اتفاقات بين الصين وألمانيا لمواجهة الحرب التجارية

  • 7/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الصين تُرخي بظلالها على المشهد الاقتصادي العالمي، ودفع قادة بعض الدول إلى عقد اجتماعات عاجلة لمناقشة الخيارات البديلة. وفي هذا السياق، وقعت ألمانيا والصين أمس عدداً من الاتفاقات التجارية بقيمة تصل إلى 20 بليون يورو (23.51 بليون دولار)، وجدد زعيما البلدين التزامهما بالنظام التجاري العالمي المتعدد الأطراف، على رغم نذر الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع الولايات المتحدة. وتشمل الاتفاقات شركات صناعية عملاقة مثل «سيمنس» و «فولكس واغن». وفي حديث خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل: «كلانا يريد الحفاظ على نظام قواعد منظمة التجارة العالمية». وأكد لي الحاجة إلى محاربة الحماية التجارية، مشيراً إلى حاجة الصين إلى إطار عمل سلمي ومستقر بحيث تستطيع تحقيق مزيد من التقدم، وهذا ممكن فقط من خلال التجارة الحرة. وقالت مركل إن الاتفاقات التي جرى التوصل إليها مع الصين ذات «جودة جديدة، والصين منافس صعب وطموح جداً»، على رغم أنها دولة نامية. وشملت الاتفاقات تخطيط «بي أم دبليو» للحصول على خلايا بطاريات من «أمبيريكس» الصينية بـ4 بلايين يورو خلال السنوات القليلة المقبلة. إلى ذلك أعلنت السلطات السويسرية أمس، أنها طلبت إجراء «مشاورات» في «منظمة التجارة العالمية» بخصوص الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على وارداتها من الصلب والألومنيوم. وأكدت وزارة الشؤون الاقتصادية، أن برن طلبت رسمياً إجراء «مشاورات» مع الولايات المتحدة حول قرار واشنطن فرض رسوم نسبتها 25 في المئة على واردات الصلب و10 في المئة على واردات الألومنيوم. ويشكل طلب المشاورات الخطوة الأولى في تقديم شكوى متكاملة في المنظمة التي تتخذ من جنيف في سويسرا مقراً. وأضافت الوزارة في بيان أنها قدمت أول من أمس، «طلباً لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة كجزء من إجراءات تسوية النزاعات في منظمة التجارة الدولية». وتعارض دول أخرى في المنظمة من بينهم الاتحاد الاوروبي والصين والهند والمكسيك وكندا وروسيا قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل. وبرر ترامب قراره الذي أغضب شركاء بلاده بقوله إن تدفق الواردات على أميركا يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، ما يمثل ابتعاداً عن النهج المؤيد للتجارة الحرة الذي تقوده واشنطن منذ عقود طويلة. وصدّرت سويسرا منتجات صلب وألومنيوم للولايات المتحدة في العام الماضي، بإجمالي 80 مليون فرنك سويسري (80.4 مليون دولار)، على ما جاء في بيان الوزارة السويسرية أمس. واعتبرت الوزارة «أن الرسوم الإضافية غير مبررة»، مشيرة إلى أن «برن خاطبت واشنطن عند إعلان القرار في آذار (مارس) الماضي لطلب إعفاء». وأضافت أن «الولايات المتحدة لم ترد على طلب سويسرا من أجل الإعفاء من الرسوم حتى اليوم»، وتابعت أن طلب سويسرا إجراء مشاورات يأتي «لحماية مصالح سويسرا». ولم تعلن سويسرا نيتها اتخاذ إجراءات انتقامية، لكن دول أخرى رفعت شكاوى أمام المنظمة حذرت من أنها ستفرض رسوماً على منتجات أميركية مساوية للضرر الذي من المتوقع أن تسببه الرسوم الأميركية على صناعاتها. وبموجب قواعد المنظمة، إذا مرّ 60 يوماً من دون أن تؤدي المشاورات لحل النزاع، يمكن حينها لسويسرا أن تطلب تشكيل لجنة لحل النزاع، ما سيُطلق معركة قانونية طويلة ومكلفة على الأرجح.

مشاركة :