أخيراً، حظيت التحيتا وسكانها بفرصة استعادة أنفاسهم والتنعم بلحظات الحرية الأولى بعد أن نجحت قوات المقاومة اليمنية في دحر مسلحي ميليشيات الحوثي الموالية لإيران عن المدينة الواقعة في محافظة الحديدة، غربي اليمن. ومع وصول قوات المقاومة المشتركة إلى المدينة، دخلت الفرحة الأزقة وقلوب الناس هناك، وبدأ سكان المدينة بالخروج إلى الشوارع بعد شعورهم بالأمان.فرحة واحتفال عاشهما أهالي المدينة مع كوكبة قوات المقاومة اليمنية المشتركة، الذين أهدوا للمدينة وأهلها أسباب الإحساس بالأمان بعد أن أعادوا لها حريتها المسلوبة.وأخيراً، تنفست المدينة الصعداء، وفك الحصار الخانق من قبل الميليشيات على المواطنين، الذين يأملون ببدء عمليات الإغاثة الإنسانية، التي تقدمها دول التحالف العربي، وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، بعد حقبة مظلمة من الأسر الخانق للناس ومصادرة أسباب الحياة ومعانيها من مواطني هذه المدينة المنكوبة.وحاولت الميليشيات بفكرها الدموي أن تنغص على الناس فرحة استعادتهم لحريتهم، فذهبت إلى زرع الألغام في معظم المباني الحكومية، تمهيداً لنسفها قبل أن تفر من مواقعها، وهو مخطط انتقامي فاشل باغتته ألوية العمالقة وعملت على إجهاضه في مهده، كما قامت قوات المقاومة بمحاصرة ومطاردة جيوب الميليشيات في مزارع المديرية الكثيفة، في حين لاذت أعداد كبيرة منها بالهرب، بعد قطع الإمداد عنها وعزلها في المزارع.وعملت قوات التحالف العربي، على الانتشار لتأمين جزء كبير من الخط الساحلي، وصولا حتى منطقة الفازة غربي التحيتا. وهكذا فقدت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، السيطرة على مديرية التحيتا تحت ضربات قوات المقاومة المشتركة، الأمر الذي يجعل مناطق النفوذ تتغير كليا، لصالح المقاومة ومعادلة النصر تضيف لسجلاتها إنجازا جديدا يمهد للظفر الأكبر.ومع استكمال السيطرة على مدينة التحيتا، نجحت القوات المشتركة في فرض حصار على ميليشيات الحوثي في مزارع المغرس والسويق ومناطق في محيط الفازة، غربي مديرية التحيتا. ودفعت القوات المشتركة، بدعم من التحالف العربي، بتعزيزات عسكرية إلى محافظة الحديدة، حيث تتجه الأنظار نحو مديرية زبيد التي تعد هدفا استراتيجيا لألوية العمالقة، بعد مديرية التحيتا. وعقب دحرهم من مدينة التحيتا، شنّ الانقلابيون قصفا مدفعيا على الأحياء السكنية خلال ساعات الليل، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين إثر سقوط قذيفة حوثية على أحد المحال وسط السوق، مساء الاثنين.وتواصل الميليشيات الحوثية إطلاق قذائف الهاون من وسط المزارع خارج التحيتا، في محاولات يائسة لنزع فرحة النصر التي عمت أهالي المدينة، بعد تطهيرها من الانقلابيين.وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش بدأت فور سيطرتها على المدينة بنزع الألغام من الشوارع العامة التي زرعتها ميليشيات الحوثي. وأضافت المصادر أن الحوثيين فجروا مدرستين بعد تفخيخهما بالكامل، قبل وصول قوات الجيش إلى المدينة.وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش تخوض معارك عنيفة للقضاء على ما تبقى من جيوب للميليشيات في مناطق القريْمة والمَسْلب والمَشَارِيق ومزارع الصديق أهيَفْ والنهاري بمساندة من قوات التحالف ومشاركة مروحيات الأباتشي باتجاه منطقة المغرس.وكشفت المصادر عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة من قوات التحالف لدعم الجيش الوطني في جبهة الساحل الغربي وتأمين خط الإمداد وتصفية ما تبقى من جيوب وتجمعات للميليشيات في المناطق الممتدة على الطريق الرئيسي الرابط بين تعز والحديدة من مديرية الجراحي إلى مديرية بيت الفقيه جنوب شرقي مدينة الحديدة.إلى ذلك، تقوم ميليشيات الحوثي بحملة تجنيد إجبارية في أوساط سكان مديريات شمال الحديدة والزج بهم في جبهات القتال، وأقدمت الميليشيات في مناطق الناشرية والعُقلية والرصاص بمديرية اللحية شمال الحديدة على إجبار عشرات الشبان على الالتحاق بصفوف الميليشيات بقوة السلاح للقتال معها، واختطفت كل الرافضين ووضعتهم في معتقلات سرية. (وكالات)
مشاركة :