جين بينج يدعو لشراكة استراتيجية ويؤكد دعم قضايا المنطقة

  • 7/11/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اعتمد الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني أمس إعلان بكين، ووثيقة البرنامج التنفيذي للمنتدى خلال الفترة بين 2018 - 2020، إلى جانب إقرار الإعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص ب«مبادرة الحزام والطريق».وشاركت دولة الإمارات في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، الذي انطلقت فعالياته أمس الثلاثاء، في بكين، بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، وعدد من قادة و رؤساء الوفود العربية، و أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية. وترأس وفد دولة الإمارات إلى الاجتماع الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ويضم يعقوب الحوسني مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية، وجمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وعلي عبيد علي الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية. وألقى الدكتور سلطان الجابر كلمة، خلال الاجتماع، أكد فيها أن جمهورية الصين الشعبية تعتبر شريكاً استراتيجياً مهماً للدول العربية، موضحاً أن العلاقات العربية الصينية شهدت تطوراً ملحوظاً، وبلغت آفاقاً واسعة من التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات كافة. وعبر الجابر عن حرص القيادة في دولة الإمارات على تطوير العلاقات النوعية التي تربطها مع جمهورية الصين الشعبية، واستمرار التواصل المستمر والبناء معها، والعمل على إرساء علاقة استراتيجية شاملة بين البلدين الصديقين في جميع المجالات. وأشار إلى أن المشاركة العربية الكبيرة في هذا الاجتماع تؤكد أهمية العلاقات التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، والتي تمثل انعكاساً لتطلعات حكومات وشعوب هذه الدول للاستفادة من الفرص والموارد، وتعزيز جهود التنمية والتطوير، وتبادل الخبرات مع جمهورية الصين الشعبية. وأضاف الجابر أن هذا الاجتماع يؤكد أهمية تعزيز التواصل بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، انطلاقاً من الأهمية الجغرافية والسياسية للدول العربية، و الدور العالمي للصين ومكانتها في الساحة الدولية، وإيماناً بضرورة تنسيق المواقف وتوسيع أطر التعاون والتشاور بين الجانبين، بما يسهم في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار العالميين.وقال: «نلتقي اليوم في ظل ظروف وتحديات صعبة تعيشها المنطقة والعالم، و لعل أبرزها انتشار آفة التطرف والإرهاب.. وفي هذا الإطار، فإن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعمها للميليشيات الإرهابية في البلدان العربية الشقيقة يمثل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وعاملاً يقوض التنمية ويؤجج فتيل النزاعات، الأمر الذي يستدعي منا جميعاً المزيد من التنسيق والتعاون؛ لمواجهة هذه التحديات الخطيرة».و أعرب عن استنكار دولة الإمارات لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى و طنب الصغرى و أبو موسى» مجدداً الدعوة لإيران للتجاوب مع جميع المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذه القضية، من خلال المفاوضات الثنائية، أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية.وبشأن اليمن أوضح الجابر أن دخول قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية جاء بناء على طلب رسمي من الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً و استناداً إلى قرار مجلس الأمن «2216» بهدف تحقيق الاستقرار وإعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق.وقال: «في هذا الإطار فإن عملية تحرير الحديدة جاءت للدفع بآفاق الحل السياسي في اليمن، و تسهيل دخول المساعدات إليه، ودحر الميليشيات الحوثية عبر تجفيف منابع الأسلحة التي تستخدمها لمهاجمة الشعب اليمني وتهديد أمن السعودية». و بخصوص القضية الفلسطينية و مسيرة السلام في الشرق الأوسط ذكّر الجابر بموقف دولة الإمارات الثابت الذي يدعو لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو/‏ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، مجدداً دعوة دولة الإمارات لجميع الأطراف للمضي قدماً لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق. وحول الشأن السوري، أوضح الجابر أن الإمارات تؤكد أن الحل السياسي وحده الكفيل بإنهاء الأزمة في سوريا، مؤكداً دعم دولة الإمارات جميع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام في سوريا، والتدابير التي تتخذها للتخفيف من معاناة المدنيين هناك، بما في ذلك إنشاء مناطق تخفيف التصعيد. كما جدد دعوة دولة الإمارات لمواصلة العمل مع جميع الدول و المنظمات الإقليمية و الدولية المعنية بالأزمة السورية؛ لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة.وكان الحدث الكبير قد شهد أمس، اعتماد إعلان بكين للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، و وثيقة البرنامج التنفيذي للمنتدى، خلال الفترة بين 2018 - 2020، إلى جانب إقرار الإعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص بمبادرة الحزام والطريق.و يشكل المنتدى إحدى أهم آليات التعاون العربي الدولي، جنباً إلى جنب مع منتدى التعاون العربي الهندي، ومنتدى التعاون العربي الياباني، وقد أثمر التعاون بين الجانبين العربي والصيني، من خلال هذا المنتدى، إطلاق عدد آخر من الآليات الفرعية، والتي تغطي معظم مجالات التعاون بين الجانبين، مثل الطاقة والبيئة والاستثمار والإعلام وحوار الحضارات.وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد دعا في كلمته الافتتاحية، إلى إقامة علاقات شراكة استراتيجية بين الصين والدول العربية، قائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة. وقال إن الدول العربية شريك أساسي في مبادرة (الحزام والطريق)، مشدداً على أن تلك المبادرة حققت نتائج مثمرة، وساهمت في تطوير العلاقات الصينية - العربية، وأضاف أن بلاده تحرص على القيام بدور أكبر إزاء منطقة الشرق الأوسط؛ لتحقيق الأمن والاستقرار فيها، فضلاً عن تنمية دولها ونهضة شعوبها، مؤكداً ضرورة العمل معاً على بناء (الحزام والطريق)، بما ينعكس على السلام في المنطقة في الشرق الأوسط، ويدفع إلى التنمية المشتركة بين الجانبين. وقال، «نبحث مع دول المنطقة إمكانية تنفيذ مشاريع تسهم في تحقيق الاستقرار وتحقيق التنمية والنهضة لشعوب المنطقة»، داعياً في الوقت ذاته إلى تعزيز التعاون النفطي، وتعميق الاستخدام السلمي للطاقة النووية بين الجانبين. وأوضح أن العالم العربي يتمتع بموقع جغرافي متميز، مؤكداً حرص بلاده على إقامة مشاريع ضخمة وكبيرة هناك، ومنها بناء الموانئ العربية وشبكات السكك الحديدية وشبكة دولية لوجستية تربط الشرق بالغرب، فضلاً عن إنشاء ممر اقتصادي، وبناء مركز للتعاون البحري. وأكد الرئيس بينغ تطابق المواقف والسياسات الصينية إزاء قضايا الشرق الأوسط، وسعي الصين إلى دعم القضايا العربية المشروعة. من جانبه أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أن التعاون الخليجي الصيني البناء والمستمر يمثل دعماً قوياً للتعاون المشترك في الإطار العربي، وأضاف في كلمته أمام المنتدى، أن المفاوضات المتعلقة بإقامة منطقة تجارة حرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين أحد أهم الروافد للتعاون المشترك، خصوصاً أن حجم التبادل التجاري بين دول التعاون والصين بلغ 127 مليار دولار، وهو رقم مرشح للازدياد في ضوء توسيع مجالات التعاون وتعزيزها. من جهته، أشاد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بمواقف الصين، من القضايا العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن مواقف الصين والعرب متطابقة فيما يتعلق بالأزمات والتحديات. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الجانبين العربي والصيني يطمحان لتعزيز وتكثيف التعاون في كافة المجالات.ويعتبر الاجتماع الوزاري آلية عمل رفيعة المستوى، في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، تقضي بعقد اجتماع دوري على مستوى وزراء الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية مرة كل سنتين في الصين، أو في مقر الجامعة العربية، أو في إحدى الدول العربية بالتناوب. (وكالات)

مشاركة :