المملكة تزخر بإرث تاريخي عريق يميزها عن بقية دول المنطقة كشفت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار عن أن مملكة البحرين سوف تتقدم بملف لترشيح مدافن عالي للإدراج على لائحة التراث الإنساني العالمي، وذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي في دورته الثالثة والأربعين المقرر عقده في جمهورية أذربيجان العام المقبل، لافتة إلى أن الملف جاهز، إذ إننا نتطلع إلى أن يكون للمملكة موقع ثالث مدرج على قائمة اليونسكو بعد قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ، بما يعكس ما تملكه البحرين في إرث حضاري وتاريخي عريق. ونوهت في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» بنجاح مملكة البحرين في استضافة اجتماع لجنة التراث العالمي في دروته الثانية والأربعين بمشاركة مسؤولين وخبراء معنيين بحماية التراث الإنساني الثقافي والطبيعي من أكثر من 139 دولة، مؤكدة أن هذا النجاح يدعو للفخر لكل البحرين، لافتة إلى أن المؤتمر أتاح للعاملين في الهيئة الفرصة للتعرف على أهمية المحافظة على مواقع التراث في العالم. وأضافت أن الاجتماع أتاح المجال للتعرف على المعايير المطلوبة لترشيح أي موقع للإدراج على لائحة التراث العالمي، من ناحية آليات الترشيح وكيفية إدارة الملفات المرشحة، بالإضافة إلى أهمية المحافظة على المواقع التي تم إدراجها كمواقع تراث عالمي، وهو ما يقع في مسؤولية كل دولة لديها مواقع تراثية عالمية، إذ يتطلب الأمر توفير إدارات معنية بحماية هذه المواقع والمحافظة عليها. وأشارت إلى أن مملكة البحرين حققت العديد من المكاسب من استضافة هذا الحدث العالمي، لأن وجود أكثر من 2000 شخص يحضرون هذا الاجتماع ويشاركون في فعالياته أتاح لنا الفرصة لإطلاعهم على ما تزخر به مملكة البحرين من إرث حضاري وإنساني عريق، حيث قاموا بزيارة المواقع الأثرية والتاريخية في المملكة وتعرفوا على أهل البحرين وحضارتهم من خلال البرامج التي تم إعدادها من أجل تشجيع تبادل الثقافات والمعارف باعتبارها من أهم أهداف هذه الاستضافة. وأشارت إلى أن المشاركين في الاجتماع زاروا مدافن عالي، ولكن المملكة فضلت عدم تقديم ملف ترشيح هذا المَعلم خلال استضافة البحرين لاجتماع لجنة التراث العالمي حتى نرفع الحرج عن أعضاء اللجنة المكونة من 21 دولة من بينها المملكة. وتطرقت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إلى أهمية السياحة الثقافية في تحقيق التنمية المستدامة وتأكيد هوية البلد من خلال مواقعها التاريخية وإرثها الإنساني التاريخي الذي تحمله كل دولة، ومملكة البحرين تزخر بإرث تاريخي مهم يميزها عن بقية دول المنطقة من ناحية العمارة والأساطير والتراث بفضل الحضارات المختلفة التي مرت على أرض البحرين، لافتة إلى أنه من المهم الترويج لهذا الإرث العريق. وكشفت مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار عن أنه تم اختيار شعار اجتماع لجنة التراث العالمي الذي أقيم في البحرين وكان مستوحى من ختم دلموني قديم يحتوي على «غزالة»، وأصبح هذا الشعار هو رمز فني حداثي بكل المعايير، أي أن التاريخ والحضارة القديمة مازالت تمد جسورا مع ما نراه اليوم من خلال هذا الشعار، الذي يسهم في الترويج للبحرين من خلال وضعه كل مطبوعات لجنة التراث العالمي خلال الدورة الحالية لها. الجدير بالذكر أن اجتماع لجنة التراث العالمي في البحرين خلال الفترة من 24 يونيو إلى 4 يوليو الجاري قد شهد حضور ممثلين عن 139 دولة وأكثر من 2000 خبير في مجال التراث الثقافي والطبيعي من العالم، حيث نظرت اللجنة في إمكانية إدراج 28 موقعًا على قائمة التراث العالمي كما نظرت في حالة حفظ 157 موقعًا مسجلاً على القائمة. أما المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي قبل اجتماع لجنة التراث في البحرين فكانت 1073 موقعًا، يضاف إليها 19 موقعًا تمّ إدراجها خلال اجتماعات الدورة الحالية، فيصبح العدد الإجمالي لمواقع التراث العالمي 1092 موقعًا موجودة في 167 دولة حول العالم. ومن الجدير ذكره أن مملكة البحرين، وبعد نجاحها في نيل عضوية لجنة التراث العالمي خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م، فازت برئاسة اللجنة التي أقرت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة لها لسنة 2018م. وكانت المملكة قد فازت برئاسة لجنة التراث العالمي عام 2011م، حيث ترأستها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة آنذاك. وجاء اجتماع لجنة التراث العالمي بتزامن مع برنامج حافل تعده هيئة الثقافة للاحتفاء بمدينة المحرّق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018م، حيث قدمت خلاله نشاطًا متنوعًا ما بين عروض عالمية، ومواسم ثقافية متجددة، ومعارض فنية وتشكيلية من حول العالم وغيرها الكثير. وعلى هامش أعمال اجتماع لجنة التراث العالمي، استضافت البحرين منتديين عالميين هما منتدى الخبراء الشباب في مجال التراث العالمي ومنتدى مديري مواقع التراث العالمي 2018م، حيث شكل المنتديان فرصة عالمية لتبادل الخبرات بين جميع المتخصصين. كما يذكر أن اتفاقية 1972 أخذت موافقة الجمعية العامة من اليونسكو في سنة 1972 وبدأ تطبيقها في سنة 1976م بإدراج مواقع مشهورة عالميًا على قائمة التراث العالمي، وكان هذا بداية مشوار طويل، حيث وافقت كل الدول في العالم وتمّ توقيع هذه الاتفاقية، ويبلغ عدد الدول حاليًا 193 دولة وهذا يعني معظم الدول في العالم.
مشاركة :