دبي (الاتحاد) لأن ملعب السياسة يستمد جاذبيته من ملعب كرة القدم، فقد كانت الصورة التي تظهر فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وإلى جوارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأمامهما رئيس كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش، واحدة من أهم الصور التي التقطتها العدسات في قمة حلف الناتو، فالملايين حول العالم من عشاق كرة القدم، ممن يعيشون هوس وجنون المونديال، لا يرون ميركل إلا من زاوية الشخصية السياسية الأكبر لبلد المنتخب الذي يحمل لقب المونديال، كما يشاهدون صورة ماكرون وكوليندا وكأنهم يتابعون نهائي المونديال بين فرنسا وكرواتيا. ميركل حصدت الجانب الأكبر من شهرتها في لحظات وقوفهما خلف منتخب بلادها في مشاركاته المونديالية بداية من 2006، وصولاً إلى 2010، ومونديال البرازيل 2014، والذي شهد تتويج الألمان باللقب، مما جعلها تتصدر واجهات الصحافة العالمية، فقد كانت تحتفل بهذا الإنجاز التاريخي بكل فخر وكبرياء، ولأن الساحرة لن تبتسم لك دائماً، فقد كانت ميركل تشعر بالحزن عقب الوداع المبكر لمنتخب ألمانيا من منافسات المونديال الحالي، وكتبت عقب الهزيمة أمام كوريا الجنوبية والخروج من الدور الأول: «أشعر بالحزن مثل الجميع، ما حدث أمر سيئ جداً». وقبل ساعات من النهائي المرتقب بين كرواتيا وفرنسا، ظهر ماكرون إلى جوار ميركل، وأمامهما تسير رئيسة كرواتيا بكل فخر، وسط حالة من الترقب للنهائي الذي لن تحضره ميركل ليس لأن ألمانيا ودعت البطولة فحسب، بل لأنها اعتذرت منذ انطلاقة المونديال عن السفر إلى روسيا، وهو ما فعلته رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، وبعض قيادات أوروبا، فيما قرر البعض الآخر الحضور ودعم منتخب بلاده من دون النظر إلى أي خلافات سياسية بين عواصم أوروبا الغربية وموسكو.
مشاركة :