تصاعد مناوشات الحروب التجارية الأميركية الصينية الأوروبية

  • 7/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس – حذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان أمس من أن الاتحاد الأوروبي سوف يرد بقوة إذا زادت الولايات المتحدة تعريفاتها الجمركية على واردات السيارات الأوروبية. وقال لإذاعة مونتي كارلو وقناة بي.أف.أم.تي.في “إذا قررت الولايات المتحدة غدا الأمور ذاتها كما فعلوا بالنسبة للصلب والألومنيوم، فيما يتعلق بالسيارات، فإن أوروبا سترد بنفس الطريقة”. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لا يؤيد حقيقة أن هناك مجموعة تسمى الاتحاد الأوروبي تتسم بالتضامن والعزم… تحركات ترامب في المجال التجاري تهدف لزعزعة استقرارها، لكن أوروبا لن تسمح بذلك”. وتشدد فرنسا على ضرورة بقاء الاتحاد الأوروبي متحدا في مواجهة التهديدات الحمائية التي يلوح بها ترامب. وقد أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها مستعدة للتفاوض حول خفض عام في ضرائب السيارات. 25 بالمئة ضريبة فرضتها سلسلة فنادق مودرن كلاسيك الصينية على النزلاء الأميركيين وكانت ميركل ترد بذلك على اقتراح أميركي تم تقديمه إلى شركات صناعة السيارات الألمانية، في حين من المفترض أن تكون المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة محصورة بالمفوضية الأوروبية. ويهدد ترامب بفرض ضريبة جمركية بنسبة 20 بالمئة على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي، لكن بعض المسؤولين الأميركيين عرضوا إلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة. ويفرض الاتحاد الأوروبي حاليا رسوما بنسبة 10 بالمئة على جميع واردات السيارات وبضمنها الأميركية، في حين تفرض الولايات المتحدة رسوما بنسبة 2.5 فقط. في هذه الأثناء صعدت الصين من موقفها تجاه التهديدات الأميركية بفرض جولة جديدة من الرسوم تشمل سلعا صينية تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار. جان ايف لو دريان: ترامب يعارض وجود مجموعة تسمى الاتحاد الأوروبي تتسم بالتضامن جان ايف لو دريان: ترامب يعارض وجود مجموعة تسمى الاتحاد الأوروبي تتسم بالتضامن وأكد نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين أن على الولايات المتحدة أن “تسحب المسدس” الذي تصوبه إلى رأس بلاده إذا أرادت أن تجري محادثات جديدة لاحتواء مخاطر الحرب التجارية. وقال وانغ شوين الذي يرأس الوفد الصيني في محادثات التقييم الدوري للسياسات التجارية للصين في منظمة التجارة العالمية الجارية في جنيف، إن الولايات المتحدة هي التي “بدأت الحرب” عبر فرض رسوم جمركية على مئات مليارات الدولارات من السلع الصينية. وأكد خلال مؤتمر صحافي أن “الصين والولايات المتحدة أجرتا محادثات طويلة ومعقمة وقد أحرزت تقدما ملحوظا، لكن طرفا تجاهل هذا التقدم، وهو الذي أشعل حربا تجارية”. وسئل عن شروط بكين للموافقة على بدء محادثات مع واشنطن فأجاب بالقول إنه “من أجل أن تتكلل محادثات بالنجاح، على أحد الطرفين أن يسحب المسدس المصوب إلى رأس الآخر”. وأضاف “ولتكون أي محادثات مفيدة، يجب التزام الكلمة. إذا لم يكف طرف ما عن تغيير موقفه طوال الوقت، لن يكون للمحادثات أي معنى”. وحتى الآن، تبادل البلدان فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على 34 مليار دولار من السلع. لكن الولايات المتحدة أعلنت هذا الأسبوع أنها سوف تفرض رسوما جديدة بنسبة 10 بالمئة على ما تصل قيمته إلى 200 مليار دولار من السلع الصينية اعتبارا من مطلع سبتمبر المقبل. وسارعت الصين إلى التحذير من أنها ستتخذ “إجراءات مضادة ضرورية” إذا نفذت واشنطن تهديدها. وأكد وانغ أن سلوك الرئيس دونالد ترامب “يتنافى ومصالح الشركات الأميركية والمستهلكين الأميركيين والعمال الأميركيين”. ويقول العديد من المحللين إن العقوبات الصينية المضادة يمكن أن تضع ترامب في مواجهة جبهة داخلية من المتضررين الأميركيين، حيث بدأت تتعالى من تأثير المواجهة التجارية على الكثير من القطاعات والمستهلكين الأميركيين. وقد أعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي الشهر الماضي أن مؤسسات أميركية كثيرة بدأت تشعر بوطأة المواجهات التجارية من خلال “زيادة الأسعار وتراجع أو تأجيل مشاريع الاستثمارات بسبب القلق المحيط بالسياسة التجارية”. ويجمع المحللون على أن الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تملك ترسانة ردع تجارية يمكن أن تدمر الاقتصاد العالمي إذا نشبت بينهما حرب تجارية مفتوحة، ولذلك لا تزال الحرب تقتصر على مناوشات محدودة، لكنها تنذر بالتفاقم. واتهم السفير الأميركي لدى منظمة التجارة العالمية دينيس شيا، الصين بأنها تستفيد من عضويتها في المنظمة لإلحاق الضرر بالدول الأخرى. وحذر شيا من انهيار المنظمة بسبب تصرفات بكين وإذا لم يؤخذ هذا الأمر في الاعتبار. ورد وانغ موضحا أن الصين منفتحة على إصلاح للمنظمة، لكنه وصف موقف شيا بأنه “يثير القلق”. وانغ شوين: نجاح المحادثات يحتم سحب أحد الطرفين المسدس المصوب للآخروانغ شوين: نجاح المحادثات يحتم سحب أحد الطرفين المسدس المصوب للآخر وقال إن “منظمة التجارة العالمية ليست مثالية. قد تكون ثمة نقاط تحتاج إلى تحسين، لكنني أعتقد أن من المبالغة القول إن المنظمة لا تملك القواعد القادرة على إدارة مشاكل الصين”. وأضاف “من الضروري تحسين القواعد. سترحب الصين بمناقشة ذلك مع جميع الأعضاء الآخرين” في المنظمة. في هذه الأثناء اتسعت تأثيرات الحرب التجارية لتصل إلى قطاع السياحة، حيث أعلن فندق في مدينة شينزن بجنوب الصين أنه يعتزم فرض رسوم إضافية بنسبة 25 بالمئة على النزلاء الأميركيين. وذكرت صحيفة غلوبال تايمز التابعة لصحيفة تشاينا ديلي الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم أن مجموعة فنادق مودرن كلاسيك نشرت إخطارا في فنادقها تبلغ فيه النزلاء الأميركيين بفرض الرسوم الإضافية عليهم. وقال متحدث باسم الفندق للصحيفة “نشرنا الإخطار يوم الجمعة (أمس). غضب مديرنا بشدة بسبب الرسوم الجمركية التي تعتزم أميركا فرضها على الصين لذلك قررنا مساندة بلدنا والتعبير عن دعمنا”. وقال من ردوا على أرقام الهاتف المنشورة على موقع الفندق الإلكتروني أمس إنه ليس لديهم علم بشأن هذه السياسة الجديدة. ولم تظهر مؤشرات عامة تذكر حتى الآن على وجود نشاط معاد للولايات المتحدة في الصين مع تنامي النزاع التجاري، الذي بدأه الرئيس ترامب. لكن هناك بعض المؤشرات على أن المواطنين الصينيين يتعاملون مع الأمر بأنفسهم بعيدا عن الإجراءات الحكومية . وكشفت صورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي لافتة في أحد المطاعم بإقليم هونان الصيني تشير إلى أن هناك رسوما جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على رواد المطعم الأميركيين.

مشاركة :