عندما انتقل لوكا مودريتش إلى توتنام هوتسبير في 2008 كانت إنجلترا غائبة عن بطولة أوروبا في ذلك الصيف وقضى لاعب الوسط الكرواتي أربعة مواسم في فريقه الإنجليزي وكانت فترة ألقى فيها نظرة على متاعب المنتخب الإنجليزي وهي القلق والغضب والانقسام الذي يمكن الشعور به.وتأهلت إنجلترا إلى كأس العالم 2010 ويورو 2012 لكن لم يكن هناك الكثير للاستفادة إذ تعثرت في الأولى، وكانت أبرز السلبيات هي انتقادات وين روني للجماهير بعد صيحات الاستهجان عقب التعادل مع الجزائر في دور المجموعات فيما خسرت بركلات الترجيح في البطولة القارية أمام إيطاليا.ويتذكر مودريتش كل الأمور حول انعدام التواصل بين الجماهير والفريق وكيف أصبحت مهمة تدريب إنجلترا هي الوظيفة المستحيلة واستمر الوضع بعد انتقاله إلى ريال مدريد وبينما واصل حصد الألقاب من بينها العديد في دوري أبطال اوروبا، استمر السجل السيء لإنجلترا.وما يقلق مودريتش وكرواتيا في الاستعداد لمواجهة إنجلترا في الدور قبل النهائي لكأس العالم في موسكو يوم الأربعاء هي حالة الاتحاد الجديدة في صفوف المنتخب الإنجليزي.وببساطة لم يكن من المفترض أن تسير الأمور على هذا النهج لكن بعد الاستماع إلى مودريتش والمنتخب الكرواتي بعد الفوز على روسيا بركلات الترجيح في دور الثمانية يوم السبت كان واضحا أن العمل الذي قام به المدرب غاريث ساوثغيت تركهم في حالة من القلق.وقال مودريتش "ظهر كفريق قوي. لا أعلم هل هناك عقلية جديدة لكنه يبدو كفريق متحد. اللاعبون يشعرون بالاتحاد وهذا مهم للغاية للنجاح".واتفق دافور سوكر مهاجم كرواتيا السابق ورئيس اتحاد كرة القدم الحالي في البلاد مع رأي مودريتش.وقال سوكر "كنت أفضل مواجهة الوجه القديم للمنتخب الانجليزي لكنه الآن قوي للغاية ويجب أن نحترمه. الأموال لن تلعب أو حتى سيارات فيراري أو الساعات الباهظة. 11 مقاتلا في مواجهة 11 مقاتلا".ولعب مودريتش مع مدافعي انجلترا كايل ووكر وداني روز في توتنام فيما يتذكر الخطوات الأولى لهاري كين مع الفريق إذ شارك في بعض مباريات الدوري الاوروبي في بداية موسم 2011-2012 من بينها الهزيمة 2-1 على على ملعبه ضد باوك سالونيكا وهي المباراة التي شارك فيها مودريتش منذ البداية.وقال مودريتش "هاري كان صغيرا وكانت أولى مبارياته مع الفريق. دائما يجتهد في العمل. اتذكر قصة واحدة عنه لكني سأحتفظ بها لنفسي".وجذب هذا الأمر المغري انتباه الصحفيين لكن مودريتش واصل الحديث عن أمور أخرى يمكن أن تحسم المواجهة في الدور قبل النهائي ومنها تفوق إنجلترا في الركلات الثابتة والإرهاق الذي يعاني منه فريقه.وشاهد مودريتش وفريقه فوز إنجلترا 2-صفر في الوقت الأصلي على السويد في دور الثمانية في وقت سابق من يوم السبت وراقب ضربة رأس هاري ماغواير التي افتتح بها التسجيل بعد ركلة ركنية والتي حددت مسار المباراة.وأحرزت إنجلترا سبعة أهداف من الركلات الركنية والثابتة في البطولة حتى الآن.وعانت كرواتيا من هفوة ضارة من ركلة حرة لروسيا قرب نهاية الوقت الإضافي نجح فيها ماريو فرنانديز في إدراك التعادل واهتزت شباك كرواتيا ثلاث مرات في البطولة إحداها عندما فشلت في التعامل مع رمية تماس طويلة داخل منطقة الجزاء خلال تغلبها على الدنمارك في دور الستة عشر بركلات الترجيح.وقال مودريتش "إنجلترا خطيرة للغاية في الركلات الثابتة. تملك لاعبين أقوياء مثل ماغواير وهاري كين و(جون) ستونز وتسجل العديد من الأهداف من الركلات الثابتة. يجب علينا الانتباه لهذه التفاصيل لأننا استقبلنا هدفا منها ضد روسيا لم يكن يجب أن يحدث".وبدا الإرهاق على بعض لاعبي كرواتيا خلال الوقت الإضافي ضد روسيا وبدأت أجسادهم في الوهن وتعرض الحارس دانييل سوباسيتش لإصابة في العضلة الخلفية للفخذ في نهاية الوقت الأصلي لكنه واصل اللعب بعد تلقي العلاج بينما خرج الظهير الأيمن شيمه فرساليكو في الوقت الإضافي بسبب إصابة في الركبة.وقال مودريتش "إنجلترا لم تعان مثلنا. وأمامنا وقت ضيق للتعافي من أجل مواجهة الدور قبل النهائي بالمقارنة بالأيام التي حصلنا عليها قبل دور الثمانية. لكنها مباراة الدور قبل النهائي. سنعثر على حافز إضافي والمزيد من كل شيء".وقدم مودريتش أداء رائعا ضد روسيا وزاد تأثيره في الشوط الثاني بعدما أشرك المدرب زلاتكو داليتش لاعب الوسط المدافع مارسيلو بروزوفيتش.وقبل ذلك لعب مودريتش بجانب إيفان راكيتيتش في الوسط في خطة 4-2-3-1 بينما تحررا للعب دور هجومي آخر بجانب بروزوفيتش إذ تحولت الخطة إلى 4-3-3.وظهر مودريتش بشكل أفضل عندما كان يتقدم باستمرار في الهجوم وسيكون إيقافه واحدا من أبرز التحديات أمام انجلترا.وما لفت الأنظار في معسكر كرواتيا هو تطلعها واستمتاعها بالمواجهة ضد إنجلترا والاعتقاد السائد على العكس من الدنمارك خاصة وروسيا أن فريق المدرب ساوثغيت سيهاجم منذ البداية.وقال فيدران تشورلوكا مدافع مانشستر سيتي وتوتنام السابق "نفضل اللعب ضد منتخبات مثل إنجلترا لأننا نملك لاعبين سريعين وستكون هناك مساحات. الفريقان يفضلان الاستحواذ على الكرة ونريد الفوز. أسلوب إنجلترا يتشابه إلى حد ما مع مانشستر سيتي خاصة مع وجود ستونز الذي يبدأ الهجمات. نتمنى أن تكون النتيجة مثل ويمبلي 2007 عندما انتصرنا 3-2".
مشاركة :