صدر عن المكتب المصري للمطبوعات بالقاهرة كتاب "الأبناء والسلطة" للصحفي تهامي منتصر.الكاتب يفترض بداية أن الأنبياء أصحاب الرسالات السماوية كانوا رؤساء شعوب ويبنون دولة مع تبليغ رسالة الله التي كلفهم بها ...وقد أنجبوا أبناء عاشوا في كنف السلطة والحكم شأنهم شأن كل أبناء الخلفاء والملوك والرؤساء لهم تطلعاتهم وحضورهم وأمانيهم واحلامهم ..فكيف تعامل هؤلاء الأبناء مع السلطة ومقدراتها؟ جرى بحث الكاتب على قاعدة " سنن الله لاتجامل " فلا الإيمان يورث ولا الهداية ولا المعصية ..كما لا يورث الذكاء ولا الغباء .. وهذا مطلق عدل الله تعالي . وقد لمح الكاتب من بعيد تباين طموحات الأبناء مابين عاشق للسلطة متطلع لوراثة العرش وزاهد فيها وفي أبهتها إلي حد ترك القصر والرياش ليعمل طيانا بالأجر الزهيد .وبدأت فصول الكتاب تقدم الأبناء تباعا قايبل ابن آدم عليه السلام بإجرامه وحقده الذي وصل إلي قتل أخيه في صراع محموم علي جمال اخته الأخاذ ثم تناول سيرة إسماعيل ابن سيدنا ابراهيم ونسبه المصري وكونه الذبيح الأول عكس مايدعي اليهود لاسحق عليهم السلام وصراعه مع الشيطان الرجيم . حتي نسبه مع النبي محمد الكريم صلي الله عليه وسلم ثم انتقل الي السيدة فاطمة الزهراء ام ابيها ورحلتها في الدفاع عن النبي وبكائها عليه ومواجهتها للمشركين وهم يدبرون بليل لأبيها ثم زواجها من علي رضي الله عنه وحزنها لوفاة النبي ص وقصة فدك وما حولها من شبهات واهية للشيعة ثم وفاتها رضي الله عنها ....وهكذا مضي الكاتب والكتاب يقدم عبد الرحمن ابن ابي بكر ثم عبد الله ابن عمر رض الله عنهم ثم يزيد ابن معاوية وكيف طلب له ابوه البيعة بحد السيف والقهر فكان ول من نقلها كسراوية وراثة وملك عضدود وموقف اهل السنة من هذا ...ثم عبد الملك ابن عمر ابن عبد العزيز في سيرته النقية الطاهرة ورفضه للخلافة بعد موت ابيه ثم احمد ابن هارون الرشيد الذي هرب من القصر مع امه وعمل طيانا بالأجر الزهيد وكيف بكي عليه ابوه بكاء الثكالي ...ثم انتقل الي السلطان سليم الأول وقتله لأبيه واستيلائه علي الحكم وحروبة وفتوحاته . ثم تناول الكاتب ابناء الملوك فبدأ بالأمير تركي ابن عبد العزيز آل سعود وابعاده عن المملكة بعد زواجه من هند الفاسي صاحبت الرقم القياسي في الجرائم وخرق القانون بسحر أسود اسقطت به هيبة الأمير وهو الذي كان قاب قوسين او ادني من تولي الملك بعد أخيه فيصل رحمه الله ..ثم بشار الاسد العلوي السفاح الذي شن حربا علي السنة وابادهم بعقيدة فاسدة للعلوين تصل بهم الي الكفر بالله عو وجل ...وكيف تورث السلطة علي دين جده يزيد ابن معاوية والي الشام وسوريا ...ومآل سوريا بعد كل هذا الخراب الذي حل بها ...ثم تناول بشاعة سيف الإسلام القذافي والاعيبه لوراثة الحكم بعد العقيد وفساده حتي وقع في الأسر ، هكذا تباينت طموحات الأبناء وتقاربت وتباعدت مع السلطة لتؤكد لنا معني قول الله تعالي . من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
مشاركة :