دعا البيان الختامي لـ»المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان»، الذي اختتم أعماله أمس في مكة المكرمة، إلى دعم أفغانستان في مواجهة الإرهاب، وبدء مفاوضات مباشرة بين الفرقاء؛ حتى يمكن إطلاق عملية تنموية شاملة، تعيد الأمن والأمان إلى هذا البلد المسلم. ورفع المشاركون في المؤتمر، أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، لحرصه على دعم، واحتضان قضايا الأمة، مشيدين بمتابعة المملكة اهتمامها بالهدنة التي تم التوصل إليها، خلال عيد الفطر الماضي، بين الحكومة الأفغانية، وحركة طالبان. وناشد المؤتمر، جميع الأطراف الاستجابة للدعوة إلى تمديد الهدنة، مثمنين الجهود الداعمة لإحلال الأمن والسلم في أفغانستان، والساعية لتهيئة أجواء الحوار السلمي، وإنهاء حالة الاحتراب، التي تبذلها المملكة. الدعم في مواجهة الإرهاب وطالب البيان الختامي للمؤتمر، الدول والمنظمات والنخب المسلمة، بدعم أفغانستان في مواجهة الإرهاب، ولعب دور بناء في إحلال الأمن والسلم بها، مستخدمين إمكاناتهم ونفوذهم، للوصول إلى حياة آمنة كريمة، يتعاون فيها المسلمون لبناء وتنمية بلادهم. وقال البيان: «امتثالا لأمر الشارع الحكيم، بتعزيز الأمن والسلم في المجتمع المسلم، ونبذ الاقتتال والتفرق، ولما ندب إليه الشرع الحكيم من الإصلاح بين المسلمين، ودعوتهم للاجتماع على كلمة الحق، والرد إلى أحكام الشريعة عند الخصومة والتنازع، عقدت منظمة التعاون الإسلامي المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان، بمدينتي جدة ومكة المكرمة، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، انطلاقا من دور المنظمة في رعاية مصالح الدول الأعضاء، وامتدادا لمساعيها في نشر الخير وتعزيز الأمن والسلم في المجتمعات المسلمة». وأضاف: «تدارس المشاركون في المؤتمر ما يعانيه الشعب الأفغاني المسلم من إراقة دماء مصانة، وإزهاق أنفس معصومة، وتبديد مقدَّرات دولة المسلمة، في حالة لا يقرها الدين الإسلامي الحنيف، وانتهوا إلى أن ما يجري من قتل للأبرياء، ينافي مبادئ الإسلام وثوابته، ويناقض مبادئ الوحدة والتضامن والحفاظ على تماسك المجتمع المسلم». وتابع: «ندعو الدول والمنظمات والنخب المسلمة ليقوموا بدورهم البنّاء في إحلال الأمن والسلم في أفغانستان، مستخدمين إمكاناتهم ونفوذهم في هذا العمل الجليل للوصول إلى حياة آمنة كريمة يتعاون فيها المسلمون في بناء وتنمية بلادهم وفق ما أراده الله ورسوله لهم. الهجمات الانتحارية حرام وأكد البيان الختامي للمؤتمر، اتفاق المشاركين فيه على أن الهجمات الانتحارية، والاقتتال الداخلي، حرام شرعا، وفق نصوص القرآن والسنة، التي تؤكد أن الإسلام دين سلام ورحمة، وأن المؤمنين رُحماء بَينهُم، ودماؤهم وأموالهم وأعراضهم حرام. وشدد المؤتمر على إدانته لحالة الاقتتال في أفغانستان، ودعا جميع أطراف النزاع إلى الاستجابة إلى أمر الله بوقف القتال، والصلح بين الإخوة وإخماد نار الفتنة، وبدء مفاوضات مباشرة، تسهم في ترسيخ الهدنة وإحلال السلام. ضرورة الحوار الوطني ولفت المشاركون في المؤتمر، إلى أن الحوار الوطني هو السبيل الأمثل لإنهاء الصراع بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وأن الحل لقضية أفغانستان المسلمة، لا بد أن يتم عبر التفاهم والتفاوض السلمي المباشر، مشيدين جهود علماء أفغانستان الأخيرة لإنجاح المصالحة. ونوه المؤتمر بجهود رئيس جمهورية أفغانستان، الدكتور محمد أشرف غني، ودعوته لحركة طالبان لبدء بحوار سلمي مباشر دون شروط مسبقة والاعتراف بالحركة كحزب سياسي يكون هدفه سيادة الأمن في أفغانستان، داعين الحركة للاستجابة للدعوة الحكومية، حتى يمكن تجنّب العنف، ووقف القتال والجلوس على طاولة الحوار للتفاوض. وأعرب المشاركون في المؤتمر عن الشكر الجزيل للمملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، على اهتمامهما بقضايا المسلمين في كل مكان، واستضافتهما لهذا المؤتمر، مشيدين بمتابعة خادم الحرمين الشريفين، واهتمامه بالهدنة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. وطالب المؤتمر أمين عام المنظمة التعاون الإسلامي، برفع برقية شكر وتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وشعب المملكة على الاستضافة الكريمة وحسن الترتيب والتنظيم، والجهود المخلصة التي تبذل لدعم المصالحة الوطنية في أفغانستان. وتقدم المشاركون أيضا بالشكر الجزيل للمنظمة، على عقد هذا المؤتمر الهام، منوهين بمساعيها وجهودها المشكورة، ومتطلعين إلى استمرار دورها النبيل في حل سلمي لقضية أفغانستان المسلمة.
مشاركة :