حذّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من احتمال ألا «يكون هناك خروج (للمملكة المتحدة) من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق»، نتيجة استمرار محاولات نواب تقويض خطتها لإقامة علاقات وثيقة مع الاتحاد بعد الانسحاب منه (بريكزيت). كما لم تنكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نصحها برفع دعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي، بدل مفاوضته على «الطلاق». وكتبت ماي في صحيفة «ميل أون صنداي» اللندنية: «رسالتي للبلاد في نهاية هذا الأسبوع بسيطة، ألا وهي أن علينا التركيز في شكل ثابت على ما سنجنيه. إذا لم نفعل ذلك، نخاطر بأن ينتهي بنا الأمر بألا يكون هناك خروج من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق». وأشارت إلى أن «بريطانيا ستتخذ موقفاً متشدداً في جولة المفاوضات المقبلة مع الاتحاد». وأضافت أن «البعض يسأل إذا كان اتفاق الخروج مجرد نقطة بداية لتراجعنا»، لتجيب: «دعوني أكون واضحة. اتفاق خروجنا من الاتحاد الأوروبي ليس قائمة رغبات طويلة يستطيع المفاوضون الانتقاء والاختيار منها. إنها خطة متكاملة بمجموعة نتائج غير قابلة للتفاوض». وتبعث ماي من خلال ذلك برسالة شديدة اللهجة إلى المتمردين في حزبها «المحافظين»، بأنهم إذا خذلوها يخاطرون بتبديد انتصار أملوا به منذ عقود، فيما يخشى مؤيدو «بريكزيت» من أن تؤدي خطتها إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الشكل فقط. كما يؤشر الربط بين مصير «بريكيزت» ونجاح ماي الشخصي إلى خطورة وضعها، بعد دخول الحكومة في أزمة، وانتقاد ترامب العلني لخطتها، قبل تراجعه عنه. وفي هذا السياق، كشفت ماي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن ترامب «قال لي أنه يتعين عليّ مقاضاة الاتحاد الأوروبي، مقاضاته لا مفاوضته». وتؤكد بذلك ما ذكره ترامب لصحيفة «ميل أون صنداي» بأنه قال لماي: «تأكدي من حصولك على استثناء، حتى يكون لك لاحقاً حق إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة، مهما حدث»، مشيراً إلى أنها «تجاهلت نصيحته». في المقابل، لفت وزير «بريكزيت» المستقيل ديفيد ديفيس لصحيفة «صنداي تايمز»، أن القول بعدم وجود بديل جاهز لخطة ماي «زعم مخادع في شكل مذهل». ورأى أن خطتها تسمح للجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي بالإضرار بالصناعات التحويلية البريطانية. وأضاف: «لا يشك أحد في أن مقترح الحكومة سيُبقي أصابعنا تحت الضغط، وسيستغل الاتحاد الأوروبي ذلك لمعاقبتنا على الخروج، ويقوّض قدرتنا التنافسية المستقبلية». إلى ذلك، يبدو أن ترامب تجاوز البروتوكول الملكي، عبر كشفه عن مجريات لقائه الخاص مع الملكة إليزابيث الثانية، إذ نقل عنها قولها أن «بريكزيت مشكلة معقدة جداً». وسألته صحيفة «ميل أون صنداي» هل ناقش ملف «بريكزيت» مع الملكة، عندما احتسى الشاي معها في قلعة وندسور الجمعة الماضي، فأجاب: «نعم. وقالت إنها مشكلة معقدة جداً، وهي محقة. أعتقد أن أحداً لم يكن يعرف كم سيكون الأمر معقداً. الجميع يظن أنها مسألة سهلة، ننضم أو لا ننضم. دعونا ننتظر ما سيحدث». في الإطار ذاته، ذكرت الصحيفة أن ستيف بانون المستشار السابق لترامب، أبدى اعتقاداً بأن الوقت حان لكي ينافس بوريس جونسون ماي على منصبها. ونقلت عنه قوله إن «لدى تيريزا ماي الكثير من المزايا العظيمة، (لكني) لست متأكداً بأنها الزعيمة الصحيحة في الوقت الصحيح». وكان ترامب أشاد بـ «صديقه» جونسون، وقال عشية لقائه ماي إن الوزير «صديقي، كان ودياً جداً معي. دعمني كثيراً».
مشاركة :