أحرق متظاهرون أمس مقرات تابعة لميليشيات «الحشد الشعبي» في النجف، بجانب اقتحام مقر لفصيل «بدر» في البصرة، بالتزامن مع فرض حظر التجوال بالمحافظتين.وجاب آلاف الأشخاص شوارع عدة محافظات جنوب العراق؛ احتجاجا على تحكم النظام الإيراني وامتداده بالبلاد؛ ما أدى لسوء الخدمات العامة، ونقص الطاقة الكهربائية، وقلة فرص العمل، يأتي ذلك مع ترديدهم شعارات مناهضة لطهران.نفوذ إيرانوتشهد محافظات البصرة وذي قار والنجف وبابل وكربلاء وميسان والديوانية، ذات الغالبية الشيعية، احتجاجات عارمة ضد حكومة بغداد، تطالبها بالابتعاد عن نظام إيران والتخلي عنها إضافة إلى رفعها مطالب تتعلق بالوضع المعيشي والاقتصادي، ووصل الأمر بالمتظاهرين للسيطرة على مطار النجف وحرق مقار تابعة لميليشيات «الحشد الشعبي» الطائفية المدعومة من حرس إيران.وحاول مئات المحتجين في محافظة ذي قار، اقتحام منزل المحافظ يحيى الناصري، منددين بالنفوذ الإيراني في العراق، بحسب وكالة «الأناضول».مخربو المطاربدورهم، اقتحم متظاهرون مجلس المحافظة ومطار النجف لتتوقف حركة الطيران الجمعة، في حين أكدت إدارة المطار، في وقت لاحق، الاستعداد لاستقبال الطائرات، فيما أشارت إلى أنها سلمت الجهات المعنية صور المخربين في المطار.إلى ذلك، اقتحم آخرون مقر حزب الدعوة، وأطلق حرس المقر النار على المحتجين، وأعلنت شرطة النجف حظر التجول في المحافظة، وكشفت أن بعض المتظاهرين حاولوا اقتحام المديرية.وتأتي الاحتجاجات بعد إيقاف تزويد إيران الحكومة العراقية بأكثر من ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية لتراكم الديون على بغداد، وهو ما زاد من ساعات قطع الكهرباء في المحافظات الجنوبية، وسط موجة حر تضرب البلاد.ضرر طهرانونقلت الأناضول عن أحد المتظاهرين قوله: الشعب العراقي فعلا لا يريد إيران ولا الأحزاب السياسية الداعمة لها، النظام في طهران بات يلحق بنا الضرر.وفي السياق ذاته، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر إحراق المتظاهرين لمقرات ميليشيا «حزب الله» العراق في النجف بالتزامن مع هروب ممثلي ميليشيا «الحرس الثوري» الإيراني منها، كما اقتحم آخرون أحد مقار «بدر» الذي يتزعمه هادي العامري مؤسس ميليشيات «الحشد الشعبي» الطائفية، ومزقوا أعلام التجمع وحرق صور وشعارات للفصائل الإيرانية، وهو ما شهدته مقار ذات الفصائل في منطقة الطويسة وسط البصرة.غضبة النجفوكانت قوات مكافحة الشغب العراقية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين حاولوا اقتحام مقر ميليشيا «عصائب أهل الحق» في النجف.ولفت ناشطون إلى أن مطار بغداد شهد خلال الأيام القليلة الماضية هروب إيرانيين كانوا يمارسون التجارة في المناطق الجنوبية.في غضون ذلك، قالت مصادر في المخابرات العسكرية ووزارة الدفاع العراقية: إن قوات الأمن وضعت في حالة تأهب قصوى أمس، لمواجهة الاحتجاجات المستمرة في محافظات الجنوب، فيما قالت مصادر أخرى محلية: إن محتجين اقتحموا مبنى المحافظة في مدينة كربلاء.حق دستوريوفي وقت سابق، أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، أن ما تشهده المحافظات الجنوبية من تظاهرات تمثل حقا كفله الدستور العراقي، مشيرا إلى أنه سيتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق «مندسين يحاولون الاستفادة من التظاهر السلمي للتخريب».وفي السياق، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي: إن المجلس الوزاري للأمن الوطني عقد اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع الأمني.وأضاف: إن الشعب قادر على التعبير عن مطالبه التي هي من حقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن التظاهر السلمي يعطي صورة واضحة عن وعي الجماهير التي كانت خير عون للقوات الأمنية خلال المعارك ضد عصابات «داعش» الإرهابية.قرارات العباديولتهدئة الاحتجاجات، أصدر العبادي في وقت متأخر أمس، قرارات بشأن مطالب التظاهرات، من بينها حل مجلس إدارة مطار النجف.وبحسب «السومرية نيوز»، قال مصدر مطلع: تواصل رئيس الوزراء مع المواطنين والعشائر واستمع الى مطالبهم ومتابعة اللجان الوزارية، ليقرر إطلاق تخصيصات مالية للبصرة بقيمة (3.5) ترليون دينار فورا، واستخدامها لتحلية المياه وفك الاختناقات بشبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة.إجراءات كويتيةفي المقابل، أرسلت الكويت تعزيزات إلى حدودها الشمالية، إثر التظاهرات التي تشهدها البصرة وعدد من المحافظات الجنوبية.ووجه وزير الداخلية نحو 400 ضابط وضابط صف، إلى نقطة العبدلي الحدودية، مؤكدا في الوقت ذاته أن ما يحدث في العراق، شأن داخلي.في حين أكدت الخارجية الكويتية على استتاب الأمن والهدوء بحدودها مع العراق، مشددة على أن الكويت تتابع باهتمام بالغ المظاهرات والاحتجاجات هناك، وتؤكد ثقتها بقدرة حكومة بغداد على معالجتها بما يحقق أمن الشقيقة وسلامة أبنائها.
مشاركة :