محمد العثيم.. شعلة الإبداع التي لن تنطفئ

  • 7/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ووري جثمان المؤلف المسرحي محمد العثيم ثرى مقبرة النسيم عصر أمس السبت بعد صراع طويل مع المرض وذلك عن عمر ناهز السبعين عاماً، وقد أديت الصلاة على الفقيد في جامع الراجحي وتُقبّل العزاء في مقر المقبرة شرقي مدينة الرياض. لم يكن الراحل اسماً هامشياً أو عادياً في مسيرة الإبداع الفني السعودي بل هو من الرواد الذين عايشوا بدايات الحراك الفني، خاصة في مدينة الرياض، وكان حضوره مؤثراً في مجالات متعددة مثل الإعلام والمسرح والأغنية والأدب، مؤلفاً للكثير من الأعمال التي سكنت ذاكرة الجمهور السعودي، وإن كان حضوره المسرحي هو الأبرز باعتباره ابناً مخلصاً لهذا الفن وأحد أهم المبدعين السعوديين الذين تخصصوا فيه تأليفاً ونقداً وتنظيراً. ولد المبدع الراحل في مدينة بريدة العام 1948م وعاش فيها حتى انتهى من المرحلة الثانوية، وكانت هذه فترة نشوء بذرة اهتمامه بالإعلام من خلال عمله في التلفزيون، قبل أن ينتقل إلى مدينة الرياض ليدرس الإعلام في جامعة الملك سعود في سبعينات القرن الماضي، ثم ابتعث لأميركا لينال درجة الماجستير في الصحافة، وليعود مجدداً إلى الرياض ليعمل محاضراً في الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض. كان لوجود العثيم في العاصمة قبل نحو أربعين عاماً دور في ترسيخ اسمه كأحد أهم من ساهموا في الحراك الفني. في تلك الفترة كانت الرياض تتلمس طريقها في المسرح وكان العثيم حاضراً بمؤلفاته المميزة، ويذكر له التاريخ أنه مؤلف مسرحية "أحلام سلّوم" التي عرضت العام 1986 وكانت الانطلاقة الأكبر لموهبة الفنان ناصر القصبي والمخرج عامر الحمود، فكان إسهامه هذا مؤشرا لكل ما سيعمله لاحقاً ليس في المسرح فحسب بل في مجالات إبداعية أخرى، منها مجال الأغنية الذي سجل فيه العثيم اسمه شاعراً متألقاً عبر كتابته للعديد من القصائد الغنائية والتي تعاون فيها مع عدة مطربين أهمهم حمد الطيار -رحمه الله- والذي شكّل معه ثنائية مميزة تعد الأهم في مسيرة الأغنية الشعبية في المنطقة الوسطى، وكانت أغنية "مرحوم" تتويجاً كبيراً لهذه الثنائية المهمة. على مدى أربعة عقود كان العثيم عنصراً فاعلاً ونشطاً لم يتوقف عن الكتابة والإبداع لحظة، رغم صراعه مع الفشل الكلوي لأكثر من عقدين واضطراره لعملية الغسيل ثلاث مرات أسبوعياً، مكابداً آلام هذا المرض وتبعاته المستمرة، في رحلة شقاء لم تمنعه عن ممارسة شغفه الإبداعي، فكتب للصحف، وشارك في الإعلام، وألف الكتب والمسرحيات، وسجل حضوره في المحاضرات والندوات وورش العمل، كما انضم عضواً في مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون وغيرها من المجالس المعنية بدعم الحراك الفني السعودي. ويسجل التاريخ للعثيم أيضاً أنه أول من كتب مسرحية لمهرجان سوق عكاظ في أول دورة للمهرجان وكانت بعنوان "امرؤ القيس". وهذه ليس الأولوية التي تسجل لهذا المبدع الذي أثرى المشهد الفني السعودي بأعمال خالدة وفي اتجاهات مختلفة جعلته اسماً مهماً لا يمكن تجاهله بأي حال عند الحديث عن تطور الفنون في المملكة وبشكل خاص في المنطقة الوسطى. العثيم محاضراً في إحدى المناسبات المسرحية الراحل محمد العثيم

مشاركة :