مرزوق الغانم: لن نترك لبنان وحيداً ولا حظر سفر كويتياً إليه

  • 7/14/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بين السياسي و«الوجداني»، راوحتْ المواقف و«الرسائل» التي أطلقها رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم من بيروت، في «اليوم الرئاسي» الذي اشتمل على لقاءات مع كبار المسؤولين تناولتْ العلاقات الثنائية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وقضايا لبنان والعالم العربي.ففي اليوم الثاني لزيارته العاصمة اللبنانية للمشاركة كـ «ضيفِ شرفٍ» في الدورة 26 من «المنتدى الاقتصادي العربي»، حمَل الغانم الى كل من رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري 3 رسائل أساسية: الاولى تؤكد دعْم للبنان الذي «لن تتركه الكويت وحيداً يواجه مصاعبه، سواء كانت اقتصادية او سياسية او غيرها، ولن تُنسى مواقفُه التاريخية تجاه الكويت». والثانية تعبّر عن «المشاعر الحقيقية للشعب الكويتي الذي يشعر عندما يأتي الى لبنان بأنّه سافر من وطنه الى وطنه، وانّه غادر أهله الى أهله». والثالثة شدّدت على أن لا حظر على سفر الكويتيين الى لبنان، إضافة الى تأكيده أن زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لبيروت ستتم و«لا شك ان العلاقة الأخوية بين صاحب السمو وأخيه فخامة الرئيس عون تؤكد انّ الدعوة (لزيارة لبنان) مقبولة، كما سبق واكد عليها صاحب السمو، والأمر يتعلق فقط في تحديد الوقت المناسب لها، وبالتأكيد ستكون هناك زيارة».وبدأ اليوم الحافل لرئيس مجلس الأمة من القصر اللبناني حيث كان لقاء مع الرئيس عون الذي أكد أمام الغانم «ان العلاقات اللبنانية - الكويتية المتجذرة هي ترجمة طبيعية لما يربط بين لبنان والكويت من أواصر الاخوة والتعاون، ولما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط المودة والمحبة». وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان، ان الرئيس عون اكد خلال استقباله الغانم، أهمية الدور الريادي الذي تلعبه الكويت في التعامل مع الازمات العربية وسعيها الدؤوب لايجاد حلول سلمية وعادلة لها.واستذكر الرئيس عون مواقف سمو الامير خلال الازمات المتتالية التي مر بها لبنان، لاسيما خلال ترؤسه اللجنة الثلاثية العربية التي كلفتها القمة العربية، بايجاد حلول للاوضاع التي سادت لبنان خلال الحرب الاهلية.واعتبر ان العلاقات اللبنانية - الكويتية المتجذرة ترجمة طبيعية لما يربط بين البلدين من اواصر الاخوة والتعاون، ولما يجمع الشعبين من روابط المودة والمحبة.وأعرب عون عن سعادته لرؤية الاخوة الكويتيين يعودون الى لبنان لقضاء فصل الصيف في ربوعه الآمنة والمستقرة، بحيث يحلون كما دائما بين أهلهم وأصدقائهم ومحبيهم.وحمل الرئيس اللبناني رئيس مجلس الامة تحياته الى سمو الامير وتمنياته للكويت ولشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار، في ظل قيادة سمو الامير وحكومته ومجلس الامة الكويتي.وذكر البيان الرئاسي ان الغانم نقل الى الرئيس عون تحيات سمو الامير وتمنياته له بالتوفيق في قيادة السفينة اللبنانية الى شاطئ الامان والاستقرار، مثنيا على حكمة الرئيس عون في ادارة الازمات التي مر بها لبنان، مشددا على استمرار الدعم الكويتي للبنان في مختلف المجالات، مؤكدا ان الشعب الكويتي لن ينسى بان لبنان كان اول دولة في العالم دانت الغزو العراقي للكويت في العام 1990.ونقلت الرئاسة اللبنانية عن الغانم تأكيده عمق مشاعر الاخوة والصداقة التي تجمع بين الشعبين الكويتي واللبناني و«التي لا تؤثر عليها أي عوائق».وشرح رئيس مجلس الامة دور سمو الامير في التعامل مع الازمات العربية بروح التعاون والتعاضد والاعتدال والرغبة في ايجاد الحلول، مشددا على استمرار هذا النهج الاخوي الذي يلقى الاصداء الايجابية لدى جميع المعنيين.وقال البيان ان الرئيس عون عرض الجهود التي تبذل من اجل استكمال مسيرة النهوض الاقتصادي في لبنان، بعد الانجازات التي تحققت في الداخل والمتابعة الدولية من الخارج والتي تمثلت بانعقاد ثلاثة مؤتمرات لمساعدة لبنان في كل من روما وباريس وبروكسل والتي كانت مشاركة الكويت فيها فاعلة لاسيما في مؤتمر (سيدر).وتناول الرئيس اللبناني مسألة النازحين السوريين وموقف لبنان الداعي الى عودة تدريجية وآمنة لهم الى المناطق السورية، بعد توافر الضمانات اللازمة من المسؤولين السوريين، تحقيقا لهذه العودة لافتا الى الاعباء التي ترتبت على لبنان نتيجة هذا النزوح امنيا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا.واشار الى الدعوات المتكررة التي وجهها لبنان للمجتمع الدولي للمساعدة في تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، قائلا انها «لا تلقى التجاوب المطلوب، الامر الذي يجعل اللبنانيين يتساءلون عن الاسباب الحقيقية لهذا التجاهل للمطلب اللبناني المحق والمشروع».من جانبه، قال الغانم للصحافيين في قصر بعبدا عقب اللقاء «تشرفت واخواني النواب بلقاء فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد ميشال عون، ونقلت لفخامته رسالة شفهية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أكدت على احترام وتقدير سموه لمواقف الرئيس عون، وعلى حرصه على تمتين العلاقات بين الكويت ولبنان على مستوى القادة والحكومات والشعوب». واضاف «نحن كبرلمان كويتي نمثل الإرادة الحقيقية والحرة للشعب الكويتي. لدينا مشاعر خاصة تجاه أشقائنا في لبنان. ونعبر عنها في كل مناسبة ولعل لقاءنا مع فخامته هي إحدى هذه المناسبات المواتية. ونتمنى للبنان الأمن والسلامة والاستقرار، ولن يترك لبنان وحيداً ولن تُنسى مواقفه التاريخية تجاهنا». وقال الغانم «أكدت لفخامة الرئيس عون أنه كوننا أعضاء في البرلمان الكويتي، لا يمكن لأي مواطن كويتي أن ينسى الموقف التاريخي والمبدئي للبنان، عندما دان الغزو العراقي الغاشم على الكويت في العام 1990، وكان من أولى الدول التي دانت هذا العدوان دون أي حسابات سياسية، ودون أي تفكير، ودون النظر لأي مصالح آنية». واضاف «ان الموقف اللبناني آنذاك كان تعبيرا عن المشاعر الحقيقية والعلاقات التاريخية المتينة التي كانت ومازالت وستظل مضرب مثل لأي علاقة ثنائية بين دولتين شقيقتين أو شعبين شقيقين». ورداً على سؤال بشأن الاتفاقيات التي أبرمت على هامش زيارة الرئيس عون إلى دولة الكويت أخيراً، قال الغانم «كل الاتفاقيات التي أبرمت بين الكويت ولبنان، إما تمت المصادقة عليها من البرلمان وبإجماع أعضائه أو البعض القليل منها في الطريق، ومتى ما أتى دورها على جدول الأعمال، فأنا واثق كل الثقة بأن تلك الاتفاقيات ستتم الموافقة عليها والمصادقة عليها من قبل البرلمان».وقال الغانم «أريد أن أؤكد حقيقية ثابتة وراسخة وأتمنى من كل أبناء الشعب اللبناني أن يعرفها وهي أن الكويت وأميرها لا يمكن أن يتركوا لبنان وحيداً يواجه مصاعبه، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو غيرها». وردا على سؤال بشأن الحظر الخليجي ومن ضمنه الكويتي على زيارة لبنان، نفى الغانم بشكل قاطع أن يكون هناك حظر يمنع الكويتيين من زيارة لبنان، مؤكدأ أن «الرحلات بين الكويت ولبنان تبلغ 14 رحلة يومية وهي رحلات ممتلئة ولا يوجد مقعد سواء لأي كويتي ولبناني شاغرا على تلك الرحلات». واختتم الغانم تصريحه قائلا «مثلما ذكرت سابقا وفي كلمتي أمام منتدى الاقتصاد العربي بأن كل كويتي يشعر إذا اتى إلى لبنان أنه سافر من وطنه إلى وطنه وغادر أهله إلى أهله، وهو شعور متأصل في وجدان وفؤاد كل كويتي». وعن الدعوة التي وجهها الرئيس عون إلى صاحب السمو أمير البلاد لزيارة لبنان أكد الغانم «لا يوجد شك أن علاقة الأخوة بين صاحب السمو وأخيه فخامة الرئيس عون تؤكد أن هذه الدعوة مقبولة، كما أكدها صاحب السمو، والأمر يتعلق فقط في تحديد الوقت المناسب لهذه الزيارة وبالتأكيد ستكون هناك زيارة لسموه إلى لبنان».وفي محطته البيروتية الثانية في مقرّ الرئاسة الثانية، حيث أقيمت له تشريفات رسمية، أجرى الغانم والوفد المرافق محادثات مع الرئيس نبيه بري في لقاءٍ تخللتْه خلوةٌ بين الرئيسين، تطرّقت الى التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية والتعاون بين البرلمانين.وقال الغانم عقب الاجتماع «كعادة لقاءاتنا معه استفدنا الكثير من خبرته وأكدنا أيضا على العلاقات المتميزة بين البرلمانين الشقيقين مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب اللبناني». وأضاف «تحدثنا عن أمور كثيرة في مقدمتها التنسيق بين البرلمانين بخصوص طرحنا في الاتحاد البرلماني الدولي، وأيضا الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي ستعقد في القاهرة في 21 الشهر الجاري في ما يخص القدس والقضية الفلسطينية». واضاف أن «هناك انسجاماً وعلاقات ثنائية مميزة ما بين الكويت ولبنان على كافة الأصعدة والمستويات على مستوى القيادة ومستوى البرلمان ومستوى الحكومات وما هذا اللقاء إلا تجسيد لقوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البرلمانين الكويتي واللبناني». وقال «نتمنى كل الخير للبنان البلد المعطاء وأن ينعم بالاستقرار والسلام، ونتمنى أن يتم تشكيل الحكومة في لبنان في أسرع وقت ممكن، وثقتنا كبيرة في حكمة القادة والمسؤولين». وقال «نتطلع أن يكون للتنسيق ما بين البرلمانين الكويتي واللبناني مع عدد كبير من البرلمانات العربية نتائج إيجابية، وأن نحقق الحد الأدنى من التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعوب العربية التي شرفنا لتمثيلها». واختتم الغانم تصريحه قائلا «أكرر شكري لكل الأشقاء في لبنان على حسن الوفادة وكرم الضيافة، وكما قلت أيضا في الأمس وفي كل مناسبة عندما نكون في لبنان نشعر بأننا ما زلنا في الكويت بين أهلنا وأشقائنا وأصدقائنا».«بيت الوسط» واختتم الغانم محادثاته الرسمية عند السادسة مساءً بزيارة الرئيس سعد الحريري في «بيت الوسط»، حيث كان لقاء شكّل امتداداً لمشاركتهما سوياً في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي اول من أمس وما ساده من ودّ متبادل عبّر عنه رئيس الحكومة بصريح العبارة بقوله متوجّهاً لرئيس مجلس الأمة: «لا أظن أن أحداً تحدث عن محبة الكويت للبنان والعلاقة التي بين الدولتين والشعبين كما تحدثت أنت، وأنا دائماً أقول: يا ليت اللبنانيين يحبون لبنان كما يحب الكويتيون لبنان، وكذلك الحال بالنسبة لكل الخليج، وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان دائماً داعماً للبنان في كل المراحل التي واجهنا فيها حروباً، وهو كان من أول مَن وقفوا معنا، وأنا أشكر وجودك هنا، وهو وجود غال جداً بالنسبة إلينا، وإن شاء الله نكمل المشوار معاً، وكلانا من الشباب». مجسم مجلس الأمة  هدية الغانم لعون قدّم الغانم للرئيس اللبناني هدية تذكارية عبارة عن مجسم لمبنى مجلس الامة «الكويتي من وطنه إلى وطنه ومن أهله إلى أهله»  دوّن الغانم في سجل التشريفات عبارة عبّر فيها عن سعادته باستقبال الرئيس اللبناني له. وكتب «نقلت المشاعر الحقيقية للشعب الكويتي، الذي يشعر ان قدم الى لبنان انه سافر من وطنه الى وطنه وأنه غادر أهله إلى أهله»، خاتماً بالقول «لكم من الكويت وأميرها كل محبة وتقدير واحترام». السفير القناعي أولم  على شرف الغانم أقام سفير دولة الكويت لدى بيروت عبدالعال القناعي الليلة قبل الماضية، مأدبة عشاء على شرف رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم والوفد البرلماني المرافق له الذي يقوم حاليا بزيارة إلى لبنان. وحضر المأدبة كل من النائبين محمد الدلال وخالد الشطي ومحافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد الهاشل، وأركان السفارة. تهنئة الكندري بتزكيته  رئيساً لـ «الأمناء العرب» كونا- أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم عن تهنئته الامين العام لمجلس الأمة علام الكندري، بمناسبة تزكيته رئيسا لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية، لفترة اربع سنوات مقبلة. وقال الغانم في تصريح صحافي مقتضب أمس«أهنئ الاخ علام الكندري بهذه التزكية، التي إن دلت على شيء فإنما تدل على ثقة البرلمانيين العرب بكفاءته وكفاءة الامانة العامة لمجلس الامة الكويتي، وكل منتسبيها»، متمنيا له التوفيق والنجاح في مهمته.

مشاركة :