بغداد – الوكالات: وضع العراق قوات الامن في حالة تأهب قصوى امس السبت مع استمرار احتجاجات على ضعف الخدمات الحكومية والفساد في محافظات بالجنوب. وأصدر حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة هذا الامر الليلة قبل الماضية في توجيه عسكري. وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي اجتماعا طارئا، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، إذ اتهم من وصفهم بـ«المندسين» بافتعال أعمال العنف. وأعرب المجلس عن وقوفه «مع حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين»، مشيرًا إلى أن الحكومة «تبذل أقصى الجهود لتوفير الخدمات للمواطنين». وأكد المجلس أن السلطات العراقية «ستتخذ كل الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون»، مضيفا أن «الإساءة للقوات الأمنية تعد إساءة بحق البلد وسيادته». وقالت مصادر بالمخابرات العسكرية ووزارة الدفاع العراقية إن قوات الأمن في حالة تأهب للتعامل مع الاحتجاجات في محافظات بالجنوب. وقالت مصادر أمنية ان السلطات أرسلت بالفعل تعزيزات من وحدة مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة من الجيش للمساعدة في حماية الحقول النفطية في محافظة البصرة، حيث تجمع متظاهرون لليوم السادس على التوالي. وجاء أمر العبادي في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات المتزايدة والتي امتدت يوم الجمعة من البصرة حيث أغلق السكان ميناء أم قصر إلى مدن العمارة والناصرية والنجف. واقتحم مئات المحتجين المطار يوم الجمعة وأوقفوا حركة الملاحة الجوية في مدينة النجف. وسارعت وزارة النقل العراقية إلى تحويل الطائرات من مطار النجف إلى بغداد وباشرت بنقل المسافرين برا. وقالت قناة العراقية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة ان الرحلات الجوية استؤنفت في المطار بعد انسحاب متظاهرين. وعبر المرجع الأعلى للشيعة في العراق اية الله علي السيستاني عن تضامنه مع المحتجين وقال انهم يواجهون النقص الحاد في الخدمات العامة مثل الكهرباء وسط درجات حرارة خانقة. ويندر تدخل السيستاني في السياسة، لكن له تأثيرا كبيرا على الرأي العام. وقالت مصادر أمنية محلية ان عشرات المحتجين تظاهروا امس السبت في معبر صفوان الحدودي مع الكويت وفي مدخل حقل مجنون النفطي وهو أحد أكبر الحقول في البلاد ويقع على بعد 40 كيلومترا شمالي البصرة لكنهم أشاروا إلى أن المحتجين لم يدخلوا المنشأة. واحتشد محتجون في عدد من حقول النفط الكبرى في البصرة في الأيام الماضية. وأفاد مراسل «سكاي نيوز عربية» بأن القوات العراقية أعلنت حظر التجول في محافظة البصرة، في وقت تستمر الاحتجاجات الغاضبة بسبب سوء الأوضاع المعيشية جنوبي البلاد. وذكر مراسلنا أن متظاهرين أحرقوا مقرات تابعة لمليشيا بدر في منطقة الطويسة وسط البصرة، مضيفا أن آخرين اقتحموا مبنى محافظة كربلاء. وكانت قوات مكافحة الشغب العراقية قد أطلقت، امس، الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين حاولوا اقتحام مقر مليشيا عصائب أهل الحق في محافظة النجف. ويوم الجمعة، أطلق عناصر من مليشيا «عصائب أهل الحق» النار على المتظاهرين في شوارع المدينة.
مشاركة :