خرج عمار الكوفي من سباق برنامج «آراب آيدول» الذي يبثّ على «إم بي سي»، قبل محطته الأخيرة بأسبوع واحد، واصطحب معه زميله المصري محمد رشاد. لكن إقصاءه من المنافسة فتح جدلاً عراقياً واسعاً في شأن ما سمّاه مدونون ومختصّون في الموسيقى «عدالة» تصويت الجمهور. وأظهر حكام البرنامج، السبت الماضي، صدمتهم من نتيجة تصويت الجمهور عبر شبكات الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي، فيما امتنعوا عن التعليق، في إشارة إلى امتعاضهم من النتائج. وبرحيل الكوفي ورشاد، يتأهل للحلقة الختامية السوري حازم شريف والسعودي ماجد المدني والفلسطيني هيثم خلايلي. المشترك الكردي العراقي الذي يتحدر من محافظة دهوك (شمال)، قدم أغنيات باللغتين العربية والكردية، وتصاعد أداؤه في المواويل والقطع الكلاسيكية من الغناء العربي. إلى جانب أغنيات باللغة الكردية التي تفاعل معها الحكام، بالرغبة في تعلمها. وحصل على عبارات الثناء من المحكمين، فحسن الشافعي قال إنه «يستحق أن تصنع له موسيقى خاصة به»، فيما توقعت نانسي عجرم أن يكون هو «محبوب العرب». وفي كل موسم من البرنامج الذي تنتجه شاشة «إم بي سي»، يتكرر الجدل ذاته، خصوصاً مع وقوع مصير المشتركين بيد الجمهور الذي عادة ما يتأثر بالحضور والشكل، وميوله للبلد الذي جاء منه المشترك، إلى جانب تقديراته لصوته. يقول الخبير الموسيقي العراقي ستار الناصر، إن «الجمهور يتأثر بالمادة المرئية التي تقدم أسبوعياً عبر فقرات البرنامج (…) فريبورتاج لا يتعدى الدقيقة الواحدة، يظهر فيه المشترك وهو يلتقط الصور أو يتناول وجبة طعام، أن يحسم قرار الجمهور في التصويت». ويعتقد الناصر أن الذوق العام يعتمد على العاطفة، لكنه «خبير جداً» بأهمية الصوت، و «قد يصل رأيه إلى ما هو أبعد من أحكام النقاد الأربعة في البرنامج». ومع ذلك، فإن صوت عمار الكوفي كان جديراً بأن يصل على الأقل، إلى نهاية التنافس، إن لم يفز، إذ يقول الموسيقي العراقي حميد البصري، إن إمكانات الكوفي عالية فنياً، «بيد أن قوانين لعبة البرنامج وضعت مصير المتسابقين بيد الجمهور، وهذا ما أدّى إلى خروجه». ويجد البصري أنه من الأجدى أن يقوم منتجو «آراب آيدول» في المواسم المقبلة بتغيير هذه الآلية، ما يضمن نتائج «أكثر عدالة» على مستوى تقويم الأصوات الغنائية. ويصف الناصر صوت المشترك الكردي، بأنه «صوت يعد بالكثير، إحساسه بالإيقاع رائع للغاية، كما أنه تجاوز مرحلة أخذ النفس خلال الغناء». ويقول: «في الحقيقة صوت الكوفي متقدم على أقرانه، وكان عليه أن يعرف كيف يسوق لنفسه». في المقابل، ذهب الجدل في شأن خروج الكوفي ورشاد من البرنامج إلى التشكيك بالنتائج، إذ إنهما لم يوضعا في «منطقة الخطر»، منذ أن انطلاق هذا الموسم. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات تنتقد البرنامج، لكنها في الوقت نفسه فتحت باباً لإنعاش الخلافات القومية بين العرب والكرد في العراق. ووجه مدونون كرد اتهامات للعرب في شأن «خيانة» المشترك عبر «التقاعس» عن التصويت في شبكات الاتصال. وغرّد الممثل والمخرج فاروق صبري، في حسابه على «فايسبوك»، إن خروج الكوفي «تفوح منه رائحة قومية شوفينية». ودعا مغردون في «تويتر» جمهور عمّار الكوفي إلى «تنظيم قافلة» لمقاطعة البرنامج، لأنه «حرق صوتاً عذباً» على حد وصف تغريدة لصفوان المخمري.
مشاركة :