لغة الجسد.. هكذا تبرمج عقلك لتحقيق النجاح!

  • 7/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل تجد صعوبة في اجتياز مقابلات العمل؟ هل تندم لاحقا لأنك فشلت في التعبير عن نفسك وفاتك الكثير الذي كنت تود أن تقوله لولا الشعور بالتوتر في هذه الدقائق المعدودة؟ هل تجد صعوبة في إلقاء كلمة أمام جمع من الناس؟ إيمي كودي، اختصاصية علم النفس الاجتماعي، تؤكد لك أن الأمر سهل.. كل ما يجب عليك القيام به هو أن تتظاهر بقدرتك على اجتياز هذه المواقف حتى تجتازها بالفعل! كودي، الأستاذة في جامعة هارفارد، شرحت قواعد لغة الجسد وكيف توظفها لصالحك في واحدة من أكثر الندوات مشاهدة على موقع (تيد TED). ترى كودي أن لغة الجسد تحدد من يحظى بالوظائف والترقيات ومن يتمتع بالشعبية في الدوائر العائلية والاجتماعية.. وغيرها من أمور الحياة البسيطة والمعقدة. من دون أن نتلفظ، تمكنا لغة الجسد من إصدار أحكام شاملة على الآخرين.. نستطيع أن نعرف الآخرين مما تقوله أجسادهم عنهم! تعبيرات الجسد تكون متشابهة أحيانا عند البشر والحيوانات. عند الانتصار والشعور بالهيمنة والقوة، ينبسط الجسد ويتوسع. وكذلك الإنسان يرفع يديه عاليا عند الشعور بالفخر.. عندما يفوز بمسابقة رياضية مثلا. عند الضعف والهزيمة، يميل الجسد إلى الانكماش والصغر. رفع الأيدي لأعلى هو شعور تلقائي. هناك دراسة وجدت أن المبصرين والمكفوفين على حد سواء يستخدمون التعبير نفسه. في قاعة المحاضرات، ستجد طلابا يرفعون أيديهم عاليا ويشاركون بشكل إيجابي مع المدرس، وآخرين يجلسون بعيدا ويشاركون على مضض. لكن، إذا كنت من الفئة الثانية، هل بإمكانك تغيير هذا الوضع؟ هل يمكننا التظاهر بأننا أكثر مشاركة وإيجابية؟ بمعنى آخر، هل سلوكنا غير اللفظي يؤثر في الطريقة التي نشعر ونفكر فيها تجاه أنفسنا؟ ترد كودي: نعم! نحن نبتسم حين نشعر من داخلنا بالسعادة، وأيضا عندما نمسك بالقلم بين أسنانا.. الأمر نفسه يحدث عند الشعور بالقوة.. أنت تشعر بها إذا كان لديك هذا الشعور بالفعل.. وسوف تشعر بها أيضا إذا تظاهرت بأنك تشعر بها.. الأمر سواء. إذا كانت عقولنا تؤثر على أجسادنا، هناك سؤال آخر مهم: هل تؤثر أجسادنا على عقولنا؟ يبدو أن الهرمونات هي صلة الوصل بين الحالتين العقلية والجسدية. الأشخاص الذين يزيد لديهم مستوى هرمون التستوستيرون، يقل لديهم معدل هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر). فهل "تصنع" أجسادنا عقولنا؟ في تجربة معملية، طلب من بعض المشاركين أن يتخذوا وضعيات تعبر عن القوة، ومن مشاركين آخرين أن يتخذوا وضعيات تمثل الضعف، وذلك لمدة دقيقتين، ثم بصقوا في زجاجات صغيرة لتحليلها. والنتيجة.. ازداد مستوى هرمون التستوستيرون عند من اتخذوا وضعية القوة 20 في المئة، وانخفض عند من اتخذوا وضعيات الضعف 10 في المئة. حدث النقيض للكورتيزول (هرمون القلق)، انخفض الهرمون 25 في المئة عند اتخاذ وضعيات القوة، وارتفع 15 في المئة عند إظهار الضعف. إن مشاعرنا تتحكم في تفكيرنا تجاه أنفسنا، وليس تجاه الآخرين فقط.. وأجسادنا تحدث تغييرات في مشاعرنا. والسؤال المهم الآن هو: هل اتخاذ "وضعيات قوة" لدقائق معدودة يغير حياتنا للأفضل؟ كيف نطبق ذلك على أرض الواقع، بعيدا عن المعامل؟ هل يمكننا استثمار ذلك في مواقف الحياة الخطرة؟ أو للتغلب على التوتر عند إلقاء خطاب، أو إجراء مقابلة عمل؟ بدلا من أن تجلس متوترا ومنحنيا قبل مقابلة العمل، جاعلا نفسك أصغر حجما، بدلا من تدقيق النظر في هاتفك، اذهب إلى الحمام وارفع يديك عاليا لمدة دقيقتين، تنصح كودي. تقول إن الأمر ليس متعلقا بمحتوى الحديث الذي ستقوله، بل بمدى حضورك في هذا الحديث. إن أجسادنا تغير عقولنا، وعقولنا يمكنها تغيير تصرفاتنا، وتصرفاتنا تستطيع تغيير النتائج.. البعض قد يعتبر ذلك نوعا من أنواع الخداع، لكن لكودي نصيحة مهمة: "تظاهروا حتى تنجحوا". من البداية الباحثة الأميركية تعرضت لحادث وهي مراهقة، فتراجع مستوى ذكائها درجتين، وفصلت من الجامعة، ما سبب لها إحباطا شديدا، لكنها صممت على العودة إلى قاعات الدراسة. التحقت بجامعة برينستون، وعندما كان مطلوبا منها إلقاء خطاب في السنة الدراسية الأولى في الجامعة مدته 20 دقيقة أمام 20 شخصا، كان الأمر شديد الصعوبة.. شعرت بالخوف والتردد، لكن مرشدتها صممت أن تمضي الخطة كما كان معدا لها وقالت "سوف تتظاهرين بالأمر.. سوف تلقين كل الخطابات المطلوبة منك مرة تلو الأخرى، حتى وأنت مرعوبة، حتى تأتي تلك اللحظة التي تقولين فيها لنفسك: يا إلهي! إني أقوم بما كنت أخاف منه!". كودي تخرجت، وانتقلت إلى جامعة هارفارد. ظلت لفترة طويلة تظن أنها لا تستحق أن تكون في هارفارد، لكن الأمر تغير الآن بعد أن اتبعت هي نصيحتها. قالت عالمة النفس الأميركية في نهاية كلمتها: "تظاهر ليس من أجل أن تنجح، لكن حتى تصبح كذلك فعلا.. التعديلات الصغيرة بإمكانها أن تقودكم لتغييرات عظيمة". الأمر يحتاج فقط دقيقتين.. قم بذلك في الحمام، في المصعد، أو في مكتبك خلف الأبواب المغلقة.. هيئ عقلك لتواجه الموقف بشكل أفضل. اجعل مستوى التستوستيرون يرتفع، والكورتيزول ينخفض!

مشاركة :