نهائي مونديال روسيا: كرواتيا، بلد صغير.. طموح كبير

  • 7/14/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كتب منتخب كرواتيا لكرة القدم صفحة مجيدة في تاريخ هذا البلد الصغير الواقع في جنوب شرق أوروبا، والذي يبلغ عدد سكانه نحو أربعة ملايين نسمة، بعدما تأهل إلى نهائي كأس العالم (2018) للمرة الأولى، حيث سيواجه فرنسا الأحد المقبل على ملعب "لوجنيكي" بموسكو. فماذا نعلم عن كرواتيا ولاعبيها؟ وماهي طموحاتها وحظوظها أمام "الديوك"؟ وصف مدرب المنتخب الكرواتي لكرة القدم زلاتكو داليتش تأهل فريقه إلى نهائي مونديال روسيا إثر فوزه الأربعاء على إنكلترا، بأنه "معجزة"، نظرا لصغر حجم بلاده وقلة الإمكانات والمنشآت الرياضية التي يتمتع بها. ونظرا كذلك لنشأته الحديثة ومساره المتواضع في المحافل الدولية، سواء الرياضية أم السياسية. وكتب زملاء القائد لوكا مودريتش صفحة جديدة ومجيدة في تاريخ هذا البلد الواقع جنوب شرق أوروبا والذي يبلغ عدد سكانه نحو أربعة ملايين شخص يعيشون على مساحة 56 ألف كلم مربع. ولم يظهر إلى الوجود سوى في عام 1991 عندما تفجر اتحاد الجمهوريات الشعبية التي كانت تشكل ما يسمى منذ عام 1945 بيوغوسلافيا، والذي كان يضم ست دول هي صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك، الجبل الأسود ومقدونيا. لا يعلمون عن كرواتيا سوى القليل... وأعلنت الإدارة الجديدة المجتمعة في العاصمة زغرب استقلال البلاد في حزيران/يونيو 1991 ليعترف بها دوليا ورسميا في يناير/كانون الثاني 1992. وخاض المنتخب القومي أول مباراة دولية له في منافسة رسمية في أيلول/سبتمبر 1996 أمام إستونيا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية. إيفان بيريزيتش كان يحلم (في عام 1998) بتسجيل هدف لمنتخب بلاده كرواتيا في كأس العالم... 🇭🇷🆚🏴󠁧󠁢󠁥󠁮󠁧󠁿✅ Talk about your dreams coming true, #ManoftheMatch Ivan Perišić!#FlamingPride#Croatia#CROENG#WorldCup#Vatreni🔥 pic.twitter.com/9nJ0MDfA2v  HNS | CFF (@HNS_CFF) 12 juillet 2018 وهو الآن يستعد لخوض نهائي كأس العالم للمرة الأولى، حيث سيواجه المنتخب الفرنسي الأحد المقبل على ملعب "لوجنيكي" في العاصمة الروسية، بعد عشرين عاما من بلوغه نصف نهائي المونديال بفرنسا وخروجه على يد فريق البلد المضيف 1-2. فلا شك أن عشاق كرة القدم يعرفون الكثير عن تاريخ "الديوك" ونجومهم، من ريمون كوبا في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، إلى زين الدين زيدان في التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، مرورا بميشال بلاتيني في الثمانينيات. ولكنهم لا يعلمون عن كرواتيا سوى القليل. مداخلة وديع فيعاني بشأن مباراة فرنسا-كرواتيا معركة الأجيال فقد شهد منتخب "الناريون"، الذي يلقب أيضا بفريق "المربعات" نسبة لقميصه المزين بمربعات حمراء وبيضاء تشبه رقعة الشطرنج، ميلاد جيل ذهبي في السنوات الأولى من تأسيسه كان نجومه مهاجم ريال مدريد (آنذاك) دافور شوكر، وهو الرئيس الحالي للاتحاد المحلي للعبة، ولاعب وسط ميلان الإيطالي زفونيمير بوبان، فضلا عن مدافع إيفرتون سلايفن بيليتش. وظهر هذا الجيل بوجه قوي في مونديال 1998 حيث ودع البطولة وداع الأبطال بعدما اكتسح ألمانيا في ربع النهائي 3-صفر، واقترب من إزاحة فرنسا في الدور الموالي، وانتزع المركز الثالث من المنتخب الهولندي القوي. وأما الجيل الذهبي الثاني، فقد نجح حيث أخفق سابقه، وتمكن مودريتش وماريو ماندزوكيتش وإيفان بيريزيتش من فك العقدة وانتزاع تأشيرة الدور النهائي بعد فوزهم على إنكلترا. وهذا ما وصفه المدرب زلاتكو داليتش بأنه "معجزة". ماريو ماندزوكيتش يوقع هدف فوز كرواتيا على إنكلترا في نصف النهائي© أ ف ب أعطوني فرصة تدريب ريال مدريد أو برشلونة... إنها معجزة بلد صغير لديه طموح كبير. والمعجزة هي أيضا قصة هذا المدرب المجهول، والذي لم يصنع لنفسه تاريخا في ريال مدريد أو برشلونة، ولا في مانشستر يونايتد أو بايرن ميونيخ، وإنما في الخليج. نعم، في الخليج، وبالتحديد في نادي الهلال السعودي، حيث فاز بالدوري والكأس في 2013، ثم في نادي العين الإماراتي حيث فاز أيضا بالدوري والكأس في 2014 وخاض معه نهائي دوري أبطال آسيا في 2016. وإذ يتحدث بتواضع رجل يعرف قيمة العمل والمثابرة، يقول داليتش: "لقد بدأت في أسفل السلم، ولم يُقدم لي أي شيء.. ذهبت إلى الخارج للعثور على وظيفة، ففي أوروبا لا يحظى المدرب الكرواتي بالاحترام، لكن عادة ما أقول أعطوني فرصة تدريب ريال مدريد أو برشلونة، وسأفوز بالألقاب.. فقد صنعت لنفسي اسما، وعندما احتاجني المنتخب الوطني لم أشكك، حظيت بالثقة بعملي وبلاعبي فريقي". والمعجزة أن "كرواتيا الصغيرة تأهلت للمباراة النهائية!"، كما قال صاحب هدف التعادل أمام إنكلترا، مهاجم إنتر ميلان إيفان بيريزيتش. وأضاف: "لم يتوقع أحد قبل انطلاق كأس العالم أننا سنصل إلى هذه المرحلة، ولكننا آمنا بأنفسنا.. فنجاحنا ثلاث مرات بقلب تأخرنا إلى انتصار (أمام الدانمارك في ثمن النهائي وروسيا في ربع النهائي ثم إنكلترا في نصف النهائي)، يُظهر روح الفريق. وهذه هي الميزة الأصيلة التي يتحلى بها هذا الجيل من اللاعبين". وختم قائلا: "حلمنا بات قريبا". ويشكل جيل 1998 حافزا لجيل 2018، إذ شدد المدافع ديجان لوفرين على أن جيله "أثبت أنه أقوى من سابقه"، مشيرا إلى أن الفرصة سانحة "لكتابة صفحة فريدة" من نوعها في تاريخ كرة القدم الكرواتية. قائد منتخب كرواتيا لوكا مودريتش© أ ف ب لوكا مودريتش: جائزة الكرة الذهبية أم زنزانة السجن؟ ومن شأن هذه الصفحة التي يحلم مدافع ليفربول بكتابتها مع زملائه في المنتخب أن تفتح باب التتويج الشخصي لرمز جيل 2018، لوكا مودريتش. فمن غير المستبعد في حال فاز الكرواتيون بكأس العالم أن يترشح صانع ألعاب نادي ريال مدريد بقوة لجائزة الكرة الذهبية، ليصبح أول لاعب يحرز الجائزة التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" بعد حقبة ميسي-رونالدو المستمرة منذ 2008. وفاز مودريتش بدوري أبطال أوروبا مع فريقه ثلاث مرات على التوالي، أربع مرات في المجموع (مع تتويجه في 2014). ودافع داليتش عن قائده قائلا: "لن يكون أحد أكثر سعادة مني إذا فاز لوكا بالكرة الذهبية. لقد فاز بكل شيء مع ناديه، ولكن هناك هذه الخزانة الفارغة لناحية الألقاب مع منتخب بلاده. هو في ذروة مسيرته، وأنا متأكد من أنه يستحق الفوز بالكرة الذهبية". ولكن حملة بحث كرواتيا عن المجد تعكر صفوها قضية فساد تلوح في الأفق، وتطال قائد المنتخب: لوكا مودريتش. وقد وجه له القضاء الكرواتي في آذار/مارس الماضي تهمة شهادة الزور بعد أن كذب في محاكمة وكيل أعماله ورئيس نادي دينامو زغرب السابق زدرافكو ماميتش، المدان بالتهرب الضريبي والتربح غير المشروع في صفقات انتقال لاعبين بينها انتقال مودريتش من دينامو زغرب إلى توتنهام الإنكليزي في 2008. ويواجه قائد منتخب كرواتيا عقوبة السجن تصل لخمس سنوات، بانتظار الحكم الذي سيصدر في أيلول/سبتمبر المقبل. أما وكيل أعماله السابق، فقد حكم عليه بالسجن ست سنوات في حزيران/يونيو الماضي، لكنه فر إلى البوسنة والهرسك... علاوة مزياني نشرت في : 14/07/2018

مشاركة :