نجح رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان في الفوز بولاية رئاسية جديدة، لكن يبدو أنه يواجه تحديا كبيرًا في السيطرة على الوضع الاقتصادي مع تراجع قيمة الليرة التركية التي سجلت مؤخرًا انخفاضا أمام الدولار بنسبة 7%. ومع الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة عشية ليلة الانتخابات، وتولي بيرات البيرق زوج ابنة الرئيس أردوغان حقيبة وزارة المالية بعد أن كان يشغل منصب وزير الطاقة في الحكومة السابقة، تراجع الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية ليصل إلى مستوى 4.53 ليرة تركية، وفي ليلة الخميس وصل إلى مستوى تاريخي مسجلًا 4.97 ليرة تركية، وفي يوم الجمع التالي تراجع إلى 4.85%. كان الدولار في مثل هذا اليوم من العام الماضي 14 يوليو 2017 عند مستوى 3.53 ليرة تركية، وخلال عام واحد فقد قيمة بنسبة 38% تقريبا، بينما كان سعر الدولار في 14 يوليو قبل عامين 2.89 ليرة تركية. وفي مطلع العام الجاري كان سعر الدولار 3.78 ليرة تركية. وكان الحد الأدنى للراتب في مطلع العام يساوي نحو 424 دولارًا، أما الآن فقد تراجع بنحو 21%، ليصبح بقيمة 331 دولارًا. يبلغ الحد الأدنى للراتب الشهري الصافي لشخص أعزب في عام 2018 حوالي 1603 ليرة تركية. وحسب تقرير لإذاعة صوت أمريكا فإن ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة التركية لم ينعكس بعد على سعر المحروقات. فقد بدأ سعر البنزين مع بداية العام الجاري بنحو 5.57 ليرة تركية للتر الواحد، بينما وصل في منتصف شهر يوليو إلى 6.26 ليرة تركية للتر الواحد، بزيادة قدرها 12%. كما سجلت أسعار البترول زيادة قدرها 9%، لتقفز من 68 دولارًا إلى 74 دولارًا.بينما بدأ ارتفاع سعر الدولار ينعكس على المنتجات والأجهزة الإلكترونية المستوردة، فقد سجلت أسعار كل من آبل وسامسونج زيادة كبيرة تتراوح بين 21 -25%. كما يعتبر قطاع السيارات من القطاعات المتأثرة بانهيار الليرة التركية وارتفاع الدولار بشكل جنوني؛ فقد سجل العام الماضي بيع 965 ألف سيارة محلية الصنع ومستوردة، بينما تراجع هذا العدد بشكل كبير في النصف الأول من العام الجاري مسجلًا 353 ألف سيارة بحسب صحيفة زمان التركية. وقال مسؤول لم يكشف عن اسمه: من المنتظر وجود تقلص قدره 30-35% في قطاع السيارات هذا العام. ولكن التوقعات الخاصة بالاقتصاد عامة غير إيجابية. فقد ارتفعت أسعار السيارات عن مطلع العام بنحو 10-15% ولكن سيكون هناك المزيد من الزيادة. وستلاحظون ذلك خلال الشهر المقبل؛ لأن التأخر في أسعار السيارات تظهر متأخرة قليلًا.
مشاركة :