تدخل التدريبات العسكرية الجوية السعودية البريطانية مرحلة حاسمة وقوية في مهامها المشتركة التي تنفذها قوات البلدين في سماء قاعدة كونزبي العسكرية في بريطانيا وهي المرحلة الأخيرة من التدريب، بعد النجاح الكبير الذي حققته القوات الجوية للبلدين خلال المرحلتين الأولى والثانية من تمرين العلم الاخضر السعودي البريطاني والتي نفذت فيها طلعات جوية استطلاعية للأطقم الجوية على مناطق التدريب، كما تم خلال المرحلة الثانية اختبار قدرات الطائرات المقاتلة في التعامل مع التشويش الالكتروني للاتصالات بين الطائرات وبعض الفرضيات المحتمل مواجهتها في مثل هذه المواقف. التايفون والتورنيدو تتجاوزان اختبار التشويش الإلكتروني للاتصالات بنجاح وتنفذ القوات المشاركة في المرحلة الثالثة والأخيرة من التمرين خلال الأيام المقبلة (حملات جوية) متكاملة تشارك فيها جميع مقاتلات التايفون والتورنيدو وطائرات التوجيه الاواكس وطائرات التزود بالوقود والطائرات التي تقوم بالتشويش الالكتروني للاتصالات بين الطائرات، حيث ستنفذ كل مجموعة من الطائرات المختلطة من البلدين مهام معينة وفق تناسق بينها كما ستتضمن الحملات الجوية مواجهة بين طرفين في مناطق التدريب لاختبار جاهزية كل طرف للتعامل مع الفرضية. وستطبق قوات البلدين خلال هذه المرحلة العديد من السيناريوهات والتكتيكات العسكرية الدقيقة كما تم تحديد ميادين رماية لقياس مدى دقة إصابة الأهداف، في الوقت الذي راعت القوات المشاركة من الجانبين خلال هذه التمارين توفير كافة أصول السلامة اللازمة لتنفيذ تمرين بهذا الحجم الذي يعد من أكبر التدريبات العسكرية التي تنفذها القوات الجوية خارج المملكة من حيث عددالمشاركين فيها وعدد ونوعية الطائرات المشاركة. من جهته أكد العقيد الطيار علي الأحمري على وجود نموذج يومي في ادارة السلامة في التمرين لتصحيح الملاحظات ان وجدت ورصد الايجابيات، مشددا في تصريحه على ان ركن السلامة يشرف على جميع اجراءات التمرين بالطرق السليمة، وفي حالة وجود طوارئ جوية أو ارضية يتم العمل بالنماذج المعروفة لدى القوات الجوية قبل ان يتم السماح للطائرات بالطيران مرة اخرى. فيما أكد النقيب المهندس ناصرالمطيري من جانبه ان ركن الامدادات يعمل على دعم المنظومات المشاركة في التمرين وصيانة الطائرات المشاركة وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لذلك مشيرا الى وجود كتاب فني لكل منظومة يعرف بدليل الإمداد يسيرون عليه في هذه المهمة. وقال العقيد المهندس عبدالله الفيفي ان ركن الامداد هو ركيزة العمليات الجوية من ناحية الصيانة والتمويل والتجهيز والنقل وغيرها، موضحا ان خطة الامداد مبنية على الجانب البشري والمعدات المساندة، ولفت الى ان مايميز هذا التمرين مشاركة عدد من المهمات الجديدة لاول مرة وبطاقم سعودي كامل. بدوره اوضح النقيب المهندس بدر المالكي ان نسبة السعودة عالية جدا في مجال صيانة الطائرات السعودية المقاتلة بفضل الدعم والاهتمام الذي يحظى به فنيو الصيانة، مؤكدا ان تمارينهم المشتركة مع الجانب البريطاني ستكسبهم المزيد من الخبرة اضافة الى خبراتهم السابقة سواء في تجهيز الطائرات واصلاحها اوغير ذلك من مهام. من جهته أكد الرائد فايز السواط أن ركن الإدارة من الأركان الرئيسية في التمرين حيث يقوم بتوصيل المعلومات الادارية لجميع اركانات التمرين وربطهم بقائد التمرين واصدار البيانات الادارية الخاصة بالتمرين والتأكد من الاتصال الفعال بينهم، موضحا ان مثل هذه التمارين تعود عليهم بفائدة كبيرة في مختلف النواحي وكذلك في التواصل الاداري مع الادارات الموجودة في الدول المشاركة في مثل هذه التمارين، فيما أكد رئيس الرقباء سعد العنزي ان هذا التمرين فرصة لجميع المشاركين للاحتكاك بالقوات البريطانية الصديقة منوها في هذاالسياق بالنقلة النوعية التي حققتها قواتنا الجوية حيث ان فنيي طائرات التايفون طاقم سعودي كامل ذو كفاءة وقدرة عالية.
مشاركة :