حظيت عملية إنقاذ الأطفال العالقين في كهف «ثام لوانغ» بتايلاند باهتمام عالمي، وأحدثت مغامرتهم «ضجة كبيرة» على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت الكثير من المُغردين للتفاعل معها، كلٌ حسب طريقته.ولفتت الأيام الأولى للأطفال العالقين انتباه شابتين عربيتين، هما، حنين أحمد المعموري (19 عاماً) وشقيقتها هديل (19 عاماً)، ودفعتهما لعمل تغطية خاصة لأزمة الأطفال عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».بدأ الأمر في البداية عادياً جداً؛ لكن التفاعل مع تغريدات الشابتين، وبخاصة حنين كان لافتاً، حيث ارتفع عدد متابعيها في غضون أيام إلى أكثر من 120 ألفاً، وقالت حنين التي تحدثت مع «الشرق الأوسط» من الأردن «لم أسعَ للشهرة... وإشادات المشاهير شجعتني على الاستمرار في تغريداتي لإنقاذ الأطفال». متمنية أن «يعي الإعلام العربي أهمية وسائل التواصل الاجتماعي لشرح حال أطفالنا في سوريا والعراق واليمن».حنين، فتاة عراقية مقيمة في الأردن، قالت، إنها تعجبت من ضعف التغطية الإعلامية لأزمة الأطفال في بداياتها حينما كانوا من دون طعام؛ الأمر الذي دفعها إلى البدء بالتغريد.وظلت مصدر الأخبار لمدة أكثر من 9 أيام خلال أزمة الأطفال في تايلاند، وتقول «حدث ذلك بعد أن قمت بالتغريد بقصة الحادثة، وأعُجب المتابعون بطريقة سردي للقصة، وطلبوا مني جميعهم أن استمر بوضع آخر الأخبار والمستجدات عن الحادثة». وأضافت: «ثم بدأت رسمياً في التغطية، وأصبحت بعدها تغريداتي مصدر جذب للأشخاص المهتمين بأخبار الأطفال الأخيرة، وسبب الإقبال كان ربما لأنني أقوم بالتحديث بشكل مستمر».وعن دافعها من وراء الإقدام على هذه التغريدات، أوضحت حنين «دافعي بشكل رئيسي كان أن أكتب للناس قصة هؤلاء الأطفال، فقد لاحظت عدم معرفتهم بها رغم مرور 9 أيام عليها، أردت أن أفيد من حولي وأطلعهم على قصة هذه الحادثة».تؤكد الشابة العراقية أنها أقدمت على تلك المساعدة من باب الواجب وليس الشهرة؛ إذ قالت «إقدامي على المساعدة لم يكن ولن يكون سعياً للشهرة؛ بل ما حدث معي كان (صدفة بحتة)، واستمراري كان بفضل الله... ثم بفضل تشجيع الناس ودعمهم لي على الاستمرار، وحصلت على الكثير من الإشادات من مشاهير وإعلاميين، شجعتني أيضاً على الاستمرار».وقالت، إن تشجيع المغردين والمشاهير والإعلاميين أسعدها، وكانت جزءاً كبيراً من استمرارها وتقديم كل ما لدي لتوفير تغطية مستمرة ومفيدة.حساب حنين على موقع «تويتر» كان شخصياً ترسل عبره تعليقات على موضوعات متعددة حتى وقوع كارثة الأطفال، وتناولها وتغطيتها لقصة الأطفال الإنسانية، حمّلها مسؤولية كبيرة، ومتابعوها كانوا ينتظرون ما ستغرد به في كل ساعة.ولم تكن تتوقع حنين ذلك أبداً، ولم يخطر في بالها أن التغريدات قد تحصل على هذا القدر من التفاعل، وقالت «أنا معتادة على التغريد بقصص مختلفة، وكان يتابعها متابعون سابقون، وكانت تحصل على تفاعل بسيط؛ لكن ليس بهذه الدرجة».وعن إحساسها بأنها كانت سبباً في إنقاذ الأطفال العالقين، قالت حنين، إحساس رائع أنه تم إنقاذهم وخرجوا جميعهم بسلام وصحة، ونحمد الله على هذه النهاية، فخورة جداً بشجاعة الأطفال واستمرارهم لمدة 18 يوماً في الكهف، ومن ثم مواجهة تحدي الخروج منه في ظل ظروفه القاسية... فالأطفال ومدربهم والمنقذون على وجه الخصوص والعالم بأسره هم أبطال هذه القصة».وتختتم حديثها مع «الشرق الأوسط» مؤكد، أنه لا تأثير للمسافات بين الدول بوجود وسائل التواصل الاجتماعي. وتقول «لهذا من السهل التغطية على قصة أو حادثة ما بشكل يومي ومستمر... وأتمنى من إعلامنا العربي أن يعي أهمية وسائل التواصل الاجتماعي لرواية حال أطفالنا في سوريا والعراق واليمن وغيرها».
مشاركة :