كشف بحث جديد من جامعة جورجيا أن التعرض للمجاعة خلال لحظات محددة في الحياة المبكرة يرتبط بالاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.وقال الباحث تشانج وى لي الأستاذ المساعد في علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في كلية الصحة العامة التابعة لجامعة "جورجيا" الأمريكية إن الحرمان والتوتر هما عاملان مهمان في خطر الإصابة بالاكتئاب، لا سيما خلال الفترات المبكرة من العمر.وتعد هذه الدراسة - التي نشرت مؤخرًا في المجلة البريطانية للطب النفسي - أكبر دراسة على الإطلاق للصلة بين الاكتئاب بين البالغين الذين عاشوا في المجاعة الصينية الكبرى، والتي تسببت في انتشار المجاعة بين عامي 1959 - 1961.واستخدم الباحثون البيانات المأخوذة من دراسة الصحة الطولية أجريت فى الصين، وهي دراسة تمثيلية على مستوى البلاد لـ 17708 من البالغين الصينيين فوق سن 45، والتي تضمنت أسئلة حول تعرضهم للمجاعة الصينية الكبرى.. وقد أفاد أكثر من 25% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يشعرون بالاكتئاب، و11% عانوا من مجاعة شديدة في حياتهم المبكرة.. وعموما، قرر فريق لي أن المجاعة الصينية الكبرى كانت مسؤولة على الأرجح عن 14% من الاكتئاب الذي شعر به هؤلاء البالغون.وحددت الدراسة عدة مراحل حياة رئيسية حيث كان لسوء التغذية والإجهاد المزمن المرتبط بالمجاعة تأثير أكبر على صحة الفرد على المدى الطويل..ويميل البالغون الذين أبلغوا عن الشعور بالاكتئاب إلى مواجهة المجاعة خلال فترة الجنين، أو منتصف مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة الصغيرة أو مرحلة البلوغ المبكرة من الحياة..وأعرب الباحثون عن دهشتهم من أن الرضع والأطفال الصغار على ما يبدو محصنون ضد آثار المجاعة، وإن الفجوة تشير إلى أن الآلية الكامنة وراء ارتباط المجاعة والأعراض الاكتئابية معقدة.. موضحين أن الضغط الشديد الناجم عن المجاعة الشديدة على المدى الطويل، يمكن أن يؤثر على النضوج النفسي، ويكون الرضع والأطفال الصغار أقل عرضة للإحساس بالإجهاد.وتعد هذه الدراسة دليلا آخر على أن التركيب الجيني يمكن أن يتغير استجابة لبيئتنا..على وجه الخصوص، بدأ الباحثون يشتبهون في أن المجاعة يمكن أن تتسبب في تحول بعض الجينات إلى تشغيل وإيقاف "الجينات" والحمض النووى.
مشاركة :