عمرو عبيد (القاهرة) نجح الكرواتي زلاتكو داليتش، في قيادة منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، ويعتبر «الناري» أحد أفضل المنتخبات التي قدمت كرة قدم ممتعة وقوية في مونديال روسيا الذي أوشك على الانتهاء. وتولى زلاتكو مقاليد الأمور في منتخب كرواتيا قبل نهاية التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، بعدما تراجعت نتائج «الناري» على يد آنتي شاشيتش، ليقيله الاتحاد ويمنح زلاتكو الثقة الذي قابلها بفوز مصيري أمام أوكرانيا في آخر مباريات دور المجموعات، قبل أن يهدي بلاده بطاقة التأهل المونديالية على حساب اليونان في ملحق التصفيات الأوروبية. وكان زلاتكو تولى القيادة الفنية لـ «الزعيم» الإماراتي نادي العين، خلال الفترة من مارس 2014 إلى يناير 2017، وهي فترة ذهبية تألق فيها لاعبو «الزعيم» مع زلاتكو الذي قادهم إلى الفوز بلقب دوري الخليج العربي، وكأس رئيس الدولة، وكأس السوبر، كما بلغ زلاتكو مع «البنفسج» نهائي دوري أبطال آسيا عام 2016، وكان قاب قوسين أو أدنى من حصد اللقب القاري، بعد أداء قوي ورائع أمام تشونبوك موتورز الكوري، لكن الحظ لم يحالفه آنذاك، ليغادر زلاتكو الإمارات منطلقاً في رحلته نحو المجد العالمي الذي حققه في المونديال الروسي. ويشير التاريخ إلى أن المدرب البرازيلي القدير، كارلوس ألبرتو بيريرا، الفائز مع «السليساو» بكأس العالم عام 1994، وكذلك الحاصل على لقب كوبا أميركا 2004 وكأس القارات 2005 مع «راقصي السامبا»، كان تولى القيادة الفنية لمنتخب الإمارات الأول مرتين، الأولى بين عامي 1985 و1988، ثم كانت الفترة الثانية في 1990 - 1991، ليقود «الأبيض» خلالها في نهائيات مونديال إيطاليا آنذاك، وبعد عام واحد فقط من رحيله عن الإمارات، بات بيريرا مديراً فنياً للبرازيل ليتمكن من حصد اللقب الرابع العالمي لـ «السليساو» في مونديال أميركا عام 1994، بعد أداء رائع أبهر العالم وقتها، في واحدة من أقوى نسخ المونديال في العصر الحديث. وعاد البرازيلي العجوز بعد ما يقارب عشر سنوات لقيادة بلاده، مجدداً نحو التتويج بلقبي القارات وكوبا أميركا في الفترة من 2003 حتى 2006، ليحقق المجد العالمي التاريخي، في رحلة ظافرة بدأت انطلاقتها الحقيقية أيضاً في الإمارات «أرض الخير». وارتبطت أسماء بعض المدربين الفائزين بكأس العالم بالكرة الإماراتية أو العربية عموماً، حيث تولى المخضرم الأسطوري ماريو زاجالو البرازيلي قيادة المنتخب الإماراتي من 1989 إلى 1990 وكان قائداً لكتيبة «الأبيض» التي صنعت التاريخ، وتأهلت لمونديال إيطاليا، قبل أن يترك مقعده لمواطنه كارلوس ألبرتو بيريرا، وكان زاجالو هو المدرب الفائز مع «راقصي السامبا» بمونديال 1970، وبعد فترة التدريب في الإمارات، عاد إلى «السليساو» ليقودهم إلى نهائي مونديال 1998. قبل الخسارة أمام «الديوك»، كما أسهم في تتويج «الكناري» بمونديال 2002 مستشاراً فنياً آنذاك، وفاز كذلك بلقبي كأس القارات وكوبا أميركا في عام 1997، وكان قد تولى القيادة الفنية أيضاً للمنتخبين الشقيقين الكويتي والسعودي، ما بين نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في القرن الماضي. كذلك كان البرازيلي سكولاري مديراً فنياً لمنتخب الكويت الشقيق عام 1990، وفاز مع «الأزرق» ببطولة خليجي في العام نفسه، كما قاد فرق أندية القادسية الكويتي عدة مرات، والأهلي والشباب السعوديين أيضاً في بداية تسعينيات القرن السابق، قبل أن يحصد لقب كأس العالم عام 2002 مع منتخب بلاده، ثم توج بطلاً لكأس القارات عام 2013، أما الأرجنتيني كارلوس بيلاردو الشهير الذي أهدى «الألبيسيليستي» لقبه العالمي الثاني في مونديال 1986، فقد تولى منصب المدير الفني للمنتخب الليبي لمدة عام واحد من 1999 حتى 2000 إلا أنه لم يحقق إنجازات تذكر.
مشاركة :