تتحول أنظار عشاق كرة القدم الأحد إلى العاصمة الروسية موسكو حيث سيجري نهائي كأس العالم 2018 بين منتخبي فرنسا وكرواتيا على ملعب "لوجنيكي"، عند الساعة الخامسة بتوقيت باريس (الرابعة بتوقيت غرينتش). ففيما يسعى "الديوك" ونجمهم الشاب كيليان مبابي إلى إضافة نجمة ثانية على القميص الأزرق، يحلم "الناريون" وعلى رأسهم المايسترو لوكا مودريتش بالانضمام إلى نادي الفائزين. سيكون ملعب "لوجنيكي" في موسكو مسرحا للمباراة النهاية لمونديال روسيا لكرة القدم بين المنتخب الفرنسي ونظيره الكرواتي ابتداء من الساعة الخامسة (الرابعة بتوقيت غرينتش)، بحضور بعض قادة الدول في مقدمتهم فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون، إلى جانب ورئيسة وزراء كرواتيا كوليندا غرابار-كيتاروفيتش وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي ستستضيف بلاده كأس العالم المقبل في العام. وتجمع هذه المواجهة التي لم يتوقعها كثيرون قبل انطلاق العرس العالمي في 14 يونيو/حزيران الماضي، بين "ديوك" فرنسيين يسعون إلى رسم نجمة ثانية على القميص الأزرق بعد تتويج جيل زين الدين زيدان والمدرب الحالي ديدييه ديشان فيقبل عشرين عاما، و"ناريون" يخوضون النهائي للمرة الأولى في تاريخهم ويحلمون بالانضمام إلى نادي الفائزين بالكأس العالمية، ليصبحوا سابع منتخب يحرز الكأس منذ انطلاق البطولة العالمية في 1930. تشكيلة شابة يقودها المهاجم الواعد كيليان مبابي وبدأت فرنسا منافسات المجموعات بتواضع وحذر، وأداء متعب ممل، إذ فازوا على أستراليا بشق النفس 2-1 ثم على البيرو 1-صفر قبل أن يتعادلوا سلبا أمام الدانمارك. ولكن تشكيلتهم الشابة، التي تمتلك أصغر معدل الأعمار بالتساوي مع نيجيريا كشفوا وجههم الحقيقي في الأدوار الإقصائية. فقد اكتسح زملاء المهاجم الواعد كيليان مبابي (19 عاما) في ثمن النهائي ليونيل ميسي والأرجنتين 4-3 وتخلصوا من لويس سواريز والأوروغواي في ربع النهائي 2-صفر ثم تغلبوا في الدور الموالي على إدين هازار وبلجيكا 1-صفر. بالمقابل، أطلق الكرواتيون حملتهم بفوز صاف على نيجيريا 2-صفر قبل أن يجتاحوا الأرجنتين 3-صفر ويقهروا أيسلندا 2-1. ولكنهم عانوا الأمرين بعد ذلك، إذ تأهلوا لدور الثمانية أمام الدانمارك ودور الأربعة أمام روسيا بفضل ركلات الترجيح قبل أن يزيحوا إنكلترا في نصف النهائي في وقت التمديد. فهل ينال منهم التعب أمام فرنسا أم أن عزيمتهم الكبيرة ورغبتهم الشديدة في انتزاع النجمة الأولى ستعطيهم نفسا جديدا؟ ديدييه ديشان ثالث رجل يفوز بالكأس كلاعب وكمدرب؟ وعلى الرغم من تشكيلته الشابة، يستفيد لاعبو ديدييه ديشان من خبرة منتخبهم، والذي فاز بالكأس في عام 1998 وخاض النهائي في 2006 أمام إيطاليا. ويستفيدون أيضا من خبرة مدربهم، ديدييه ديشان، الذي رفع كأس العالم في سماء باريس قبل عشرين عاما بصفته كابتن الفريق، والذي يسعى لأن يصبح ثالث رجل يفوز باللقب العالمي كلاعب وكمدرب، بعد البرازيلي ماريو زغالو الفائز به كلاعب في 1958 و1962 وكمدرب في 1970، والألماني فرانتز بكنبارو المتوج كلاعب في 1974 وكمدرب في 1990. وقال الحارس هوغو لوريس، زعيم كتيبة فرنسا المتحمسة، الصلبة دفاعية والمبتكرة هجوميا، إن "الأهم أن نبقى مركزين طوال المباراة، وأن نكون مستعدين لخوض 90 دقيقة أو 120 دقيقة (في حال التمديد) وحتى لركلات الترجيح"، وأضاف محذرا: "لا يمن ان نستسلم اليوم، بل يجب دخول المباراة بعزيمة قوية منذ انطلاقها". ولا تقل كرواتيا عزيمة عن منافسها، إذ أنها على أبواب إنجاز تاريخي قد لا يتكرر قبل عقود. وهي تملك جيلا موهوبا متكاملا متراصي الصفوف يقوده لاعب من المستوى العالي جدا اسمه لوكا مودريتش، ويضم عناصر بارزة مثل لاعب وسط برشلونة إيفان راكيتيتش ومهاجم يوفنتوس ماريو ماندزوكيتش. مباراة الحياة وقد كتب فريق "المربعات"، نسبة لقميصه المتشكل من مربعات حمراء وبيضاء تشبه رقعة الشطرنج، صفحة جديدة في تاريخ هذا البلد الصغير، الذي يقطنه نحو أربعة ملايين نسمة يعيشون على مساحة 56 ألف كلم مربع، في شرق جنوب أوروبا. بلد لم يظهر إلى الوجود سوى في عام 1991 عندما تفجر اتحاد الجمهوريات الشعبية التي كانت تشكل ما يسمى منذ عام 1945 يوغوسلافيا. وهذه الصفحة الجديدة هي بلوغهم نهائي كأس العالم للمرة الأولى، ليتفوقوا على جيل 1998 بقيادة دافور سوكر الذي خاض نصف النهائي في 1998 بفرنسا. وعلى ضوء هذه المعطيات، كان المدرب زلاتكو داليتش وصف تأهل فريقه إلى نهائي مونديال روسيا بأنه "معجزة"، نظرا لصغر حجم بلاده وقلة الإمكانات والمنشئات الرياضية التي يتمتع بها. أما إيفان راكيتيتش فشدد على روح التضامن في الفريق، إذ قال: "سنحمل بعضنا البعض، ستكون لدينا الطاقة، نعرف أن هذه أكبر مباراة في حياتنا، مباراة تاريخية ليس فقط بالنسبة إلينا، بل لكل من هو كرواتي". فأي فريق يدخل التاريخ، فرنسا أم كرواتيا؟ علاوة مزياني نشرت في : 15/07/2018
مشاركة :