سياحة "نهاية الأسبوع" باب مصر للاستمتاع بسحر الأهرامات وأبوالهول

  • 7/15/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سيكون السياح القادمون من أوروبا ومن الدول العربية على موعد مع الاستمتاع بأشهر المناطق التاريخية في القاهرة، وذلك بعد افتتاح المتحف المصري الكبير بفنادقه المتناثرة في رحاب أهرامات الجيزة وحارسها أبوالهول، ليكون ملاذا لعشاق التاريخ والسفر والاستمتاع بجمال الطبيعة، ما يساهم في إنعاش السياحة القاهرة – تستعد مصر لإضفاء نوع جديد من السياحة مع تسريع وتيرة العمل في المتحف المصري الكبير الملاصق لأهرامات الجيزة الثلاثة، بداية العام المقبل. وأظهرت الحكومة اهتماما بالاستفادة من التجربة السياحية الشهيرة في أوروبا، ويطلق عليها سياحة “نهاية الأسبوع”، ومنحت الدول التي تهتم بها قدرا كبيرا من العافية السياحية، وما يترتب عليها من مردود مادي وفير. يعتمد هذا النوع من الترويج على فكرة الإجازات القصيرة المعروفة على نطاق واسع في أوروبا، بحكم قرب البلدان من بعضها البعض وسهولة الانتقالات والروابط الاجتماعية. تمثل السياحة القصيرة تحديا جديدا لمصر التي تسعى إلى إنعاش سياحتها بعد أن تضررت كثيرا بسبب الظروف الأمنية الصعبة ووقف بعض الدول رحلاتها إلى مصر. ويتطلب الأمر خطوات جادة لتسهيل التنقلات والإقامة، توفيرا للوقت، لأن السائح يحتاج إلى الإلمام بالمعالم السياحية التي يقصدها خلال فترة وجيزة. تمتاز منطقة الجيزة التاريخية والساحرة، التي تحتوي على الأهرامات وأبوالهول والمتحف المصري الكبير، بسهولة الوصول إليها من الخارج بعد الانتهاء من بناء مطار غرب القاهرة في مدينة 6 أكتوبر القريبة من منطقة الأهرامات. ويقع المتحف في حضن أهرامات الجيزة، ويعانق تمثال رمسيس الثاني، وهو أكبر تمثال تم نقله إلى بهو المتحف ليكون في مواجهة الأهرامات الثلاثة “خوفو وخفرع ومنقرع”، ومن خلال الحائط الزجاجي العملاق للمتحف الذي يبلغ ارتفاعه نحو 28 مترا يتمكن الزائرون من مشاهدة منظر خلاب. المتحف يفتح أبوابه على ثروة من القطع الفنيةالمتحف يفتح أبوابه على ثروة من القطع الفنية وظلت هذه المنطقة محل جذب للسياح، غير أنها تأثرت بالكثير من المتغيرات الأمنية والسياسية، ولم تعد كما كانت مكانا جاذبا. وحاولت الحكومة لفت الأنظار إليها مرة أخرى من خلال استضافة نجوم عالميين لمدة أيام قليلة. وبدأت الخطوة تحظى باهتمام جديد، ما جعل التفكير في رحلات نهاية الأسبوع مسألة مهمة ويمكن تنفيذها. تعتمد سياحة نهاية الأسبوع على جذب السياح من الدول التي تبعد عن المقصد السياحي نحو ساعتين أو ثلاث ساعات جوّا، لذلك فالتركيز سيكون منصبا على الدول العربية القريبة ودول جنوب أوروبا. وقال خالد العناني وزير الآثار لـ“العرب” إن مصر تستهدف من تطوير منطقة المتحف المصري الكبير جذب السياح من الدول العربية وأوروبا أساسا. وأضاف أن “المنطقة يتم إعدادها بالكامل للاستفادة من جمال عجائب الدنيا الموجودة فيها، وجعلها من أكثر أماكن الجذب في العالم، لأنها ثروة ويجب جعلها منارة سياحية عملاقة”. ويشمل المتحف الذي يقع على مساحة نصف مليون متر، فندقا مشيدا على الطراز الفرعوني، وكأن النزلاء حلوا ضيوفا على قصر أحد الملوك العظام، ما يمكنهم من الاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس من خلف الأهرامات، وغروبها خلف تمثال رمسيس الثاني، فضلا عن الاستمتاع بتلك اللحظات من خلال مطعم صمم خصيصا ليمكن السياح من الاستمتاع بتلك اللحظات، مع تعامد الشمس على الأهرامات في الصباح أو مع الأضواء الجذابة في الليل. جولات في قلب التاريخ الفرعونيجولات في قلب التاريخ الفرعوني يضم المتحف نحو 8 مطاعم عالمية وقاعة للمؤتمرات الدولية تتّسع لنحو ألف مشارك، لجذب سياحة المؤتمرات أيضا إلى تلك المنطقة التي تتاخم طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، والطريق الدائري الذي يمكن من يندلف إليه تجنب زحام المدن، ما يعني أنها ستكون جذابة للمواطنين من أجل ارتيادها والتمتع بمزاياها. سيتمكن السائح من خلال 50 ألف قطعة أثرية ستعرض في المتحف من البحث عن أسرار الفراعنة التي ما زالت محل غموض وتدهش الكثيرين، بخلاف 50 ألف قطعة أخرى في مخازن المتحف، من الممكن عرضها بعد تجهيز المكان المناسب لها. وبالنسبة إلى السائح الذي يريد أن يؤدي زيارة سريعة لمنطقة الأهرامات هناك فرصة للاستمتاع بالجلوس في حضرة أبوالهول، الذي يوصف بأنه حارس الأهرامات العملاق، مع تنظيم حفلات شواء ليلا على أضواء الطبيعة الخلابة التي تسحر روادها بمنظر يجمع الطبيعة والتاريخ العريق. وتكتمل متعة الجلوس حول النار التي استخدم فيها بدو الصحراء الفحم وقودا لها، مع تطاير شظاياها ليلا كأنها فراشات، وأحاديث السكان البسطاء الممتعة، وسرد حكاياتهم الأسطورية عن الطبيعة والصحراء، وأغانيهم وأشعارهم التي تعبر عن صفاء نفس أثقلتها التجارب. وبرأي بعض الخبراء، تساهم سياحة نهاية الأسبوع في عودة البريق مجددا للسياحة الثقافية في منطقة القاهرة التاريخية، حيث توجد قلعة صلاح الدين الأيوبي الشامخة أمام جبل المقطم، وشيدت عام 1165 ميلاديا، وكانت مقرا لحكم البلاد، ويساعد قربها من الأهرامات في الترويج لها، فبإمكان السياح الذهاب إليها في زيارة سريعة ورؤية الآثار الإسلامية أيضا. هدايا للذكرى في شكل مجسمات عن الحضارة الفرعونية هدايا للذكرى في شكل مجسمات عن الحضارة الفرعونية تفتح السياحة القصيرة رواجا جديدا لمناطق وشوارع القاهرة الفاطمية بمنطقة خان الخليلي، حيث التحف المعمارية والحرف التراثية والمنتجات التي يتم تصميمها بفنون مستوحاة من مختلف العصور التي حكمت مصر، وتركت بصماتها الفنية على المنتجات المصنعة يدويا في شوارع القاهرة التاريخية، وكانت قبلة جميع الأفواج السياحية وقت نشاط القطاع الذي يئن بسبب حالة الركود حاليا. ويفكر خبراء سياحة في مصر في ألا تقتصر سياحة نهاية الأسبوع على ذلك فحسب، إذ يمكن أن تفتح أفقا سياحيا جديدا لإحياء سياحة السفاري في منطقة الواحات البحرية، وتبعد نحو 150 كيلومترا عن تلك المنطقة وتمكن السياح من التمتع بالصحراء البيضاء ومشاهدة بعض الحيوانات الصحراوية النادرة والتغيرات الجيولوجية. ويصف رواد سياحة الصحراء البيضاء بأنها من أهم المقاصد لراغبي الهدوء والتأمل، ويتم عمل رحلات تخييم للمبيت ليلا والسهر على أضواء تلاحم القمر مع الصخور البيضاء التي نحتتها الطبيعة على مدى قرون وجعلت منها أشكالا تسحر بجمالها من يشاهدها. ترجع روعتها إلى أنها تعد متحفا طبيعيا يعكس إبداع الطبيعة، وكانت أحد روافد النيل قبل الملايين من السنين ثم جفت تلك المنابع وظلت صخور المنطقة عرضة للنحت بفعل الرياح المحملة بالرمال.

مشاركة :