قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن هناك طائفة من الأولياء الصالحين يطلعون على أسرار العباد، موضحا أنه ينظر إليك فقط فيكشف ما فى نفسك ويعرف الخبايا كلها من أولها لآخرها.وأضاف "جمعة" عبر صفحته على "فيسبوك"، أن هذا النوع من الأولياء لابد له من أن يَتَخَلَّقَ بأخلاقِ الرحمة، فإن هذا الوَلِىّ عليه مسئولية كبيرة جدًا لأنه لابد وأن يكن صبورا، تشتمه أم لا تشتمه فيقابلك ويحنو عليك ولا يهتم.وأوضح : أن الذي قد كُشِفَ له أسرار العباد ولم يتخلق بالرحمة الإلهية كَانَ اطِّلاَعُهُ فِتْنَةً عَلَيْهِ فهى مصيبة وَسَببًا لِجَرِّ الْوَبَالِ إِلَيْهِ إذًا الكشف هنا هل هو نعمة أم نقمة؟ في هذه الحالة التى هو فيها لم يتخلق يكون الكشف نقمة، فأولياء الله إذا حدث لهم الكشف بكوا. يبكون ويتحدثون مع الله: ما شأنى إنك قد عرفتنى حال هذا وحال هذا، لماذا؟! وما دخلى أنا؟! .. هل تريد أن تفتننى؟! ويبكى ولا يفرح ويمشى مع الناس ويقول لهم هذا.وتابع: أما من يقابل إنسانًا فيقول له: أنا أعرف فيما تفكر. إن الذي يقوم بفعل هذا اتركوه، فهو مصاب فى عقله، لكن المتحقق حين يحدث له هذا يبكى.وأكمل: أهل الله يقولون: إن هذا مثل الموقف الذي يحدث عندما تفتح النافذة وإذ بك ترى بنت الجيران أمامك وعورتها مكشوفة .. ماذا يفعل التقى؟ وماذا يفعل الفاجر؟ الفاجر يقوم بالتصفير ويحرك عينه يمنة ويسرة على هذه البنت التى ظهرت عورتها، أما التقى فيذهب بوجهه في الناحية الأخرى على الفور ويقول لا إله إلا الله يا رب استر. ويعاملها معاملة أخته أو أمه ويعتبر هذه النظرة أنها نظرة عابرة فيسترها. هذا هو التقى الذي يقوم بغلق النافذة وتغيير اتجاه وجهه ويغض بصره وتكون عابرة وانتهت.ونبه على أن الكشف ليس شيئًا جميلا ولكنه مسئولية، فإذا كُشِفَ لك شيء ابكِ وقل له: لا، لا أريد أن أشتغل بالعباد. وإذا قَدَّر عليك أن تشتغل بالعباد مثل الطبيب الذي يقوم بكشف عورة المريض وخاصة إذا كان طبيب نساء وولادة .. فعليه أن يتقى الله ويستر ولا يفجر، حيثما أقامك الله اعمل لأنك تخفف الآلام ولأنك تحافظ على الحياة وتعمر الأرض لكن اتق الله.
مشاركة :