يسعى الأردن إلى زيادة الدخل السياحي السنوي إلى 6 بلايين دولار بحلول عام 2022، من 3.2 بليون في الوقت الراهن، خصوصاً مع دعم القطاع المستمر من قبل الدولة لتمكينه من تجاوز الآثار السلبية الناتجة من الأوضاع الإقليمية المحيطة. وقالت وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، خلال محاضرة بعنوان «صناعة السياحة في إقليم عاصف»، إن «المملكة حققت زيادة في الدخل السياحي بلغت 13 في المئة خلال العام الماضي، مقارنة بعام 2016»، مشيرة إلى أن «عملية بناء الدولة الحديثة تتطلب استغلال نقاط القوة، في مقدمها قطاع السياحة، لافتة إلى أن «القطاع يمر بحالة انتعاش خلال الفترة الحالية». وبينت أن «الربع الأول من السنة الجارية شهد زيادة في عدد الزوار بلغت 15 في المئة، فيما بلغت الزيادة في الدخل السياحي 14 في المئة»، مشيرة إلى أن «الشعب الصيني من أكثر الشعوب إنفاقاً على السياحة، يليه الشعب الأميركي والألماني، وفقاً لآخر المؤشرات العالمية، ما يحتم علينا التوجه نحو استقطاب السياح من هذه الدول من خلال تهيئة الظروف والخدمات المناسبة». ولفتت الى أن «معدل الزوّار في قطاع السياحة العالمي بلغ 1.2 بليون سائح، فيما بلغ حجم الدخل السياحي العالمي 1.5 ترليون دولار، ليتضاعف أكثر من ثلاث مرات عما كان عليه في منتصف تسعينيات القرن الماضي». وأشارت عناب إلى أن «أنماط السياحة الواعدة في الأردن تشمل السياحة العلاجية، سياحة المغامرات، السياحة الدينية، سياحة المؤتمرات»، لافتة إلى أن «قطاع الغرف والشقق الفندقية ذات الملكية الفردية الخاصة ازدهر خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة 35 في المئة». وأكدت أن الوزارة بالتعاون مع «هيئة تنشيط السياحة» والقطاع الخاص، تعمل وفقاً لاستراتيجيا جديدة مختلفة عن سابقاتها، إذ سيكون هنالك استهداف لأسواق جديدة والتركيز على الأسواق التي استهدفتها الوزارة من قبل خلال الخطة الترويجية والتسويقية العام الماضي. إلى ذلك أعلن رئيس «مجلس إدارة الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة» عوني قعوار أن السنوات الماضية شهدت تراجعاً في أعداد السياح إلى المملكة من الأسواق التقليدية التي تشمل أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، ما دفع الأردن باتجاه الأسواق الإقليمية القريبة لتعويض التراجع. وأضاف خلال لقاء عقدته الجميعة برعاية عناب وحضور السفير التركي لدى الأردن مراد كاراجوز، أن «هذه اللقاءات تهدف إلى دراسة الوضع السياحي في الأردن والبحث عن أفكار وطرق جديدة لجذب السياح». وأضاف أن «التحديات الاقليمية مشتركة، واستقطاب السياح من الأسواق الإقليمية القريبة قد يكون أسهل وأسرع من استقطابهم من الدول الأبعد». وأشار إلى أن «التبادل السياحي مع تركيا يصب حالياً في مصلحة الأخيرة، إذ أن عدد السياح الأردنيين الذين يزورون تركيا يفوق 200 ألف سائح، والأردن يتمتع بمنتج سياحي كبير ومهم ولكن يجب الترويج له بشكل أفضل لجذب السياح». وفي ما يتعلق بالتبادل السياحي بين الأردن وتركيا، أشار قعوار إلى أن «أكثر من 18500 سائح تركي زاروا الأردن عام 2017، والعدد منخفض مقارنة بعام 2016، ومعظمهم كانوا يعبرون إلى الدول المجاورة لأغراض الحج، في حين أن أولئك الذين كانوا يقيمون في الأردن كان هدفهم العمل وبأعداد متواضعة». وأضاف: «على رغم أن الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي أظهرت نمواً في عدد السياح، إلا أن السياح الأتراك يميلون إلى الابتعاد عن وجهتنا، ربما نتيجة غياب حملات ترويجية كافية في تركيا»، داعياً الى «بذل جهد أكبر لفهم احتياجات المسافر التركي بشكل أفضل». وبدورها شددت على ضرورة «إجراء دراسة معمقة لطبيعة السائح التركي وفهم احتياجاته واهتماماته حتى نستطيع تشيجعه على زيارة الأردن وتقديم أفضل الخدمات، إلى جانب ضرورة العمل على الترويج للسياحة الدينية كجزء من رحلة الحج والتفكير بسبل متنوعة تتيح لنا ربط الأردن ببعض البرامج الترويجية التركية».
مشاركة :