قصف الأسطول الإنجليزى الإسكندرية ودمر قلاعها، واضطر أحمد عرابى إلى الانسحاب بقواته إلى كفر الدوار، وإعادة تنظيم جيشه.. قامت إنجلترا بضرب المدينة بحجة أن مصر تقوم بتحصين الإسكندرية، وتعتزم غلق الميناء وحصار البوارج الإنجليزية الراسية فيه.نزلت القوات البريطانية الإسكندرية وحاصرت قصر الخديو لحمايته، وأعلنت الأحكام العرفية، وربط الخديوى توفيق مصيره بانتصار الإنجليز، وطلب الخديو من عرابى الكف عن الاستعدادات الحربية والحضور إلى قصر التين فى الإسكندرية، ولكن عرابى رفض واتهم الخديو بالخيانة العظمى، وتم تشكيل مجلس عرفى لإدارة شئون البلاد بعيدًا عن الخديوى.وفى تلك الأثناء دخل الإنجليز من قناة السويس، وزحف عرابى لمقابلتهم وتقابل الجيشان فى معركة التل الكبير، وانهزم الجيش المصرى وأصبح الطريق مفتوحًا أمام الجيش الإنجليزى إلى القاهرة ودخلها فى ١٤ سبتمبر ١٨٨٢م. كثير من الكتب التاريخية تحمل عرابى مسئولية الاحتلال الإنجليزي، ولكننا نميل إلى الرأى الآخر القائل بأنه لو لم يكن هناك أحمد عرابي، لكانت إنجلترا تذرعت بذرائع أخرى لاحتلال مصر، لأن الدافع ما زال موجودًا وهو رغبة إنجلترا وفرنسا فى السيطرة على قناة السويس، الشريط الملاحى الوحيد المؤدى إلى المستعمرات الإنجليزية فى الهند.
مشاركة :