بحث علمي: فوز حزب الله في انتخابات لبنان يمكن المتشددين من السياسات الإقليمية

  • 7/15/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توقع بحث علمي صدر حديثاً عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن يكون لكتلة «حزب الله» تأثيرٌ أكبر على تشكيل الحكومة في لبنان، وعلى قرارات الحكومة المستقبلية؛ بناء على نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي أُجريت في شهر مايو الماضي، مبيناً أنه سيترتب على نتائج تلك الانتخابات آثار عديدة بالنسبة لصانعي السياسات الإقليميين، ولاسيما أن «حزب الله» سيحصل على حق الفيتو في القرارات الرئيسة للحكومة المرتبطة بالقضايا التي تعتبرها مصلحة وطنية. واعتبر البحث الذي حمل عنوان: «الانتخابات اللبنانية: مكاسب حزب الله مع ظهور صناع قرار جدد»، وقدمته منى العلمي الباحثة المشاركة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن أداء «حزب الله» القوي في الانتخابات البرلمانية اللبنانية دليل مادي على تحوُّل طرأ منذ عشر سنوات في ميزان القوى لصالح إيران الداعم الإقليمي للحزب، موضحا أن مكاسب «حزب الله» الانتخابية ستمكِّن تلك الجماعة المتشددة وشركاءها من ضمان الفوز بثلث مقاعد البرلمان،وربما تحقق مع التحالفات اليمينية أغلبية مطلقة، وبالتالي التأثير بشكل كبير على قرارات الدولة المستقبلية، بل إن القرارات التي تتعارض مع الحزبلن يتم النظر فيها، ويمكن أن تنمو هيمنة الحزب على قضايا السياسة الخارجية والأمن في لبنان. وأشار إلى أن الانتخابات اللبنانية أكدت التحرك البطيء للبلد نحو مدار إيران، وأيضاً اتسمت باتجاهات أخرى أكثر دهاءً، يتعين على صانعي السياسة الخارجية أخذها بالحسبان، مبيناً أنه ومع تفكك التحالفات التقليدية القديمة مثل تحالف 14 آذار برئاسة تيار المستقبل الذي كان متوافقاً مع الدول العربية والولايات المتحدة، وكذلك تحالف 8 آذار بقيادة «حزب الله» الذي انحاز مع إيران وسوريا، يمكن أن تجد القوى الإقليمية شركاءَ جدداً للتعامل معها في لبنان، وأن تمتدَّ البراغماتية إلى ما بعد الانتخابات، وتترجم إلى مواقف أكثر دقة على المستوى الإقليمي. وأضاف: «أفرزت الانتخابات تحالفات جديدة، وهذه الديناميكيات الجديدة ستُشكِّل بلا شك المشهد السياسي المستقبلي للبنان، فقد أكدت النتائج بوضوح هيمنة حزب الله المتنامية على لبنان؛ حيث يستطيع الحزبالآن -بغض النظر عن التنافس الدولي والإقليمي- أن يواجه التحديات داخل الكتل السياسية المسيحية التي ظهرت أقوى من ذي قبل؛فهناك التيار الوطني الحر الذي اختار التحالف مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون،كما تميزت الانتخابات بانفجار بين: حزب الله: وصهر عون وزير الشؤون الخارجية والمغتربين «جبران باسيل»، إضافة إلى سمير جعجع، فهو الآن شريك يجب أن يؤخذ على محمل الجد؛ نظراً لمكانته داخل البرلمان اللبناني الجديد وموقفه من القضايا المثيرة للجدل». وذهب البحث الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ضمن دورية «تعليقات»، إلى أن خصم حزب الله السابق رئيس الوزراء سعد الحريري ظهر كأكبر خاسر خلال انتخابات مايو؛ حيث إن كتلته تيار المستقبل ضمنت فقط واحداً وعشرين مقعداً، ومع ذلك لا يزال الحريري يسيطر على أكبر كتلة سنية؛ ما يضمن له رئاسة الوزراء، مُرجعاً أسباب انخفاض شعبية رئيس الوزراء إلى تغيير مواقفه السياسية منعداوة حزب الله إلى علاقات أكثر ودية مع الحزب،ولاسيما بعد تمكين انتخاب الجنرال عون رئيساً للبلاد في عام 2016م. وأوضح أن انتخابات مايو شهدت نجاحاً غير متوقع للقوات المسيحية اللبنانيةبرئاسة سمير جعجع المعروف بسياساته التي تتماشى مع الولايات المتحدة ودول الخليج وضد حزب الله؛ حيث تضاعفت كتلته البرلمانية من ثمانية مقاعد إلى خمسة عشر مقعدا، مشيراً إلى أن إدخال التصويت النسبي أدى إلى ظهور اتجاهات تعددية داخل المجتمع اللبناني؛ حيث شاركت في الانتخابات لأول مرة عدة قوائم بدعم من المجتمع المدني، وذكر البحث أن الشيعة في لبنانلا يزالون يميلون إلى إعطاء الأولوية للمخاوف الأمنية على القضايا الاقتصادية، ويعتقدون أن حزب الله في طليعة الحرب على إسرائيل وضد الإرهاب.

مشاركة :