طهران - يدفع التيار المحافظ الإيراني المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي باتجاه إقالة الرئيس حسن روحاني من منصبه بعد فشله في المحافظة على الاتفاق النووي، فيما حذر المرشد الأحد، من مخططات “الأعداء” لاستغلال الوضع الاقتصادي في بلاده. وترددت تكهنات في وسائل الإعلام الإيرانية من أنه قد يُطلب من روحاني تقديم استقالته لدوره في الاتفاق النووي مع القوى الغربية والذي لا يزال في مهب الريح منذ انسحاب الولايات المتحدة منه. وتأتي تحذيرات خامنئي في وقت تتحرك فيه التيارات المتشددة التي لطالما عارضت خطوات الرئيس روحاني لتحسين العلاقات مع الغرب ضد جهود إنقاذ الاتفاق النووي. ونقلت وكالة أنباء “فارس” المرتبطة بالمحافظين عن قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري قوله إن “الأوروبيين أعلنوا مرارا أنه لا يمكنهم الوقوف أمام إجراءات الحظر الأميركية، لقد منحنا الأوروبيين الفرصة ولكن عليهم أن يعطوا الضمانات، لكنني أستبعد أن يفعلوا ذلك”. وأضاف جعفري “لذا، ينبغي علينا متابعة مسار الاكتفاء الذاتي الوطني والصناعة النووية بالاعتماد على الطاقات الداخلية”. وشدّد خامنئي خلال استقباله الرئيس الإيراني حسن روحاني وأعضاء حكومته الأحد، على “ضرورة سعي المسؤولين بالتعاون مع الشعب بجد مستمر لحل المشاكل الاقتصادية، بالإضافة إلى توفير الظروف والمتطلبات لمواجهة مخططات العدو في ظل الوضع الحالي”. ويأتي الاجتماع في وقت يشهد تحويلا محموما لمدّخرات الإيرانيين من الريال إلى الدولار خوفا من عقوبات جديدة تعتزم الولايات المتحدة فرضها بداية من نوفمبر القادم. وتصر الدول الأخرى الأطراف في الاتفاق، والذي يهدف إلى فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني، وهي الصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا، على أنها ملتزمة بإبقاء قنوات الاقتصاد والمال والنقل مفتوحة مع إيران، فيما حسمت كبرى الشركات العالمية الجدل السياسي وبدأت إجراءات سحب استثماراتها من طهران خشية العقوبات الأميركية. وكثيرا ما يلقي المرشد الإيراني باللوم على حكومة روحاني في عدم تحقيق تقدم للحد من معدلات البطالة المرتفعة والتضخم وعدم المساواة، وألقى اللوم كذلك على أعضاء في البرلمان والرؤساء السابقين وقوى غربية.
مشاركة :