شهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العرض العسكري التقليدي لمناسبة العيد الوطني الفرنسي، ومعه أعضاء الحكومة وضيفا الشرف رئيسا الوزراء الياباني شينزو آبي والسنغافوري لي هسين لونغ. وشارك ٤٢٩٠ فرداً من مختلف قطاعات الجيش الفرنسي، و٢٢٠ آلية و ٦٤ مقاتلة و٣٠ مروحية عسكرية، إضافة إلى ٢٥٠ جواداً، في عرض حمل شعار «أخوّة السلاح التزام مدى الحياة»، وتميّز بتكريم شهداء الجيش الفرنسي وجرحاه الذين سقطوا خلال عمليات عسكرية في الخارج، أو أثناء عمليات إغاثة. واجتاز ماكرون على متن سيارة عسكرية مكشوفة جادة الشانزيليزيه، وإلى جانبه رئيس أركان الجيش الفرنسي فرانسوا لوكوانتر، حتى ساحة لا كونكورد حيث منصات الرسميين، وسط إجراءات أمنية قصوى، تحسباً لتهديدات إرهابية لا تزال قائمة. وافتتح العرض أفراد الحرس الوطني الذين تميّز أداؤهم بدقة التصميم، وتداخلت فيه الدراجات النارية بالجياد. ثم أطلّت الفرق المختلفة من سلاح البر والبحر، والفرق المدربة للعمل وسط الثلوج وفي ظروف صعبة، إضافة إلى تلامذة الكليات العسكرية الفرنسية، على وقع أنغام فرقة موسيقية عسكرية. كما حلّقت طائرات سلاح الجو منفّذةً عرضاً جوياً نفثت خلاله سحابات بألوان العلم الفرنسي، وهي الأزرق والأبيض والأحمر، في سماء العاصمة. وكما في كل سنة، شاركت في العرض مجموعة من «الفرقة الأجنبية» التي يتميز أفرادها بمظهرهم ولحاهم ولباسهم الذي يشبه لباس البنّائين، والذين يتوافدون من أنحاء العالم للالتحاق بهذه الفرقة التي تعتمد تدريبات شاقة، متخلّين عن هوياتهم وماضيهم. واتسم احتفال هذه السنة، وهو الثاني الذي يحضره ماكرون منذ توليه منصبه، بأجواء ارتياح وهدوء في العلاقة بين رئيس الجمهورية والمؤسسة العسكرية. بعكس حفل السنة الماضية الذي طغى عليه توتر بدا واضحاً بين ماكرون ورئيس الأركان السابق فيليب فيلييه، بعد تلميح الرئيس الفرنسي إلى احتمال خفض الموازنة الدفاعية، ومخاطبته أفراد الجيش بصفته قائدهم، ما أثار امتعاض العسكريين، وفي مقدّمهم فيلييه الذي لم يلتزم بواجب التحفظ العسكري، فانتقد خطاب ماكرون شكلاً ومضموناً، قبل أن يستقيل من منصبه. في المقابل، خاطب ماكرون أفراد القوات المسلحة هذه المرة بلغة هادئة، وأشاد بتضحياتهم ومقدراتهم. علماً أنه تم رفع ميزانيات قطاعات الجيش الفرنسي كلها. إلى ذلك، يغادر ماكرون اليوم برفقة زوجته إلى موسكو، لحضور المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم، حيث يواجه المنتخب الفرنسي منتخب كرواتيا.
مشاركة :