أكدت حركة «حماس» أنها لن تسمح لإسرائيل بتغيير معادلة «القصف بالقصف» أو فرض واقع جديد بتصعيد اعتداءاتها ضد قطاع غزة، فيما أبدت حركة «الجهاد الإسلامي» استعدادها لخوض مواجهة طويلة مع جيش الاحتلال في حال استمر العدوان والتصعيد. وشنّت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على فترتين منذ منتصف ليل الجمعة- السبت وطوال ساعات أمس، إلا أن رد الفصائل لم يتأخر لتثبيت معادلة «القصف بالقصف» التي تسعى إسرائيل إلى كسرها. وأسفرت الغارات عن إصابة فلسطيني واحد بجروح متوسطة، في وقت طالب جيش الاحتلال الفلسطينيين بالابتعاد من أماكن القصف ومواقع التدريب. وقال الناطق باسم «حماس» عبد اللطيف القانوع في تصريح مساء أمس، إن «ارتفاع وتيرة التصعيد لدى الاحتلال لن يغير المعادلة أو يفرض واقعاً جديداً، أو يوقف زحف مسيرات العودة والمقاومة». وأكد القانوع أن الحركة «لن تسمح للاحتلال بأن ينفرد بقصف شعبنا وقتله، والرد سيكون حاضراً على كل تصعيد»، محملاً إسرائيل نتائج التصعيد. أتت تصريحات القانوع بعد سلسلة طويلة من الاعتداءات والغارات الإسرائيلية نهار أمس وليل الجمعة- السبت على مواقع للحركة وفصائل المقاومة، ردّت عليها بإطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون «مورتر» على مستوطنات «غلاف غزة» المحاذية للقطاع. وكانت «حماس» أفادت في بيان صباح أمس، بأن «التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو، والرد عليه بقوة، يعكسان حال الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية». وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان، إن «رد المقاومة يعكس وضوح الرؤية لديها في إدارة الصراع وتوصيل الرسالة وضمان تشكيل حال توازن ردع سريعة وكافية لإجبار الاحتلال على وقف التصعيد وعدم التمادي في الاستهداف». وشدد برهوم على أن «حماية شعبنا والدفاع عنه مطلب وطني وخيار استراتيجي». وكانت الفصائل المسلحة أعلنت في 29 أيار (مايو) الماضي، في بيان مشترك، تثبيت معادلة «القصف بالقصف» بعد فترات طويلة من سياسة «تفويت الفرصة» وعدم الرد على العدوان الإسرائيلي. وأكدت أنها «لن تسمح للعدو بأن يفرض معادلات جديدة باستباحة دماء أبناء شعبنا». على صلة، شددت «الجهاد» على أنها مستعدة لـ «خوض مواجهة طويلة» مع جيش الاحتلال «إذا استمر في التصعيد والعدوان». وقال الناطق باسمها دواد شهاب في بيان، إنه على رغم أن الحركة «غير معنية بالانتقال إلى مواجهة عسكرية» لكنها «لن تتنازل في الوقت ذاته عن حقها في مقاومة الاحتلال، ولن تتهاون في الرد على اعتداءاته وجرائمه». وشدد على أن «من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه في وجه العدوان والإرهاب الإسرائيلي. هذا الحق والواجب تمارسه المقاومة الفلسطينية التي ردت بالمثل على القصف الإسرائيلي الذي تعرض له قطاع غزة». كما أكد شهاب على أن «الزمن الذي كان الاحتلال يعتدي فيه علينا بلا رد، ولّى وانتهى». وكانت طائرات الاحتلال شنت فجراً سلسلة غارات على مواقع للفصائل المسلحة في القطاع، بدعوى الرد على إصابة جندي إسرائيلي خلال أحداث «مسيرة العودة» أول من أمس، وعلى إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة من القطاع؛ ثم استأنفت القصف الذي استمر ساعات عدة بعد الظهر. وردّت الفصائل بإطلاق نحو 20 صاروخاً وقذيفة هاون فجراً، ارتفع عددها إلى أكثر من 70 حتى مساء أمس، استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في محيط القطاع. وقصفت الطائرات الإسرائيلية مواقع للفصائل وأراضي زراعية شرق القطاع وغربه وشماله وجنوبه. وأعلن جيش الاحتلال أنه «دمر نفقاً هجومياً» جنوب القطاع، وأنه هاجم أهدافاً عدة تابعة لـ «حماس»، من بينها مواقع تدريب وأماكن تجميع البالونات والطائرات الحارقة. وحذر الجيش الحركة من مواصلة «الاستفزازات»، قائلاً إنه «مستعد لمجموعة من السيناريوات إزاء الأوضاع في القطاع». كما أعلن سقوط عدد من الصواريخ على مستوطنات «غلاف غزة» من تجمع «أشكول» خلف السياج الفاصل جنوب القطاع وحتى ساحل المجدل عسقلان (أشكلون) خلف السياج شمال القطاع.
مشاركة :