بغداد – الوكالات: قتل أمس اثنين من المحتجين وأصيب العشرات خلال الاحتجاجات التي استمرت في مدن جنوب العراق مع محاولات لاقتحام مقرات ادارية وحقل للنفط رغم إعلان الحكومة مساء السبت اتخاذ إجراءات تنموية لاحتواء الاضطرابات. وقال مسؤول أمني ان اثنين من المحتجين قتلا في اشتباكات مع قوات الامن في بلدة السماوة امس. وأضاف المسؤول حاول مئات الاشخاص اقتحام مبنى محكمة. جرى اطلاق النار علينا. لم يتضح من الذي يطلق النار. لم يكن أمامنا أي خيار سوى اطلاق النار. وفي محافظة المثنى، كبرى مدنها السماوة، أعلن مصدر في الشرطة ان مئات من المتظاهرين تجمعوا أمام مبنى المحافظة وأقدم بعضهم على إحراق وتدمير أجزاء من المقر. وأضاف أن متظاهرين اخرين اقدموا على احراق مقر لمنظمة بدر. وفي البصرة، حاول متظاهرون اقتحام مبنى المحافظة في وسط المدينة لكن الشرطة قامت بتفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع. وقال اللواء ثامر الحسيني قائد قوات الرد السريع في وزارة الداخلية ان بعض المحتجين حاولوا اقتحام المبنى لكن قوات الامن منعتهم. وأضاف أنهم طلبوا من المحتجين تجنب المواجهات مع قوات الامن. وقال ان 28 فردا من قوات الامن أصيبوا في اشتباكات مع المتظاهرين. كما حاول متظاهرون اقتحام حقل الزبير النفطي جنوب غرب البصرة لكن قوات الامن تصدت لهم، ما أسفر عن سقوط جرحى بينهم كما أصيب عدد من الصحفيين بحالات اختناق، بحسب المصدر الذي أكد انتهاء التظاهرة. وقالت مصادر في الشرطة إن 40 شخصا أصيبوا ثلاثة منهم برصاص حي. وانطلقت تظاهرات في البصرة لليوم الثامن على التوالي احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات. يشار إلى ان شبكة الإنترنت كانت لا تزال مقطوعة لليوم الثاني في جميع المحافظات. وفي محافظة ذي قار، كبرى مدنها الناصرية، قال معاون مدير صحة المحافظة عبدالحسن الجابري ان مواجهات اندلعت الاحد بين متظاهرين وقوات الشرطة امام مقر المحافظة، ما اسفر عن سقوط 15 جريحا من المتظاهرين و25 في صفوف الشرطة. وفي النجف، سارت تظاهرة صباحا لكن قوات الامن عملت على تفريقها في حين لوحظ انتشار كثيف لسرايا السلام في شوارع المدينة. وفي كربلاء، تجمع متظاهرون ليلا امام مجلس المحافظة حيث اندلعت مواجهات مع قوات الامن أسفرت عن سقوط 30 جريحا. واتخذ المتظاهرون خطوة غير معتادة وهي مهاجمة مبان تابعة لجماعات مسلحة شيعية نافذة إضافة إلى مقرات حكومية محلية. وعقد رئيس الوزراء حيدر العبادي الاحد اجتماعا مع الوزراء والمسؤولين الامنيين وأكد خلاله ان «العراقيين لا يقبلون بالفوضى وبالاعتداء على القوات الامنية وممتلكات الدولة والممتلكات الخاصة ومن يقوم بهذا الامر اشخاص مخربون يستغلون مطالب المواطنين لإحداث ضرر». وأضاف أن «التظاهر السلمي حق للمواطن ونحن نستجيب له ولكن إخراج التظاهرات عن سياقاتها بحرق بنايات مؤسسات الدولة وقطع الشوارع وحرق الاطارات والاعتداء على القوات الامنية يمثل محاولة لارجاع البلد إلى الوراء، فهناك جهات من الجريمة المنظمة تهيئ لاحداث حالة فوضى». ودعا «كل الاجهزة الامنية إلى ان تكون على اهبة الاستعداد لأن الإرهاب يريد ان يستغل اي حدث أو خلاف»، مؤكدا «اهمية العمل الامني والاستخباري». وكان العبادي اصدر بيانا مساء السبت طالبا «توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء في قطاعات السكن والمدارس والخدمات واطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل واطلاق تخصيصات مالية لمحافظة البصرة بقيمة 3.5 تريليونان دينار فورا (حوالي ثلاثة مليارات دولار)». كما وجّه العبادي «باطلاق تخصيصات للبصرة لتحلية المياه وفك الاختناقات في شبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة». وأمر العبادي بإعادة فتح مطار مدينة النجف.كان محتجون قد اقتحموا يوم الجمعة المطار الدولي في النجف وأوقفوا مؤقتا حركة الملاحة الجوية. وذكرت شركة الخطوط الملكية الاردنية في بيان امس الاحد أنها علقت أربع رحلات أسبوعيا إلى مدينة النجف العراقية بسبب الوضع الامني في مطارها. وحذت شركة فلاي دبي حذوها. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني امس الاحد أنه سيجرى تحويل مسار الرحلات الإيرانية المقررة لمدينة النجف العراقية إلى بغداد.
مشاركة :