دشن معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير، ومعالي وزير الخارجية الصيني وانغ يي ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، بحضور أصحاب المعالي وزراء الخارجية العرب – المكتبة الرقمية العربية الصينية، وذلك على هامش اجتماع منتدى التعاون العربي الصيني بالعاصمة الصينية في بكّين، اليوم الثلاثاء 10 يوليو 2018م؛ بهدف تعميق التعاون بين المكتبات العربية في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية والمكتبات الصينية لتحقق إنجازاً كبيراً في مجال المكتبات والمعلومات في الثقافتين العربية والصينية. وبهذه المناسبة، رفع معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر عظيم شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على دعمهم لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي تعد منارة للعلم والمعرفة؛ ما أكسبها تميزًا وحضورًا عالميًا، مشيرًا إلى تشرّف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بجامعة بكين بتدشينها برعاية المقام الكريم راعي الثقافة والمثقفين داخل المملكة وخارجها، حفظه الله، أثناء زيارته مطلع العام الماضي لجمهورية الصين الشعبية؛ ما أعطاها بُعدًا ثقافيًا استثنائيًا، عالي المستوى في تاريخ العلاقة بين الدولتين؛ وعظيم الفائدة والأثر على صعيد الثقافتين العربية والصينية. لافتًا أن المكتبة الرقمية العربية الصينية ستعزز العلاقات الثقافية بين العرب والصين وتشكّل جسرًا ثقافيًا يربط بين الحضارتين العريقتين العربية والصينية. وأضاف المشرف العام على المكتبة قائلاً: نستشعر في هذه اللحظة الحضارية، عِظَم المسؤولية كصرح ثقافي عربي سعودي ودولي، تشرَّف بتكليف جامعة الدول العربية لإسناد تطوير وتشغيل المكتبة الرقمية العربية الصينية، بعد سلسلة نجاحاتها في صناعة المعرفة عبر إطلاق الفهرس العربي الموحد؛ والمكتبات الرقمية؛ مؤمِّلاً أن تشهد المكتبة الرقمية العربية الصينية، انطلاقة حقيقية، أكثر انفتاحًا للثقافة العربية على المجتمع الصيني، وإطلالة صينية أيضًا للحضارة الصينية على العالم العربي؛ وأن تحقق طفرة معرفية كبرى في مجال المكتبات والمعلومات، وخطوة مهمة لبناء شراكات دولية، ومجتمعية قائمة على نقل التاريخ والموروث والتعريف بالكنوز المعرفية وتوفير خدمات المعلومات للباحثين والدارسين وصانعي السياسات والمهتمين بالإنتاج الفكري كافة. من جهته أكد معالي الأمين العام للجامعة العربية السيد احمد أبو الغيط، أن إطلاق المكتبة الرقمية العربية الصينية؛ سيفسح المجال أمام دفع التعاون المشترك في مجال المكتبات، وتشجيع علاقات التوأمة والشراكة بين المكتبات المركزية والمتخصصة في الدول العربية والصينية؛ مقدماً الشكر لمكتبة الملك عبدالعزيز على استضافتها ومساهمتها في هذه المكتبة الرقمية. وتعد المكتبة الرقمية العربية الصينية والتي صممت بأفضل المواصفات الفنية والمعايير العلمية لبناء المكتبات الرقمية، أحد أهم المشروعات والجسور المعرفية والثقافية التي يعول عليها للعبور بين الدول العربية والصين، وأحد أذرع وآليات التعاون بين الحضارتين، حيث دعمت وزارة الخارجية إنشاءها وأسندت جامعة الدول العربية تطويرها إلى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لنجاحها في إطلاق الفهرس العربي الموحد والمكتبات الرقمية، إضافة إلى خبراتها في صناعة المعرفة؛ ونقل الموروث وترسيخ أسس الشراكة المعرفية والثقافية على المستويين المحلي والعالمي. ومن جانب آخر، حضر سعادة الدكتور عبد الكريم الزيد، نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، حفل تدشين المكتبة وعبَّر عن سعادته بهذه المناسبة وأشار إلى أن هذه المكتبة تعد انطلاقة حقيقية وانفتاح للثقافة العربية نحو المجتمع الصيني وأيضًا تقريب للحضارة الصينية إلى العالم العربي. وأشار إلى أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، التي حظيت بشرف تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، لها، تعد صرحًا من صروح العلم والمعرفة للتعريف بالحضارة العربية في الصين، حيث حظي بتقدير من الباحثين والدارسين والمهتمين في الصين. يُذكر أن المكتبة العربية الصينية تعد نواة لتقديم الحضارة العربية مع كل حضارة في العالم على حدة؛ لإحداث هذا التواصل بين الحضارات باعتبارها مكتبة حقيقية لإبراز الحضارة العربية وإسهاماتها مع الحضارات الأخرى في نهضة الأمم، كونها مكونًا رئيسًا في التطور البشري، وهي فكرة نشأت من العرب ذاتهم لإبراز الدور الحضاري العربية، وكنوزها التي تخدم الثقافة الإنسانية كافةً. يذكر أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة، التي أسّسها الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، تعد من أهم المكتبات العامة من حيث التنظيم والخدمات المعرفية والمشاريع الثقافية التي تعمل على إنجازها، ومن أهمها: الموسوعة الشاملة للمملكة، والفهرس العربي الموحد، وجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة؛ والمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب؛ لتسهم بشكل فعال في اكتمال منظومة جسور المعرفة والثقافة العربية والصينية في رؤية حضارية إنسانية شاملة. ومن خلال هذه الجهود والأنشطة تسعى مكتبة الملك عبد العزيز إلى دعم حركة التأليف والترجمة في كافة المجالات والفنون بما يحقق تطوير النشر العلمي بالمملكة. وفي الجانب الآخر تعريف الشعب الصيني بأصالة وهوية الإنسان السعودي وجهوده الوطنية والدولية لإرساء ثقافة عالمية للتآخي والتآلف بين كافة شعوب العالم.
مشاركة :