القاهرة: «الخليج» بدأت الوزارات والجامعات المصرية بالتحرك للمشاركة في وضع استراتيجية «بناء الإنسان»، في ضوء ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال أداء اليمين الدستورية للفترة الرئاسية الثانية، بأنه سيركز على «بناء الإنسان»، وكذلك في ضوء ما تضمنه برنامج حكومة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي أعلنه أمام مجلس النواب، تمهيداً للحصول على الثقة منه.وتتركز جهود المؤسسات المصرية، في هذه الاستراتيجية القومية، على الاهتمام بالأجيال الجديدة، بشكل خاص، من خلال توفير تعليم راق حديث، وتتوافر له كل عناصر الجودة، مع التركيز على غرس الهوية الوطنية، بعيداً عن الأيديولوجيات المدمرة، التي ساهمت في تمزيق النسيج الوطني المصري على مدى القرن الماضي، ما يعني أن الدولة قررت مواجهة الأفكار المتطرفة والإرهابية في الشارع، من خلال المسجد، والجامعة، والمدرسة، والمراكز الشبابية والثقافية، وكل ما له صلة بتشكيل الوعي العام، وسوف تشهد الفترة المقبلة، تحركات رسمية وشعبية على هذا الصعيد، حتى لا تقتصر المواجهة مع الإرهاب على الجوانب الأمنية فقط. وفي إطار هذه التحركات الوزارية والجامعية، اختارت وزارة الأوقاف قضية بناء الإنسان، لتكون محور مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدولي التاسع والعشرين، المقرر عقده يومي 20 و21 أكتوبر/‏ تشرين الأول من العام الجاري، تحت عنوان «بناء الشخصية الوطنية، وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها».وأعلنت وزارة الأوقاف أن المؤتمر سيناقش 6 محاور، وتشمل أثر الخطاب الديني والثقافي والتعليم والإعلام والأسرة ومشروعية الدولة الوطنية في بناء الشخصية، إلى جانب دور المؤسسات الوطنية، خاصة القوات المسلحة في الحفاظ على الشخصية الوطنية المصرية.وأكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أن اختيار هذا الموضوع للمؤتمر، يأتي في خطة الوزارة، من حيث الإسهام في بناء الشخصية الوطنية، وترسيخ مشروعية الدولة والهوية الوطنية، وتحقيق الولاء والانتماء، خدمة للدين والوطن معاً، لإيمان الوزارة الراسخ بأن مصالح الأوطان، من صميم مقاصد الدين.وعلى الصعيد نفسه أطلقت جامعة القاهرة معسكراً لإعداد القادة، بمشاركة 600 طالب، تحت شعار «تطوير العقل المصري»، في إطار استراتيجية «بناء الإنسان»، وأكد الدكتور محمد الخشت، رئيس الجامعة، أن المعسكر يأتي في إطار مشروع فكري يستهدف تطوير العقل المصري، وافتتاح عصر جديد قائم على العقلانية النقدية والتفكير العلمي، وبناء مجتمع جديد، حيث يشمل برنامج المعسكر «استراتيجية لبناء العقل»، باعتباره السبيل الأمثل لبناء المستقبل.