انتهت حرب الأعصاب أول من أمس عندما نجح فريق إنقاذ دولي أخيرا في إخراج آخر 4 من بين 12 فتى تايلانديا ومدربهم، حوصروا في كهف شمال البلاد، في نهاية ناجحة لمهمة محفوفة بالمخاطر حظيت باهتمام عالمي، ما يزيد عن أسبوعين. نُقلوا جميعهم إلى المستشفى للتأكد من سلامتهم، وعن ذلك، قال مسؤول كبير في قطاع الصحة في تايلاند أمس إن أغلب الفتية الذين جرى إنقاذهم في حالة صحية جيدة، ولا يبدو أنهم يعانون من اضطرابات. وأضاف تونغتشاي ليرتويلايراتانبوغ، وهو مفتش في وزارة الصحة، أن الفتية فقدوا نحو كيلوغرامين من وزنهم في المتوسط، خلال محنتهم التي استمرت 17 يوما، وفق ما نقلت عنه «رويترز». واستطاع آباء وأمهات 4 فتية، جرى إنقاذهم يوم الأحد الماضي، زيارة أبنائهم، لكن تعين عليهم ارتداء ملابس وقائية والوقوف على بعد مترين كإجراء وقائي. ومن جانبهم، قال عدد من أصدقاء الفتية إنهم يشتاقون لزملائهم ولا يطيقون الانتظار حتى يجتمعوا بهم. وتجمع تلاميذ مدرسة ماي ساي براسيتسارت لحضور احتفال بمناسبة إنقاذ زملائهم وخروجهم سالمين من الكهف. وقال الفتية إنهم يفتقدون تدريبات كرة القدم والمرح الذي تجلبه. وكان الفتية ومدربهم قد دخلوا الكهف في إقليم تشيانغ راي، بعد تدريب لكرة القدم، يوم 23 يونيو (حزيران) الماضي، ولم يُعثر عليهم إلا بعد 9 أيام بواسطة غواصينِ بريطانيينِ. ومع أن عملية الإنقاذ انتهت بنجاح، فإن تفاصيلها لا تزال تنكشف مع الأيام، إذ صرح مسؤول تايلاندي أمس بأن انخفاض مستويات الأكسجين والخوف من سقوط مزيد من الأمطار جعلا الإسراع في إنجاز عملية إنقاذ الفتية الذين كانوا عالقين في الكهف أمرا ضروريا. وقال نارونجساك أوسوتاناكورن، قائد مهمة الإنقاذ، في مؤتمر صحافي: «قلنا في السابق إن مستوى الأكسجين (في الحجرة التي كانوا فيها) كان فقط 15 في المائة». وأضاف: «لكن ما لم نخبركم به من قبل هو أن المستوى إذا تراجع لـ12 في المائة، فإن المجموعة كانت ستتعرض لسكتة دماغية وتدخل في غيبوبة... وهناك سبب آخر جعلنا نقرر إنقاذهم في أسرع وقت ممكن، وهو أن هناك توقعات بسقوط مزيد من الأمطار»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية. وإضافة إلى ذلك، فإن مجموعة من الغواصين الأستراليين كشفوا لصحيفة الغارديان وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، أن مضخات المياه داخل الكهف تعطلت مساء أمس، أي بعد ساعات من إنقاذ آخر أفراد المجموعة. وأصبحت المهمة الناجحة حدثا عالميا سيدخل بالتأكيد في التاريخ، حتى إن الرئيس التنفيذي لشركة Pure Flix (بيور فليكس)، مايكل سكوت، في تايلاند، صرح للإعلام المحلي أمس بأنه يتطلع لحقوق فيلم «الإنقاذ من الكهف». وقال: «نحن هنا ننظر إلى هذا الفيلم كعمل سيقوم بإلهام الملايين من الناس حول العالم». وأضاف: «نجمع بعض المعلومات لنروي قصة تعاون العالم أجمع لإنقاذ 12 طفلا ومدربهم كانوا محاصرين في كهف». ومن جانبه، أعلن نارونجساك أوسوتاناكورن، قائد مهمة الإنقاذ، أمس أيضا، أن الكهف سيتحول إلى متحف. وكشف أن المتحف الجديد سيضم المعدات والمخلفات من مهمة الإنقاذ. حتى عالم كرة القدم احتفل بنجاح المهمة، فبالإهداءات وقمصان المنتخبات وتذاكر المباريات وغيرها... عبرت بعض أكبر الأسماء في عالم كرة القدم عن فرحتها. ووصف لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا الفتية بأنهم «أبطال اليوم»، وأهداهم فوز بلاده على بلجيكا في الدور قبل النهائي أول من أمس. كما عرض اثنان من أعضاء المنتخب الإنجليزي الذي يُعرف باسم فريق الأسود الثلاثة، وهما المدافع كايل ووكر، وحارس المرمى جاك بوتلاند، تقديم قمصان للفتية التايلانديين. وكتب ووكر تغريدة مرفقة بصورة لأحد الفتية في الكهف، وهو يرتدي قميص إنجلترا الأحمر، وتساءل عن كيفية إرسال القمصان للمجموعة. وأضاف: «أنباء طيبة بخروج الفتية التايلانديين من الكهف بسلام». ووصف نادي روما الإيطالي عملية الإنقاذ الناجحة بأنها «أفضل خبر كروي هذا الصيف». وقدم النادي العزاء إلى أسرة سامارن كونان، الغواص السابق في البحرية التايلاندية، الذي لقي حتفه أثناء جهود الإنقاذ الأسبوع الماضي، بعد أن أوصل الأكسجين للفتية، قائلا إنه «بطل حقيقي».
مشاركة :