أكد أندي روكسبرغ مدرب منتخب اسكتلندا السابق، أن المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، رغم عدم ظهوره في مونديال روسيا لكنه له أثر كبير على البطولة. وقال روكسبرغ: «أعتقد أن جوسيب غوارديولا أحدث أثراً في أوروبا، أولاً مع برشلونة ثم بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، لديه تأثير على كثير من الناس، واللاعبين والكثير من المدربين».وعقدت مجموعة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للدراسات الفنية والمشكَّلة من خبراء كرة قدم معروفين يقومون بتحليل جميع مباريات نهائيات كأس العالم مؤتمراً صحافياً في ملعب لوجنيكي بمدينة موسكو، أمس (الخميس). وتضم مجموعة الـ«فيفا» للدراسات الفنية، كارلوس ألبرتو باريرا (رئيس المجموعة) وماركو فان باستن، وبورا ميلوتينوفيتش، وإيمانويل أمونيكي، وأندي روكسبرغ.ونقل الموقع الرسمي لـ«فيفا» عن روكسبرغ قوله: «كان بإمكاننا مشاهدة المرونة التكتيكية للمنتخبات من مباراة لمباراة ولكن أيضاً خلال المباريات وعلى سبيل المثال مباراة بلجيكا والبرازيل». وأضاف: «في هذه البطولة، يمكن مشاهدة الضغط الكبير، وهو ما يُمكن القول عليه تأثير جوسيب غوارديولا إلى جانب الاختلاف الكبير في الأساليب التي جعلت مشاهدة المباريات أمراً ممتعاً. الركلات الثابتة أيضاً كانت ذات أهمية كبيرة في كأس العالم هذه».من جانبه أوضح كارلوس ألبرتو باريرا: «خلال كل هذه السنوات، كان هناك الكثير من التغييرات داخل وخارج الملعب. الأمر الوحيد الذي لم يتغيّر هو الموهبة والنوعية والشغف باللعبة. الموهبة هي أقوى سلاح قد يمتلكه أي فريق. ولكن إذا كان الأمر متعلقاً بالموهبة، كانت البرازيل ستفوز باللقب أكثر من خمس مرات. في كأس العالم، يجب أن تكون مستعداً في الوقت المناسب وأن تُظهر التزاماً ورغبة وشغفاً بالفوز». وأشار ماركو فان باستن: «نظّمت روسيا بطولة جميلة، ونحن نتطلع إلى نهائي رائع. منتخب كرواتيا يملك لاعبين لديهم خبرة كبيرة. لوكا مودريتش يقرأ اللعبة جيداً ويوجّه فريقه ووجوده في أي فريق يأخذك بعيداً. قوة كرواتيا هي الروح القتالية وأظهروا ذلك في كل مباراة. اللاعبون الفرنسيون يلعبون في أندية أوروبية كبيرة ومن المنطقي أن يصلوا إلى هذه المرحلة في البطولة. النهائي دائماً مميز والأمور الصغيرة هي ما قد يشكّل الفارق».وأكد بورا ميلوتينوفيتش أن «الأمر المهم هو أن تعرف من أنت وأمام من تلعب. من أجل تحقيق النجاح يجب أن يكون لديك تحضير ذهني جيد بالإضافة إلى التركيز على التفاصيل. الأبطال السابقون (الأرجنتين والبرازيل وألمانيا) لم يصلوا إلى نصف النهائي ولكني مقتنع بأنهم سيعودون بشكل أقوى. هذه النتيجة تُظهر أن التركيز على المهارة مهم ولكن أيضاً من المهم أن تكون هناك روح جيدة».وقال إيمانويل أمونيكي: «كانت كأس العالم مخيبة للمنتخبات الأفريقية لأن التوقعات كانت أكبر. كرة القدم تطوّرت كثيراً وستواصل التغيّر. إذا لم نقم بتطوير الفئات العمرية ومواصلة الحلم فقط، فإننا لن ننجح. الموهبة الخام لا تجلب لك نتائج جيدة. لدينا مسؤولية من أجل تدريب المواهب ولكن أيضاً من أجل تعليم اللاعبين الشباب قراءة اللعب».خبراء الـ«فيفا» أوضحوا أنه مع استمرار العديد من لاعبي مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز حتى مراحل متقدمة من كأس العالم لكرة القدم بدا تأثير المدرب غوارديولا واضحاً في جميع أنحاء العالم. وعندما خاضت ثمانية منتخبات مباريات دور الثمانية مثَّل مانشستر سيتي الأغلبية بين اللاعبين المستمرين في البطولة وذلك بعدما حسم لقب الدوري الممتاز برقم قياسي من النقاط وفارق بلغ 19 نقطة عن أقرب منافسيه.وظهر بوضوح سعي لاعبي سيتي الذين استمروا في كأس العالم لحصد اللقب الأغلى هذا العام بعد التتويج بلقب الدوري الممتاز الموسم الماضي. وشارك القائد فينسن كومباني ولاعب الوسط كيفن دي بروين في مواجهة زملائهما في سيتي: غابرييل جيسوس، ودانيلو، وفرناندينيو، عندما التقت بلجيكا مع البرازيل. في المقابل واجه لاعبو مانشستر سيتي في صفوف إنجلترا: كايل ووكر وفابيان ديلف ورحيم سترلينغ وجون ستونز، السويد. وضمت تشكيلة البرازيل أيضاً حارس مرمى سيتي إيدرسون، بينما تصدر لاعبو سيتي قائمة اللاعبين المشاركين في دور الثمانية أكثر من أي نادٍ آخر بوجود 11 لاعباً. وهناك أيضاً بنجامين ميندي لاعب فرنسا.وربما خسر الألمان ليروي ساني جناح سيتي الذي غاب عن تشكيلة حامل اللقب في البطولة الحالية رغم أنه سجل 10 أهداف وصنع 15 في الدوري الموسم الماضي، حيث لم يضم يواخيم لوف مدرب ألمانيا ساني للتشكيلة. وسجلت ألمانيا هدفين فقط خلال ثلاث مباريات في دور المجموعات حيث عبّر العديد من الخبراء والمعلقين عن دهشتهم لعدم اختيار ساني. ورغم أن لاعبي سيتي كانوا الأكثر بين منتخبات دور الثمانية فإن العديد منهم ودّع كأس العالم مبكراً، حيث رحل ديفيد سيلفا لاعب وسط إسبانيا، وثنائي الأرجنتين سيرجيو أغويرو ونيكولاس أوتامندي، حيث فشلا في تكرار تألقهما مع النادي في روسيا.وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها للاعبين من نادٍ يدربه جوارديولا تأثير في كأس العالم، حيث سبق له تدريب بطل الدوري المحلي الذي نجح منتخبه في الفوز بلقب كأس العالم دورتين متتاليتين. إذ إنه حينما فازت إسبانيا بلقبها الوحيد في جنوب أفريقيا 2010 ضمت التشكيلة سبعة لاعبين من برشلونة الذي كان يدربه غوارديولا وبعدها بأربع سنوات في البرازيل قاد المدرب الإسباني بايرن ميونيخ الذي كان يمثله سبعة لاعبين في تشكيلة ألمانيا الفائزة باللقب. وكانت جماهير إنجلترا ستقدم الشكر للمدرب الكتالوني لو كان التاريخ كرر نفسه وفاز المنتخب الإنجليزي بلقب كأس العالم المقامة حالياً في روسيا، ولكنه ودّع البطولة، أمس (الخميس)، على يد كرواتيا.
مشاركة :