رغبة الحياة.. تمضي أكيدة

  • 7/16/2018
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

مثلما ينشر الربيع وروده… بدأت خطوات الكويت الجديدة رسمتها في غرة الشمس وشما… رغبة الحياة تمضي أكيدة… (من أوبريت الأعياد الوطنية ومن كلمات الشاعر الكبير د. عبدالله العتيبي – رحمه الله). اجتمع عدد من نواب مجلس الأمة اجتماعا خجولا في ديوان النائب المطير، أسفر عن بيان مختصر ومعقول، الهدف منه السعي نحو «العفو الشامل»، وإيجاد مخرج للنواب المدانين في قضية دخول المجلس بصفة خاصة، ولباقي المتهمين بصفة عامة. ومن التفاعل مع موقعي البيان وهم من النواب خارج الكويت لقضاء الإجازة الصيفية أو لمهمات وتمثيل لمجلس الأمة في اجتماعات رسمية، تبادر إلى ذهني هل ستكون المبادرات النيابية لحفظ ماء الوجه أمام زميليهم الحربش والطبطبائي أم لإحياء المعارضة والحراك على نطاق واسع، والمعروف من هو في السلطة التشريعية لا يمكن أن يتصرف كمن هو في الشارع السياسي ينتقد ويطمح إلى الحكومة المنتخبة وإسقاط مرسوم الصوت الواحد كما كان الحراك يهدف إلى ذلك، فالتيار الوحيد الذي صرح نوابه بأنّهم يراجعون مواقفهم من الحراك والمقاطعة ومن ثم المشاركة في الانتخابات من دون اعتبار لما يمثله سياسيا ودينيا هو تيار «حدس»، الذي له موضع قدم في الشارع والبرلمان. أما الباقي، فلا يزالون في وهم التبعية وأمنيات الحكومة المنتخبة. تقول حنة آرنت في كتابها الوضع البشري إن الجريمة وإرادة فعل الشر هما نادرتان، بل أكثر ندرة ربما من الأفعال الخيرة، ولكي يكون ممكنا للحياة أن تتواصل بتحرير البشر دائما مما فعلوه من دون علمهم وإنه بتحرير البشر لأنفسهم بشكل متبادل مما يفعلون يستطيع البشر أن يبقوا فاعلين أحرارا، ولأنهم مهيئون دائما لتغيير أفكارهم والبدء من جديد فإنّه بالإمكان أن نعهد لهم بهذه القدرة الكبيرة وهي قدرتهم على بدء ما هو جديد وعلى التجديد. وفي موضع آخر تصف آرنت أن الاحترام مقارنة بالصداقة السياسية هو نوع من الصداقة من دون حميمية ومن دون قرابة، وعن الخصال التي يمكن أن نعجب بها. وهكذا فإن فقدان الحديث للاحترام أو بالأحرى الاقتناع بأننا لا ندين بالاحترام إلا لمن نعجب بهم أو لمن نقدرهم يمثل علامة واضحة على نزع خصوصية الحياة العمومية والاجتماعية، وفي جميع الحالات فإن الاحترام ولأنه يخص الشخص وحده كاف لإلهام العفو عما فعله احتراما له، وسيبقى موضوع العفو وهو السبب الأعمق الذي يفسر أنه لا أحد يستطيع أن يعفو عن نفسه فان نكون منغلقين على أنفسنا لن نستطيع أن نعفو عن أنفسنا هو أقل شأنا أو عدوانا، لأنه تنقصنا معرفة الشخص الذي يكون العفو ممكنا من أجل تقديره، بمعنى آخر عدم التوقع الذي يبدده فعل قطع الوعد لعدم قدرة الإنسان على التعويل على نفسه أو الإيمان بقدرته هو الثمن الذي تدفعه البشرية. أخيرا من الكتب التي قرأتها تحمل عناوين كبيرة مثال «الربيع العربي الذي لم يحدث»، وأبرزها لباحثين في الشرق الأوسط من كتاب أجانب يتراءى لي ولبعض القرّاء أن سلسلة الأحداث في الوطن العربي أو الخليج العربي مترابطة سياسيا وتنظيميا، وهذا بسبب خلق حالة من «الأوهام الحالمة» وإسقاطها محليا كالكويت، لذلك مراجعة الماضي بالاعتراف أن الأطر الدستورية محاطة بقوالب من القوانين والنظام العام فليست كل الأمنيات تتحقق بالعناد السياسي، فالعناد جزء متأصل في ذهنيتنا وشكرا…! يعقوب عبدالعزيز الصانع@ylawfirm

مشاركة :