيس، هو تحرك كان من الواجب أن يكون منذ سنوات، لكنه وإن جاء متأخراً فخير وبركة، وأفضل من ألا يأتي، فقد كشف التدقيق بالملفات عن خفايا كثيرة في هذا الملف الشائك، سواء في «شهود الزور»، وهؤلاء حسابهم عسير عند رب العباد، أو في تزوير المستندات، أو في الكذب والافتراء في انتماءات عائلية كاذبة لا علاقة لهم فيها، كلها، وغيرها كشفتها عمليات التدقيق التي من الواجب ان تستمر حتى تنظيف هذا الوضع الذي أفسد مجتمعنا بأناس لا علاقة لهم بالكويت، لا وطنا ولا لهجة ولا ولادة ولا انتماء، وهذا ما يعانيه مجتمعنا اليوم بعد موجة التجنيس التي شهدناها في السنوات الأخيرة. من له حق لا بد أن يأخذه، ولا يمكننا قبول أي حرمان لصاحب حق بالجنسية، وفي المقابل لا يمكننا قبول أي طارئ على المجتمع استطاع الحصول على الجنسية بالتزوير والكذب، وربما حتى بدفع المقسوم لشهود الزور، وهم كثيرون أمام إغراءات المال، حتى إن جاءت على حساب الضمير وخراب المجتمع. • نغزة: يسألونني بين وقت وآخر متى يتوقف تسونامي التجنيس عندنا، قلت لا تسألوا ما دام أنبوب النفط يتدفق، وأسأل الله أن يديم علينا نعمته وبركاته، أسأل، فقط، متى تنتهي مسألة إغراق مجتمعنا بالتجنيس، وقد طغى الطحين على الماء.. طال عمرك. يوسف الشهاب

مشاركة :