ولايتي يفتح الباب أمام انسحاب قريب من سوريا

  • 7/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - فتح علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، الباب أمام انسحاب محتمل للعناصر الإيرانية والميليشيات الحليفة الموجودة في سوريا تحت وقع ضغوط أميركية إسرائيلية متزايدة، وذلك حين أكد الجمعة أن بلاده ستسحب “مستشاريها العسكريين” من سوريا والعراق على الفور إذا كانت تلك هي رغبة حكومتي البلدين. ويأتي هذا الموقف الإيراني الموارب في سياق تثبيت العلاقة مع روسيا والمراهنة عليها في التخفيف من العقوبات الأميركية وتحميلها مسؤولية فتح كوة في جدار تلك العقوبات ودفعها إلى الاستثمار في النفط الإيراني مثلما أوحى بذلك ولايتي في تصريحات له الخميس قبل أن تنفي موسكو أي اتفاق بين البلدين. وأضاف ولايتي خلال الجلسة السنوية لمنتدى “فالدي” للحوار في العاصمة الروسية موسكو، أن الوجود العسكري الإيراني في سوريا والعراق يقتصر على الدور الاستشاري، مؤكدا استعداد بلاده لسحب “مستشاريها” إذا طلبت دمشق وبغداد ذلك. وقال مستشار المرشد الأعلى الإيراني إن بلاده ستواجه ما وصفه بـ”التمدد الأميركي” من سوريا والعراق إلى لبنان واليمن وشمال أفريقيا. وتابع أن الذين يقولون إن روسيا تريد من إيران الخروج من سوريا هدفهم ضرب الوحدة الحاصلة بين موسكو وطهران. وأوضح أنه إذا خرجت إيران وروسيا الآن من سوريا، فإن الإرهاب سيعود للسيطرة من جديد، مشيرا إلى أن “روسيا وإيران ساعدتا في تحرير 80 في المئة من مساحة سوريا من الإرهابيين”. وقال محللون إن مستشار خامنئي سعى من خلال طرح فرضية الانسحاب إلى تخفيف الحرج عن روسيا من جهة، ومن جهة ثانية استباق أي خطوة مفاجئة تأتي من موسكو في ظل غموض الموقف الروسي وتتالي التصريحات الإسرائيلية عن قبول روسي بفكرة إخراج القوات الإيرانية من سوريا، أو على الأقل إبعادها عن الحدود السورية الإسرائيلية. أندريه كورتونوف: موافقة إيران على سحب قواتها من سوريا مشكوك فيهاأندريه كورتونوف: موافقة إيران على سحب قواتها من سوريا مشكوك فيها وتشعر إيران بقلق بالغ بسبب الغموض في الموقف الروسي بشأن ما يجري من تفاهمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو مع الإدارة الأميركية، قبل أيام من قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب. وبدا واضحا أن ولايتي يربط وجود بلاده في سوريا بالوجود الروسي، في إيحاء بأن أجندة التدخل المباشر وأهدافه هي نفسها لطهران وموسكو. وفيما يقلل مراقبون من فرضية ضغط روسي على إيران لدفعها إلى الانسحاب الكامل من سوريا، إلا أنهم يشيرون إلى أن من مصلحة موسكو الضغط على إيران لتتراجع عن الحدود الجنوبية السورية والحد من نفوذ حزب الله وإجباره على إعادة ميليشياته إلى لبنان ليسهل في أي وقت على روسيا حسم أمر هذا الوجود. ويميل المراقبون إلى القول إن الأكثر منطقية هو أن ترسم روسيا خطوطا حمراء تحدد مربع التحرك أمام إيران مثل المساعدة في مطاردة ما تبقى من عناصر داعش، لكن خوض معارك على الحدود فهذا سيصبح أمرا صعبا. واستبعد أندريه كورتونوف، رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسية، وهو مجموعة بحث تقدم المشورة إلى الكرملين، مغادرة القوات الإيرانية من سوريا. وقال كورتونوف في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز “حتى لو عمل بوتين على طرد الإيرانيين من سوريا، فالأمر بحاجة إلى موافقة طهران”. وأكد أن الضغط الروسي لا يمكن أن يحقق الكثير في هذا الجانب، قائلا “يمكن إبعاد القوات الإيرانية لمسافة 50 أو 80 أو حتى 100 كيلومتر عن مرتفعات الجولان، لكن إذا بقيت المعدات العسكرية هناك وظلت الأراضي تحت سيطرة قوات النظام، فلن تكون إعادة القوات الإيرانية بالأمر الصعب”. وكان واضحا أن ولايتي عمل على امتداح الموقف الروسي في محاربة الإرهاب بسوريا، لكن عينه كانت منصبة على طلب مساعدة روسية في تعطيل العقوبات الأميركية الجديدة على طهران والحد من تأثيرها عبر اقتراح أن تتولى موسكو الاستثمار في قطاع النفط الإيراني لتعويض انسحاب الشركات الغربية تحت وقع تهديدات إدارة ترامب. وكشف ولايتي عقب اجتماعه مع الرئيس الروسي الخميس أن بوتين أبدى استعداد بلاده للاستثمار في قطاع النفط والغاز الإيراني بمقدار 50 مليار دولار، ما اعتبره خبراء اقتصاديون خطوة نوعية لكسر الحصار الأميركي قبل أن يبدأ في الرابع من نوفمبر المقبل، وأن موسكو تتحدى بهذه الخطوة مساعي واشنطن للضغط على حليفتها طهران. لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف نفى ما جاء على لسان مستشار خامنئي، قائلا إنه لا يستطيع تأكيد تصريحات ولايتي حول استعداد بوتين للاستثمار في إيران بمجال الطاقة. وقال بيسكوف للصحافيين، مجيبا على طلب التعليق على تصريحات ولايتي “لا يمكنني تأكيد ذلك، وأكثر من ذلك، أنا لا أستطيع أن أقول شيئا أكثر تفصيلا”. وذكر ولايتي أن “بوتين قال إن روسيا مستعدة للاستثمار بخمسين مليار دولار في قطاع النفط والغاز الطبيعي، وملء مكان الشركات التي غادرت إيران”. وبيّن أن إحدى أبرز الشركات الروسية بمجال النفط قريبة من إبرام اتفاق بقيمة 4 مليارات دولار مع إيران، وأضاف “بدأت محادثات مع شركتي روس نفط، وغازبروم الروسيتين، لإجراء استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار”.

مشاركة :