مخاوف من تحول الجزائر إلى ملاذ للإرهابيين الفارين من تونس

  • 7/12/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر – تراقب السلطات الجزائرية عن كثب ما يحصل من تطورات أمنية على حدودها مع تونس، ولا سيما ما شهدته محافظة جندوبة مؤخرا من هجوم إرهابي استهدف سيارة للدرك الوطني مما أدى إلى مقتل ستة من عناصر الدرك وجرح ثلاثة آخرين. وتخشى الجزائر أن تتحول إلى ملاذ للعناصر الإرهابية الفارة من عمليات ملاحقة تشنها قوات الجيش والدرك التونسيين منذ الأحد. وبحسب مصدر أمني أطلق الجيش الجزائري عملية عسكرية بثلاث محافظات حدودية مع تونس، لـ”منع تسلل عناصر إرهابية خلال ملاحقتها من قبل قوى الأمن التونسية”، ردا على هجوم استهدف قوات الحرس الوطني قبل يومين. وقال مصدر أمني جزائري فضل عدم ذكر اسمه، إن “قرابة ألفي عسكري يشاركون منذ الأربعاء، في عملية تمشيط بولايات تبسة، وسوق أهراس، والوادي الحدودية مع تونس تزامنا مع عملية للجيش التونسي في الجهة المقابلة من الحدود”. وأضاف المصدر أن “العملية العسكرية هدفها الأساسي هو ألّا يكون التراب الجزائري ملاذا للعناصر الإرهابية”. وأوضح المصدر الجزائري أن “العملية ستتواصل إلى غاية إنهاء قوى الأمن التونسية حملات مطاردة المجموعة الإرهابية التي تقف وراء الهجوم”. وأشار إلى أن “المجموعة التي تقف وراء الهجوم لم تتسلل من التراب الجزائري وهناك نظام إنذار مشترك بين الجهات الأمنية من البلدين يشتغل مباشرة بعد أي عمل إرهابي من أجل التأكد من عدم وقوع تسلل”. وأعلنت تونس مساء الثلاثاء وقوع تبادل إطلاق نار بين قوات أمنية وعسكرية، ومجموعة إرهابية بمحافظة جندوبة (شمال غرب)، على الحدود مع الجزائر، وذلك بعد يومين من هجوم مسلح استهدف قوات تونسية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية، عن مصادر أمنية لم تسمها، أن تبادل إطلاق النار وقع في “وادي إيروق” الفاصل بين قرى تونسية وجزائرية بمحافظة جندوبة، شمال غربي تونس. ووفق الوكالة، رجحت ذات المصادر أن تكون المجموعة الإرهابية هي نفسها التي استهدفت عناصر مركز الحرس الوطني العملياتي المتنقل (فرقة أمنية تابعة لوزارة الداخلية). وبحسب بيان نقلته وسائل إعلام تونسية تبنى تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي”، مساء الأحد، الهجوم الإرهابي. ويعد الهجوم، الأكبر في البلاد منذ الهجوم الذي وقع في 7 مارس 2016، بمدينة بنقردان على الحدود الجنوبية مع ليبيا، وأسفر عن مقتل 12 من عناصر الأمن والجيش. وتأتي العملية في وقت يشهد فيه الموسم السياحي تعافيا كبيرا، إذ بلغ عدد السياح الوافدين إلى تونس خلال النصف الأول من العام الجاري، حوالي 3.23 مليون سائح؛ أي بزيادة بلغت 26 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017. وكانت الجزائر وتونس وقعتا سابقا عدة اتفاقيات للتنسيق الأمني والعسكري عبر الحدود من أجل مواجهة التنظيمات الإرهابية الناشطة بالمنطقة. ويقول خبراء أمنيون إن تنظيم القاعدة يحاول الآن إعادة ترتيب شؤونه في أنحاء شمال أفريقيا وخاصة في تونس، وإعادة توحيد مجموعاته واختراق عقول الشباب خاصة العاطلين عن العمل. وكان التنظيم تلقى سلسلة ضربات متتالية مطلع العام الحالي من قبل القوات التونسية والجزائرية. وقال متابعون حينئذ إن تلك الضربات التي نجحت في القضاء على قيادات مهمة من بينها الرجل الثاني في التنظيم بلال القبي، ليست إلا حلقة من مسلسل إجهاض مخطط الإرهابيين المتمثل في عقد لقاءات تنظيمية محلية، طبقا لتعليمات قد يكون أمراء محليون قد تلقوها من زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبدالمالك درودكال، بغية إعادة تنظيم وهيكلة صفوفهم.

مشاركة :