خرق علمي قد يغير فهمنا للكون

  • 7/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن علماء الخميس عن اختراق علمي في فيزياء الفضاء، يضيف أداة ثالثة لقياس مكونات الكون وأبعاده، إضافة إلى الضوء وأمواج الجاذبية. وتمكن باحثون لأول مرة من تحديد مصدر في الفضاء السحيق جاءت منه جزيئات ذرية تسمى نيوترينو. وهي جزيئات أصغر من الذرة وتنتشر في كل مكان في الكون مخترقة الأجسام والأشياء، وتتميز بطاقة عالية جدا. وقالوا إن رصد النيوترينو يضيف أداة نوعية لترسانة البحث الفيزيائي ستمكنهم من فهم أفضل للكون. وكان يطلق على نيوترينو لقب الجسيم الشبح للصعوبة البالغة في رصده وتحديد مصدره. وجاء الخرق العلمي بحفر 86 حفرة على عمق 2500 متر في جليد القطب الجنوبي ووضع 5160 مجسّا ضوئيا في الأعماق. وتمكنت هذه المجسّات من رصد ضوء شحيح ناتج عن اندماج نيوترينو بنواة ذرية في الجليد الشفاف. حدث ذلك في 22 أيلول/سبتمبر 2017، ومنذ ذلك الوقت تتبع العلماء النيوترينو ووجدوا أن مصدره هو مجرة إهليجية عملاقة في قلبها ثقب أسود يدور بسرعة خرافية. ويطلق على هذا النوع من المجرات اسم النجم المتوهج الزائف. والمجرة التي جاء منها هذا النيوترينو تحديدا تقع على بعد 3.7 مليار سنة ضوئية في منطقة في الكون تسمى سديم الجبار (برج الجوزاء). وحدث الرصد الأولي في محطة علمية أميركية في القطب الجنوبي تسمى (مرقب آيسكوب للنيوترينو) وتم تأكيده من محطات أرضية وباستخدام أقمار صناعية. ولطالما كان الضوء هو وسيلة العلماء الوحيدة لدراسة الفضاء، لكن للضوء حدود، فمساحات شاسعة من الكون لا يمكن رؤيتها بوضوح. واستخدام النيوترينو في علم الفضاء سيتيح أداة أدق وأوثق لاستكشاف أرجاء الكون. ويوازي الاكتشاف في أهميته العلمية رصد موجات الجاذبية لأول مرة في 2016، والذي اعتبر فتحا علميا حرر علماء الفضاء من الاعتماد الكلي على الضوء. وموجات الجاذبية هي تموجات في قماشة الزمان والمكان تحتوي أسرارا عن نشأة الكون وأبعاده. والاكتشافان خلقا حقلا علميا جديدا يسمى "فيزياء الفضاء متعددة الأدوات". ويحل هذا الاكتشاف لغزا يعود إلى 1912 يتعلق بمصدر جزيئات ذرية تعبئ أرجاء الكون مثل النيوترينو والأمواج الكونية. ويبدو أن الأمواج الكونية والنيوترينو تنشأ من أركان الكون الأشد عنفا والتهابا. والأمواج الكونية هي الأكثر طاقة في الكون، لكنها مشحونة، وهو ما يجعلها عرضة للانحناء تأثرا بشحنتها الكهربائية إذا مرت في حقول مغناطيسية قوية، وهذا الانحناء يجعل رصد مصدرها مستحيلا، لأنها لا تسير في خطوط مستقيمة. النيوترينو غني بالطاقة أيضا، لكنه ساكن كهربائيا (بلا شحنة)، ولا تؤثر فيه حتى أشد الحقول المغناطيسية قوة. ومن النادر أيضا أن يتفاعل النيوترينو مع المادة، وهو ما يجعل مساره في الكون مستقيما، ويجعله مثاليا كأداة لرصد الفضاء.

مشاركة :