القاهرة – القبس| أعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس، توصل البعثة الاستكشافية الأثرية المصرية – الألمانية لكشف أثري جديد في منطقة جبانة سقارة، يحتوي على مبنى كامل للتحنيط، والدفن على عمق 30 متراً تحت سطح الأرض. وقال أمين عام الهيئة العامة للآثار الدكتور مصطفى وزيري، في مؤتمر صحافي عالمي عقد، أمس، في مقر موقع الاكتشاف الجديد: إن الخبيئة تضم توابيت حجرية، وأواني كانوبية تحتوي على تركيبة من الزيوت التي كانت تستخدم في التحنيط، وأن هناك فريق عمل كيميائيا يقوم بالبحث في الأواني المكتشفة لاكتشاف سر التحنيط، ومكونات الزيوت المكتشفة. وأكد رئيس البعثة الاستكشافية: أن الكشف الأثري الجديد يعتبر كنزا كبيرا، يضم مبنى كاملا للتحنيط والدفن، ومحتويات جديدة ترجع إلى القرنين الخامس والسابع قبل الميلاد، كما أنه يكشف عن الأبعاد الاقتصادية في الحضارة المصرية القديمة، والذي تضمن أقنعة مطعمة من الذهب والفضة، وأن هناك تكنيكا جديدا غريبا عن الحضارة المصرية، وهو خلط الذهب بالفضة في الأقنعة، التي كانت تستخدم في الحضارة اليونانية القديمة. وأكد وزير الآثار الدكتور خالد العناني أن الكشف به مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين «٤٠٤-٦٦٤»، كما عثرت البعثة على قناع مومياء مذهب ومطعم بأحجار نصف كريمة كان يغطي وجه إحدى المومياوات الموجودة بإحدى حجرات الدفن الملحقة، إضافة إلى ثلاث مومياوات ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الكالسيت وعدد من الأوشابتي. من جانبه، قال رئيس البعثة والأستاذ والباحث في الآثار المصرية بجامعة توبنغن، رمضان بدري حسين، إنه يبدو من القراءات المبدئية للكتابات المتهالكة على القناع المكتشف في جبانة سقارة أنه يخص كاهناً من العصر الصاوي بالأسرة الـ26، ومن بين ألقابه الكاهن الثاني للإلهة موت، وكاهن الإلهة نيوت شا إس، وهي إلهة على هيئة ثعبان وذات صلة عقائدية بالإلهة موت، مضيفا، أنه يوجد على القناع طبقة من الاتساخات والتكلسات، وبعد الفحص المبدئي تبين أنه مصنوع من الفضة المغطاة بطبقة من الذهب، وعيونه مطعمة بحجر أسود «ربما عقيق أسود»، ورخام مصري، وأوبسيديان (زجاج بركاني) وتبلغ مقاساته حوالي 23 في 18.5 سم، ووزنه قبل تنظيف العوالق 267.96 غراما، وتعكف البعثة الآن على إعداد مشروع بحثي وترميمي للقناع.
مشاركة :