هل يستطيع النظام الإيراني إغــلاق مضيـــق هــرمــــز؟

  • 7/16/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

قال الملا حسن روحاني يوم الثلاثاء 3 يوليو في اجتماع صحفي في مدينة برن عاصمة سويسرا ردا على مساعي الحكومة الامريكية لتوقيف صادرات النفط الإيراني: «لا يوجد معنى في الاساس بأن يتم تصدير نفط المنطقة ولا يتم تصدير النفط الإيراني، واذا استطعتم فافعلوا هذا الأمر لتروا نتائجه». العديد من الخبراء والمتتبعين السياسيين والصحفيين اعتبروا تصريح الملا روحاني تهديدا بإغلاق مضيق هرمز. التهديد بإغلاق مضيق هرمز من قبل النظام الديني ليس موضوعا جديدا. هذا البحث كان مطروحا بشكل كبير لأول مرة زمان حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق.. وطبعا هذا التهديد لم يطبق بشكل عملي أبدا. خلال فترة حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد تم طرح هذا الموضوع مجددا مع تزايد العقوبات، ولكن لم يكن لهذا الموضوع أي إجراء عملي، وبعدها أتى خامنئي ضعيفا إلى طاولة المفاوضات مع القوى العالمية من أجل رفع العقوبات. وكان ناتج المحادثات هو ما يعرف بالاتفاق النووي الذي كان هو نفسه مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المذكور قد أصبح جثة هامدة. هذه المرة تم طرح موضوع إغلاق مضيق هرمز من قبل حسن روحاني. بعد تهديد حسن روحاني، وجه قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس الإرهابية رسالة شكر لروحاني حول تصريحات الأخير بشأن عواقب ونتائح العقوبات النفطية على إيران، اعتبر تلك التصريحات مصدرا للعز والفخار. الحرسي سليماني كتب في نهاية رسالته التي نشرت مع توقيع «أخوكم قاسم سليماني»: «أقبّل يديك من أجل هذه الكلمات التي أتت في الموقع الحكيم والمناسب والصحيح، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة من أجل كل سياسة تخدم مصلحة النظام الاسلامي». الحرسي سليماني برسالة شكره لروحاني ألبس تهديده السياسي لباسا عسكريا وأعطى هذه الرسالة لجمهوره ليظهر أن تهديد رئيس الجمهورية ليس مناورة فارغة بل هو تهديد حقيقي. في وسائل الإعلام، سمعنا خطابات تهديد من أعضاء آخرين في النظام، بما في ذلك علي مطهري نائب رئيس برلمان النظام، الذي هدد بإغلاق مضيق هرمز. فيما يتعلق بهذا التهديد كان هناك ردات فعل مختلفة من قبل مسؤولين مختلفين في النظام الإيراني، بمن فيهم علي خرم الذي يعرف نفسه في وسائل الاعلام الخاصة به على أنه خبير في السياسات الخارجية، وفيما يتعلق بتهديد الملا روحاني قال: رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية ينبغي لهم التعليق في هذا الخصوص.. هل هذه التصريحات تعني إغلاق مضيق هرمز وإعلان صراع عسكري أم لا؟ لكني أعتقد أن رد فعل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على كلمات روحاني هو أنهم اعتبروا هذه الكلمات بمثابة تهديدات عسكرية، حتى إنهم صرحوا بأننا قادرون من وجهة نظر عسكرية على الحفاظ على بقاء مضيق هرمز مفتوحا. ويذهب الخبير ليقول ما إذا كان روحاني قد فكر بالفعل في هذا الأمر من قبل أم لا، وهل نسق إذا تم تطبيق هذا التهديد بالفعل، فإن إيران سوف تنجر لصراع عسكري. ومن ثم يجب السؤال عما إذا كانت إيران قادرة على إبقاء مضيق هرمز مفتوحًا أم لا؟ يجب أن ندرس تصريحات روحاني هذه من وجهة نظر عسكرية، ويجب أن تعلن الحكومة موقفها الرسمي في هذا الشأن. من ناحية أخرى، لم يترك المسؤولون الأمريكيون تهديد روحاني بلا رد. المتحدث باسم القيادة المركزية بالجيش الأمريكي بيل أوربين مصرحا لـ(اسوشيتد برس)، قال إن الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين «مستعدون لضمان حرية حركة الملاحة البحرية ودوران التجارة الحرة وفقا لتراخيص القانون الدولي». لكن ماهي الحقيقة؟ الحقيقة هي أنه بسبب العقوبات وآثارها المدمرة تخبط مسؤولو النظام السياسيون منهم والعسكريون جميعا وكان لهم ردات فعل مختلفة لعلهم يجدون طريقا للنجاة من هذه المهلكة. أول وأكثر خصلة معروفة لدى الملالي وقادة قوات الحرس في نظام ولاية الفقيه هي «تهديد وابتزاز» المجتمع الدولي والمنطقة. طريقة يتمسك بها النظام دائما من أجل تغطية وإخفاء أزماته الداخلية. التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة هو إحدى تلك الطرق نفسها. الإصرار على استمرار الحرب في سوريا والدعم العسكري والمالي للحوثيين في اليمن ومليشيات العراق وحزب الله اللبناني كلها ناجمة عن نفس هذه الطريقة والاسلوب. الحقيقة المحضة هي ان الملالي بعد 6 اشهر من استمرار الانتفاضة في داخل البلاد والامتياز والدعم الدولي للمقاومة والبديل الحقيقي لهذا النظام يرون أن سقوطهم قد اقترب، ولهذا السبب يتشبثون بكل شيء من أجل الخلاص من هذا المأزق، ولا سيما فيما يتعلق بالتجمع العظيم للإيرانيين والمقاومة الإيرانية يوم 30 يونيو الماضي في باريس والدعم الدولي الواسع للمقاومة الإيرانية، الامر الذي جعل نظام الملالي يقع في دائرة الرعب والخوف أكثر فاكثر. النظام باللجوء لتنفيذ عمل ارهابي أراد منع عقد هذا التجمع.. لكنه لم يكن موفقا في ذلك وتم اعتقال دبلوماسييه الإرهابيين. لذلك من أجل جبر وتعويض هذا الفشل الكبير سعى للتهديد بإغلاق مضيق هرمز ليبتز بذلك المجتمع الدولي، ولكن حري بالمجتمع الدولي -وبشكل خاص دول المنطقة- ألا يلتفت لتهديد النظام هذا الذي يتجه نحو السقوط، وبدلا من ذلك أن يدعموا الشعب والمقاومة الإيرانية حتى يتمكنوا -من خلال نفس هذا الدعم ومن خلال الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية- من أن يسقطوا هذا النظام القمعي والازمات التي خلقتها ولاية الفقيه الحاكمة في إيران حتى يعود الهدوء والسلام والاستقرار إلى إيران والمنطقة. ‭{‬ كاتب إيراني

مشاركة :