* الحديث عن أهمية المسجد في الإسلام، وعظم رسالته في حياة المسلمين من الثّوابت والمُسَلّمَات، فإضافة لاحتضانه للعِبادات فهو مركز الجماعة المسلمة، ونقطة لقائها، ومكان تشاورها، كما أنه دار للعلم والتعلم، ومنارة للدعوة والتثقيف؛ تلك الوظائف كانت تقوم بها المساجد في تاريخنا الإسلامي، ولكن في عـصر اليوم تقلصت تلك الوظائف، لتصبح معظم مساجدنا مهجورة إلا في أوقات الصلاة المكتوبة! * وهنا يبدو معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، مهتماً بالمساجد وأئمتها وخطبائها يتضح ذلك من خلال لقائه بمجموعات منهم، وكذا توجيهه بحضورهم لدروس علمية لكبار العلماء، وتلك بالتأكيد خطوة فكرية مهمة، ولكن ما أرجو من معالي الوزير العمل مع المساجد وفق رؤية وخطة جديدة؛ بتنفيذها تعود لبيوت الله في بلادنا رسالتها. * ومن المقترحات التي سبق وطرحتها: أن تكون لكل مسجد هيئة إشرافية تُنْتَخبُ من جَمَـاعَتِه، مهمتها: الاهتمام بالمسجد، ورعايته، وترشيح إمامه، ومتابعة برامجه وخدماته، وكذلك أن تُلْحقَ بكل مسجد مكتبة ورقية وإلكترونية تفتح أبوابها لطالبي الثقافة والمعرفة على أن تشتمل على قاعة تدريب صغيرة ومناسبة، وكذا وحْدة لغسيل الكلى، وعيادة طبية، يكون الكشف فيها مجانياً للمستفيدين؛ وذلك بالتعاون مع الجمعيات الصحية الخيرية والأطباء المتطوعين، أيضاً كم أتمنى أن يكون للمسجد أوقاف تَصرف عليه، وعلى فعاليته تضمن ديمومتها وجودتها. * وللوصول لتلك الـرؤية في إدارة أكثر من (100000 مسجد) تحتضنها المملكة أرى أهمية أن تتحول (الإمامة والخطابة) إلى وظائف رسمية مصنفة من الخدمة المَدنيّة يُسَكّـنُ فيها المؤهلون من خريجي الكليات الشرعية بعد اجتيازهم لدبلوم عالٍ متخصص، فهذا الإجراء سيجعل الأئمة متفرغين لرعاية مساجدهم ومتابعتها، كما يمكن الإفادة منهم في تنفيذ المحاضرات والبرامج التوعوية والدورات التدريبية. * أمّـا مَـن يتحدث عن (الإمامة والخطابة) باعتبارها مَهَام احتسابِيّة وليست وَظِيْفِيّة؛ وأن المكافأة التي يقبضها القائمون بها الآن ما هي إلا (رزق من بيت المال، ومن ولي الأمر)؛ فلهم: (هناك أقوال فقهية معتبرة أجازت أخذ الراتب على تلك الأعمال). * أخيراً لا شك أن هناك طائفة من أئمة المساجد فضلاء ومخلصون جِدّاً ومحتسبون؛ ولكن في المقابل منهم الذي لو انقطعت عنه المكافأة شهراً واحداً؛ فإنه سوف ينسحب لعدم التّفَرّغ! * وفي هذا الإطار أنقُـلُ لكم ما أكده لي أحد مراقبي المساجد: حيث فُصِل أحد الأئمة لكثرة تغيبه، ليأتي تظلمه من القرار عند اللجنة المختصة، التي أيدت طَي قَيده، ولكنها حَثّته بلُطف على أن يصلي بالناس الجمعة المقبلة حتى يتمّ تعيين البديل؛ فأجاب وهـو يغادر المكان، رافعاً إصبعه بغضب: (ولا رَكْعَة)!.
مشاركة :