قيد اللاعبين وسقف الرواتب يلبِّد غيوم الكرة الإماراتية

  • 7/13/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: علي نجم لم تحجب شمس مباريات مونديال روسيا والتنافس الكبير التي تشهده المسابقة التي وصلت إلى خاتمتها السعيدة ببلوغ كل من فرنسا وكرواتيا بقيادة المدرب السابق لفريق العين زلاتكو داليتش «الضوء» عن الساحة الكروية المحلية التي تشهد ما يشبه «العاصفة» بعد صدور التعميم السنوي الأخير والخاص بقيد اللاعبين من قبل اتحاد الإمارات لكرة القدم.وتحول قيد اللاعبين وسقف الرواتب، وعدم الأخذ بتوصية الأندية الثمانية التي صدرت بعد عمومية المحترفين، بمنع اللاعب من الانتقال إلى ناد آخر في حال حصوله على نفس العرض من ناديه الأول، إلى «شعلة» أوقدت النار التي كانت تحت الرماد.تصريحات المهندس مروان بن غليطة رئيس الاتحاد في جلسته مع الإعلاميين، أسهمت في صب الزيت على نار «الغاضبين» من قرارات الاتحاد، ومن قرار رفض توصية الأندية، حتى بدا وكأننا أمام مشهد يحضر للمزيد من «الإثارة» والتنافس ليس فوق المستطيل الأخضر، بل في المكاتب، وربما في مدونات التواصل الاجتماعي لاسيما «تويتر».وعبر «تويتر»، رد عارف العواني الأمين العام الحالي لمجلس أبوظبي الرياضي، على ما تحدث به رئيس الاتحاد، ليثبت العواني مرة جديدة أنه عاقد العزم على قول ما يدور في صدره دون تردد، بل ربما امتلك جرأة البوح بما لديه، بخلاف البعض الآخر الذي يقول في السر أمراً، وفي العلن أمراً آخر.وكان العواني كتب في رده على مروان بن غليطة: «لائحة ضعيفة وتفسيرات أضعف وكلام متناقض»، قبل أن يخلص إلى القول «الخلاصة انت مسير». الرقابة ولا شك، أن رئيس الاتحاد كان يدرك حجم الصعوبات التي تنتظره في هذا الملف «الشائك»، وهذه القضية التي وجد نفسه «ضحية» بين سندان ومطرقة.الرئيس المهندس استخدم كل «براعاته» الهندسية في رسم طريق الخروج من المأزق، فوافق في العمومية على تحويل القضية إلى «المحترفين»، ومن بعدها إلى مجلس إدارة الاتحاد، وفي الجلسة الأخيرة التي عقدت السبت الماضي، وضح أنه «مؤيد» لما صدر من قرارات، حتى إن الأمين العام أبلغ الإعلاميين أن المجلس صادق على توصية الأندية، وحولها إلى «القانونية» لإبداء الرأي.بعض المتحمسين من أعضاء المجلس، سر بينه وبين نفسه، بتحقيق «الانتصار»، وبإقرار التوصية التي كان الصغير قبل الكبير يدرك أنها مخالفة لقوانين ولوائح الفيفا، وبأن حرية الانتقال عند انتهاء العقد، قد تكون «ألف باء» الاحتراف.في القانونية، وجد ابن غليطة الباب للخروج من هذه «الأزمة»، ليصدر الاتحاد ليل الثلاثاء التعميم السنوي، وما تتضمنه من بنود ومعايير جديدة على مستوى القيد وآلية التسجيل، وتأمين الرقابة المالية المشددة على الأندية.يدرك مروان بن غليطة، قبل غيره، أن بعض التعاقدات قد تجاوزت السقف، ويدرك مروان بن غليطة، أنه ليس المسؤول الوحيد عن هذا الأمر، الذي يعود أولاً وأخيراً إلى رؤساء الأندية من أجل فرض الانضباط على رؤساء الإدارات من أجل ضبط الصرف والحد من الإنفاق والالتزام بسقف الرواتب المعتمد من الجمعية العمومية.«التهرب» من السقف، كان ملاذ غالبية الأندية، إن لم يكن كلها طوال الفترة السابقة، لكن تأمين القيود وتطبيق هذا السقف بات اليوم «كرة» تتقاذفها أطراف اللعبة ما بين مؤيد لها في العلن، وضارب لكل حدودها في «السر». لائحة وتصريح اللافت في الأمر، أن رئيس الاتحاد كشف في تصريحه الإعلامي أن لجنة الرقابة ستكون مسؤولياتها مراقبة آلية صرف شركات كرة القدم والميزانيات المحددة لقطاع اللعبة، بينما جاء في التعميم السنوي تحت البند 1.3 ما يلي: توفير جميع المعلومات المتعلقة بعقود اللاعبين للجنة الرقابة المالية فور طلبها، وعلى سبيل المثال: الحساب الختامي للنادي والشركات التابعة له والميزانيات المجمعة/‏‏‏‏ كشف حساب بنكي/‏‏‏‏ مراسلات أو أي معلومات أو مستندات أخرى تراها اللجنة مناسبة لضمان التزام الأندية بتطبيق سقف الرواتب وعدم ازدواجية صرف أي رواتب أو حوافز أو هدايا أو مميزات من النادي والشركات التابعة له.وقد يؤخذ على الرئيس ما صرح به، وما ورد في اللائحة مناقضاً له، حين حصر بكلامه مسؤولية الرقابة على شركات الكرة، بينما جاء التعميم على «الشركات التابعة له والميزانيات المجمعة». العاصفة لن تهدأ من يراقب الأحداث عن قرب، يلمس مدى «الغضب» الذي يشعر به بعض «المتضررين» من قرار الاتحاد الأخير، أو حتى من بعض القرارات التي يتخذها، والتي لا تتوافق مع رؤية أو رغبة البعض.المراقب الذي يتابع كل ما يدور خلف الكواليس، يتوقع أن يكون صيف كرة الإمارات «ساخناً»، وأن تصل حرارة الإثارة إلى ما قد يفوق حرارة أغسطس المقبل أو حتى رطوبة سبتمبر القادم.سيناريوهات عدة بدأت ترسم معالمها، البعض يتوقع أن تزداد الأمور سوءاً في العلاقة ما بين الخوانيج وما بين أقطاب اللعبة من أندية، في وقت يبدو أن البعض بدأ «تكديس» الملفات والمخالفات التي حصلت تحت شعار «التسويات» في الفترة السابقة.وقد لا يكون «عادياً»، أن يتساءل الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي عن قانونية فرض توقيع العقد الاحترافي الأول على اللاعب في ناديه الأم، وقد لا يكون كل ما ذكره في التغريدات «عابراً»، إلا إذا أراد أحد عدم النظر إلى الغيوم الملبدة في سماء اللعبة، أو الرهان على مستقبل ستتضاءل به الخلافات، وسيسود فيه الوئام و«حب الخشوم» في الختام. هدوء وثقة لا يزال المهندس مروان بن غليطة يمتاز بالهدوء، وببرودة الأعصاب التي يحسد عليها، حتى أن الابتسامة لا تفارق وجهه، وكأنه يطبّق مقولة «واثق الخطوة يمشي ملكاً».ملكية الرئيس تتمثل في سيره على سكة يراها صائبة، إذ يرفض أن يحسب عليه، أن اتحاد الإمارات قد تعرّض لعقوبة الإيقاف من قبل الفيفا في «زمن ابن غليطة»، أو أن يكون محل تشكيك في مخالفة لوائح وأنظمة وقوانين، وهو من خبر العمل النظامي والتشريعي في الجانب الآخر، عبر شغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني.لا يخفى على أعضاء المجلس مدى «الحنكة» التي يمتاز بها الرجل الذي يشغل الكرسي الأول في اجتماعاتهم، بل إن «بعضهم» خيّل إليه، أن توصية الأندية قد مرّت، وبأنهم حققوا «نصراً» باعتماده في الاجتماع الأخير، قبل أن يتلقّوا «الصدمة» ليل الثلاثاء.ويتسلّح مروان بن غليطة بالقانون وبرفض الفيفا لهذا البند الذي قد يعرّض كرة الإمارات للعقوبة، وإن كان يدرك بينه وبين نفسه أنه سيواجه «سيلاً» من الانتقادات، وهو من دأب منذ أن تولّى هذا المنصب على أن يتعامل معها ب«أذن من طين وأخرى من عجين»، وفق شعار» طالما أنني على صواب، وطالما أنني لا أخالف اللوائح، فلن أتراجع قيد أنملة عن كل ما أقوم به».هل بدأت «الحرب الباردة» في كرة الإمارات، أم أنها مجرد «زوبعة» ستمر وكأنها مجرد «عاصفة في فنجان»؟.من يعش يرَ. بعثة الوحدة تغادر إلى النمسا اليوم تغادر بعثة الفريق الأول بنادي الوحدة؛ عبر مطار أبوظبي الدولي في الساعة السابعة من مساء اليوم إلى النمسا؛ لإقامة المعسكر الخارجي؛ استعداداً للموسم الجديد، والذي يأتي على فترتين، ويعود العنابي إلى الدولة يوم 14 أغسطس/آب المقبل.وتضم البعثة الجهاز الفني والإداري للفريق الأول، و26 لاعباً هم من تم اختيارهم من قبل الروماني لورنت ريجيكامب المدير الفني للوحدة، وسيدشن الفريق أولى تدريباته غداً السبت في المعسكر؛ بعد أن أكمل الفحوص الطبية والاختبارات البدينة في العاصمة أبوظبي في الأيام الثلاثة الماضية بمشاركة جميع اللاعبين.وسيؤدي العنابي أربع مباريات ودية خلال معسكره الإعدادي، وعند العودة إلى العاصمة أبوظبي سيخضع اللاعبون لراحة لمدة 48 ساعة، ومن ثم العودة للتدريبات ومن المنتظر إقامة مباراة ودية أمام أحد الفرق السعودية قبل المغادرة إلى القاهرة؛ لمواجهة العين في كأس السوبر يوم 24 أغسطس المقبل. سحب الثقة قد يكون سقف الرواتب وكل التفاصيل الخاصة بهذه المسألة، أقرب إلى «المعركة» التي سيخوضها رجال الخوانيج في مواجهة المعترضين، وقد تكون هذه القضية أقرب إلى دخان سيملأ سماء اللعبة، ويغطي على تفاصيل «حرب آسيا»، التي سيخوض منتخبنا الوطني معركتها في يناير/كانون الثاني المقبل.يرسم البعض خطوات جادة من أجل السير قدماً في هذه المعركة، حتى لو أدى الأمر إلى الوصول لقضية «سحب الثقة»، وهو السلاح الأنسب للتخلص من «الرئيس» الذي لا يزال يجيد السير على «حافة الخطر»، دون أن يرتكب «الهفوة» التي قد تؤدي به إلى الاستقالة، أو حتى الإقالة عبر سحب الثقة.دراسة قضية سحب الثقة ليست قضية عابرة؛ بل مرت على مسامع كثيرين منذ أن تبوأ مروان بن غليطة «الكرسي الساخن»، بعدما وجد دعماً ومساندة من أقطاب اللعبة، قبل أن ينقلب البعض عليه، بسبب القرارات التي اتخذها مجلس إدارته، وجاءت برياح عكس ما كانت تشتهيه سفن البعض.ويمتلك «الغاضبون» من قرار الاتحاد الأخير، حول اللجوء إلى الفيفا والحصول على رد «شفهي» وليس «خطياً»، لرفض توصية الأندية المحترفة التي صوتت ب«8 أصوات مقابل 7»، الكثير من الاعتراضات، حتى بات البعض يسأل: هل توقيع العقد الاحترافي الأول للاعب «قانوني» وموافق عليه من الفيفا، وهل قرار تمديد عقد اللاعب عند تأديته الخدمة الوطنية «قانوني» أيضاً؟

مشاركة :