نقل الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية خالص تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد، إلى الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة وتمنيات جلالته لفخامته بموفور الصحة والسعادة، وذلك خلال مشاركة وزير الخارجية في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، والتي افتتح أعمالها اليوم في مدينة بكين فخامة الرئيس شي جين بينغ بحضور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة. وأكد وزير الخارجية في الكلمة التي ألقاها في جلسة العمل الاولى لمنتدى التعاون العربي الصيني، أن المنتدى منذ إنشائه قبل أربعة عشر عامًا، حقق الكثير من الإنجازات المهمة التي تؤكد الإرادة السياسية للجانبين العربي والصيني وتصميمهما على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها بما يحقق مصالحهما المشتركة في مختلف مجالات التعاون، وعدم جعل القضايا السياسية أن تشكل عقبة أمام بناء الأساس القوي لهذه العلاقات وصولاً إلى تحقيق الأهداف السامية للمنتدى. وأضاف الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية تتسم بأنها علاقات تاريخية وثيقة، وتشهد تقدمًا مستمرًا على كافة المستويات، وخاصة بعد الزيارة التاريخية الهامة – زيارة الدولة - التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، إلى جمهورية الصين الشعبية في سبتمبر من العام 2013، والتي فتحت آفاقًا واسعة وجديدة للتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وأشاد وزير الخارجية بالمضامين الهامة للكلمة الافتتاحية لفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، والتي وضعت خطة شاملة لتطوير العلاقات بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين التي تقوم على التعاون الشامل والتنمية المشتركة من أجل مستقبل أفضل، كما أشاد معاليه بكلمة سمو أمير دولة الكويت، والتي عكست الموقف العربي في أهمية تطوير العلاقات العربية الصينية، والجهود الكبيرة التي يقوم بها الجانبان لتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات. وجدد وزير الخارجية دعم وتأييد مملكة البحرين لمبادرة "الحزام والطريق" لفخامة الرئيس شي جين بينغ لإعادة إحياء طريق الحرير القديم بشقيه البري والبحري، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين قد أبدت رغبتها في الانضمام للبنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية، منوهًا إلى توقيع معاليه يوم أمس مع معالي السيد وانغ يي مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية الصديقة على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين، وهو ما يعكس دعم والتزام مملكة البحرين بإنجاح هذه المبادرة. وأوضح وزير الخارجية أن مملكة البحرين استضافت عددًا من الفعاليات المختلفة، منها على سبيل المثال الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني التي عقدت في المنامة في العام 2008، وذلك من منطلق حرص مملكة البحرين على دعم المنتدى، كما استضافت ندوة التعاون العربي الصيني في المجال الإعلامي التي عقدت في العام 2010م، ومهرجان الفنون الصينية في مارس من العام 2012. وقد صدر عن الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني إعلان بكين، الذي أدانت فيه الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها مملكة البحرين والتي راح ضحيتها عدد من رجال الأمن والمدنيين الأبرياء، وأكدت تأييدها الكامل للإجراءات والتدابير التي تتخذها مملكة البحرين لحماية أمنها واستقرارها. كما أشار الإعلان إلى تدشين مملكة البحرين لمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في مارس 2018م، والتأكيد على مواصلة الجهود لتعميق الحوار الحضاري، والالتزام بالتواصل على قدم المساواة، وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافتين العربية والصينية وتعزيز التعاون في نزع التطرف. وتناول الإعلان أيضًا المواقف السياسية للجانبين من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية والثقافية ومجال تعزيز التواصل الشعبي والاجتماعي والإعلامي. وتم التوقيع على اعلان بكين من قبل معالي السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية ومعالي السيد وانغ يي مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية. كما تم اعتماد البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني للفترة من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢٠، والإعلان التنفيذي للتشارك العربي الصيني في بناء الحزام والطريق، وتدشين المكتبة الرقمية العربية الصينية.